سيطرت أزمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم على خطب الجمعة بعدد كبير من مساجد المحافظات، حيث استنكر الخطباء استمرار إهانات الغرب للرسول الكريم، بعد نشر الرسوم المسيئة فى فرنسا. وشن خطباء المساجد هجوما عنيفا على المسيئين للرسول الكريم، مطالبين فى نفس الوقت المسلمين بضبط النفس، ومواجهة هذه الإساءات بالحسنى، والقول الحسن وليس بالعنف، كما طالبوا الحكومات باتخاذ مواقف جادة تجاه ازدراء الأديان، والإساءة للرموز الدينية والعقائد. وذهب عدد من خطباء القليوبية إلى أن تطاول الأمم على المسلمين هو نتيجة طبيعية لضعف الإمة الإسلامية مستنكرين الدفاع عن الرسول بالفوضى والقتل والتناحر بين أبناء الأمة الواحدة. وأوضح محمد صالح إمام وخطيب مسجد إبراهيم مرسى ببنها، أن الدفاع الصحيح عن الرسول يكون بتوصيل رسالته للعالم بالموعظة الحسنة واللين والرفق، كما فعل فى صدر الإسلام. وقال الشيخ محمد حسان عضو مجلس شورى العلماء إنه على المسلمين ألا يخالفوا شرع الله تعالى وسنة نبيه فى الإعلان عن غضبهم مما يتعرض له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من إساءة على يد دول الغرب باستخدام أسلوب التظاهرات والسباب والشتائم الذى لا يليق بالمسلم. وتابع حسان من خلال خطبة الجمعة بمسجد فجر الإسلام بتعاونيات السويس أن النبى نفسه صلى الله عليه وسلم ما كان ليرضيه أبداً أن يعامل من يسيئون إليه بمثل معاملتهم ضارباً مثالاً بموقف الرسول مع أهل الطائف الذين سبوه وألقوه بالحجارة حتى أدمت قدميه ومع ذلك رفض نبى الرحمة التوجه بالدعاء لله تعالى للانتقام منهم على أمل أن تلين قلوبهم ويأتى اليوم الذى يؤمنون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. وحمّل حسان الأمة الإسلامية المسئولية كاملة عما يتعرض له الرسول الكريم من إساءات لأننا لم نخاطب الغرب سواء فى أمريكا أو أوروبا والصين والهند وكوريا وغيرها من الدول بلغاتهم لنوضح لهم قيمة الرسول الكريم ورحمته وأخلاقه الحميدة، وطالب حسان الشباب المسلم بترجمة الخطبة لبعض اللغات ونشرها على شبكة الإنترنت ليعلم الغرب عظمة الرسول الكريم. واتهم حسان الأمة الإسلامية بالتقصير فى حق الإسلام والرسول الكريم لأنها قصرت فى الدعوة والتبليغ وطالب الأمة بالتعبير عن غضبهم المشروع بالمنهج المشروع فالحماس وحده لايكفى فيجب أن يكون حماسنا منضبطا بضوابط الشرع، وأوضح أن الغرب لم يكوّن الصورة عن الإسلام إلا من واقع الأمة من أتباع محمد، وحذر حسان من الفئة الباغية التى تحاول نشر الفتنة الطائفية فى مصر بأى وسيلة ولو كانت حقيرة فعلى العقلاء من المسلمين والنصارى أن ينتبهوا لهذه المؤامرة فالمسلم والمسيحى فى سفينة واحدة لو غرقت سوف تغرق بهم جميعاً. فيما طالب الشيخ أحمد المحلاوى جموع المسلمين بالعودة إلى دينهم واتباع سنة الرسول الكريم، معتبرا انصرافهم عن اتباع السنة هو أشد خطرا مما تعرض له الرسول من الإهانة على يد الغرب والأمريكان. وتساءل خلال خطبة الجمعة التى ألقاها بمسجد القائد إبراهيم، كيف نغضب من الغرب الجاهلين بالإسلام حين يسيئون إلى معتقداتنا فى حين أننا نسىء للرسول كل يوم بالانصراف عن اتباع سنته على الرغم من أننا نعرفه حق المعرفة ومؤمنون به وبالسير على نهجه. وتابع: الرسول لن يمسه شىء مهما حدث فهو عند الله ينعم بأحسن حياة فى الآخرة ولكننا نحن الذين يجب أن نتمسك بالدين حتى يحيينا الله فى أحسن حياة فى الدنيا والآخرة. واعتبر المحلاوى أن إساءات الغرب المتكررة للإسلام ترجع إلى وسائل إعلامهم التى وصفها بالمضللة قائلا «هم لا يستمعون إلا إلى إعلامهم الذى هو أشر من يتحدث عن الرسول وعن الإسلام فهو يصور الإسلام بأقبح صورة ويجعل العرب مجموعات لا تبحث سوى عن الشهوة ولا تنفق أموالها إلا على النساء والمتعة والمرأة عندهم ليست سوى وسيلة للمتعة والملذات». وشن هجوما حادا على الإعلام العربى قائلا «وفى المقابل الإعلام العربى إعلام تافه غير قادر على الرد عليهم من خلال توضيح الصورة الحقيقية للإسلام بل إن بعضه نسخة من الإعلام الغربى تستهزئ أيضا بالإسلام كما يستهزئون هم به». وفيما يخص الشريعة الإسلامية انتقد المحلاوى عدم تطبيق الشريعة فى بلادنا قائلا «الزنا حرام والخمر حرام وخروج المرأة دون مبرر حرام ومع ذلك نحن لا نكف عن ارتكاب هذه الأخطاء فى بلادنا» داعيا الله أن يوفق الرئيس مرسى إلى تطبيق الشريعة وتحقيق صحيح الإسلام الصادر عن الرسول «صلى الله عليه وسلم» وعن الصحابة والتابعين. واستنكر عدد من خطباء المساجد بالمنيا مهاجمة السفارات الأمريكية، ومحاصرتها والاعتداء على العاملين بها، فى عدد من عواصم الدول الإسلامية. وطالب الشيخ عبدالله عبدالقوى، خطيب مسجد المحطة، الفنانين العرب بالرد على الفيلم المسىء بإنتاج أفلام ومسلسلات فنية هادفة توضح قيمة الدين الإسلامى، والرسول وأخلاقه الحميدة. وطالب الشيخ عماد عبدالعزيز، خطيب مسجد السيدة زينب بتفعيل مقاطعة منتجات الدول التى تسىء للإسلام والمسلمين، ودعا للاقتداء بسنة النبى وتطبيقها على أرض الواقع، حتى تصل الصورة الصحيحة عن الإسلام الذى يأمر بالحق والعدل والسماحة.
