عيون تملأها الأحزان، وملابس متسخة منذ سنوات.. ملامح جمعت بين 3 أطفال من واقع بائس فقير هم: «يحيى وأحمد ومحمد». ب«قماشة» برتقالية لم تفارق يديه، يقف «أحمد سيد» على ناصية شارع الهرم فى صمت، يمر بين السيارات بلا دق على زجاج بعضها. ظروف أسرة الطفل الصغير أجبرته على أن يخرج من منزله باحثاً عن عمل «أمى رجليها مقطوعين وأبويا بيمشى على عكاز، وإخواتى الكبار مش بيشتغلوا وكل واحد فى حاله، مش بنتجمع غير على الأرض اللى بنام عليها». يخرج «أحمد»، 12 عاماً، من «العشّة» وعيناه وسط رأسه «بخاف ياخدوا منى الجنيه اللى بركب بيه لحد أول الشارع، دايماً بيبقى واقف واحد بياخد منى أى فلوس فى جيبى وساعتها باخد الطريق كله مشى لحد ما رجلى تتكسر»، مضيفاً: «المنطقة مليانة بلطجية، وبرجع بالليل أدعى ربنا محدش يبقى واقف منهم عشان أعرف أجيب الدوا لأمى وناكل لقمة، بقيت أحط الفلوس فى الجزمة المقطعة اللى لابسها». على عربة «ترمس» بشارع الكنيسة يقف الطفل «يحيى»، 10 سنوات، ممسكاً بقراطيس ورق: «بقالى شهرين بقف على عربية عم فتحى عشان أسترزق منها، أمى وأبويا ميتين وأخويا الوحيد أصغر منى ولو مطلعتش اشتغلت مش هلاقى حاجة ناكل منها»، سوى غرفة صغيرة بمنطقته الشعبية، «أمى ماتت وهى بتجيب أخويا، وأبويا بقالوا شهر ميت، والحمد لله إنه ساب لنا حاجة ننام فيها أنا وأخويا». يعانى «محمد» كصديقيه من «تثبيت» البلطجية «بابيع غزل بنات عشان فيها ناس نضيفة غير منطقتنا، وبفضل طول اليوم برّة عشان أبويا مايضربنيش أول مرجع البيت ويلاقى الفلوس اتسرقت منى».