* دراسة حقوقية: القواد يحصل على 50 إلى 60 % من الأجر.. وضحايا يعملن بالسخرة مقابل الطعام والسكن * أب يدفع ابنتيه ل”إسعاد أصدقاءه” .. وأم تقوم بدور القوادة .. وأخ “يستثمر” في شقيقته * عاملة جنس: ما بعملش كدا بمزاجي لكن عشان الفلوس.. و مافيش ولا زبون استمتعت معاه * حالة: هربت من بين أمي لأني رفضت أخويا يغتصبني .. وأخري : “العواجيز” أفضل “الزبائن:.. والله يخرب بيت اللي عملوا الفياجرا * عاملة : كل اللي بيبصولك .. بيبصولك من الناحية الجنسية حتى جوزك المبلغ اللي بيدفعه فيكي بيقبض قصاده كتب: محمد العريان نساء من جميع الأعمار، غالبيتهن من فئات اجتماعية بسيطة، مواطنات دفعوا ثمن الفقر والجهل والتعصب وسيادة الثقافة الذكورية من لحمهن الحي. نساء اعتبرهن المجتمع “سلعة” يبيعها لمن يدفع،و”يستثمرها” لمن يرغب، ويدينها في كل الأحوال. في هذا الملف شهادات جمعها الكاتب الصحفي مدحت الزاهد في كتابه عن الجنس التجاري في مصر بالتعاون مع مؤسسة الشهاب. 16 عاملة جنس ، بينهن 6 مطلقات و5 متزوجات و4 غير متزوجات، وآنسة واحدة، – حافظت على بكارتها بالاعتماد على الجنس السطحي – وأرملة واحدة، يحكين وقائع “تجارة المتعة”، ويكشفن كواليس “المهنة”. في هذه الشهادات تفاصيل كوارث اجتماعية وإنسانية لايلتفت إليها أحد، حيث يكتفي الجميع بالقاء اللوم على الحلقة الأضعف في المجتمع “المرأة”، دون أن ينظر ويحقق في أسباب الظاهرة، التي تنتشر حول العالم في “صناعة” تصل أرباحها إلى 38 مليار دولار سنويا “الزبون المثالي” تبدأ الشهادات بحديث مع باحثة بمؤسسة الشهاب حول أوضاع عاملات الجنس، وتحكي الضحايا بالتفاصيل ما الذي حدث وما الذي لا يزال يحدث، ويصفن المهنة بأنها “مهينة”، لكن ما باليد حيلة أخرى . تقول إحدى العاملات الجنس ردا على سؤال الباحثة حول نظرتها لمهنة الجنس “الشغلانة دي مهينة، تحسي إنك بتاجري بجسمك، وكل مميزاتها هي الفلوس، دي الاستفادة الوحيدة بالنسبة لي”. وتجيب أخرى على نفس السؤال قائلة:” حاسه إني ببيع لحمي، وطبعا مش راضيه عن اللي بيحصل لي”، تسأل الباحثة الحالة “لو قدرتي تختاري طريق تمشي فيه .. هاتختاري ايه”، هنا فقدت الضحية أعصابها وانهارت باكيه “أمشي في الطريق المظبوط”. اختيارات العاملة ل”الزبائن” ترف غير دائم، لكن هناك “تفضيلات” تكشف عن عمق مأساة عاملات الجنس. تقول إحدى العاملات في شهادتها” مش كتير بختار الزبون” فتسألها الباحثة” حتى مثلا لو شكله وحش أو فلوسه قليله”، فترد الضحية” الشكل مش مشكلة، لكن لو فلوسه قليلة هاطلع معاه ليه يعني، لكن لو فلوسه كتير ممكن أضحي واطلع معاه”. توضح العاملة مشاعرها وسط هذه الأجواء “أنا ما بعملش بمزاج.. أنا بعمل ده عشان الفلوس، ومافيش ولا زبون استمتعت معاه”. تختلف طريقة الاختيار من عاملة جنس لأخرى، لكن ثمة “مواصفات” تفضلا عاملات الجنس، هذه المواصفات تؤكد أن ما يحدث لا يحتمل أدنى قدر من المتعة. تقول احدى العاملات في شهادتها” أنا ما بحبش أنام مع شباب صغيرين.. لأنهم بتعبوا الست، لكن لو راجل كبير عنده 50 سنة مثلا هاينام معايا وتك تك خلاص وأقوم.. أما لو شاب هايقعد يحرت في أمي .. بس برضة دلوقتي الناس الكبيرة في السن اتعلموا ياخدوا فياجرا الله يخرب بيت اللي عملها”. حالة أخرى من حالات الدراسة حافظت على بكارتها، حيث تشترط على المتعاملين معها، الممارسة الشرجية. القوادون وقالت الدراسة ان تقسيم العمل فى التجارة بالجنس يشمل دور الوسيط .. القواد/والقوادة ، وهو الذى يدفع للسوق بعاملات جدد، عبر الإغواء، ويوفر الزبون للعاملات وقد يوفر الشقة .. وينال فى كل الاحوال حصة أكبر من حصة العاملة واعتبرت الدراسة العلاقة بين القواد أو القوادة والعاملة، علاقة أشبه بعلاقات السخرة، حيث يتم استغلال عاملة الجنس مقابل “اللقمة والهدمة وحته أنام فيها” وأدوات التجميل لإرضاء الزبون. تسأل الباحثة إحدى الحالات “بيجيلك الشغل ازاي” بيجيلك الشغل ازاي؟” فترد العاملة:” كانت فيه واحدة أنا قاعدة معاها، وكانت هي وجوزها بيجبولي شغل وكده” تضيف الحالة في شهادتها”ما كانتش بتديني فلوس، ولما أطلب تديني حاجة قليلة خالص”. حالة أخرى تكشف طبيعة العلاقة بين القوادين وعاملات الجنس. تقول الضحية “اللي بتشغلني بتاخد النص، ولما يزيد المبلغ عن 200 جنية، يعني مثلا 300 أنا باخد 125 وهي بتاخد 175′′ أي أن “حصة القوادة” تتراوح ما بين 50 إلى 60 % من الأجر. وتشير الدراسة لنوع اخر شائع من القوادين، هم القوادين من داخل الأسرة، الأب، أو الأم، أو الأخ والأخت، وزوج الأم وزوجة الأب، وزوج الأخت. تسأل الباحثة عاملة عادت إلى والدها الذي هجر الأسرة “هو رضي إنك تعيشي معاه بعد اللي حصل؟” فأجابت العاملة “هو كان راضي عشان كان بيخليني أشتغل لأصحابه بفلوس” وتضيف الحالة” يعني لما يجي حد من صحابه يطلعني أقعد معاه وأقعد أحسس له ويمسكني وكده، وآخد منه اللي أنا عايزاه وأديه لأبويا وساعات كان بيشغل أختي من أمي، وكان بيقبض علينا أنا وأختي فلوس”. عاملة جنس أخرى تروي تجربتها في الأسرة” بابا كان بيعاملني وحش أوي .. ومامتي شغالة شغلة مش كويسة” كانت الأم قوادة. تضيف الضحية “. زواج مؤقت وهناك نوع آخر من “بزنس المتعة” يجري عن طريق الزواج العرفي المؤقت، وهو عقد زواج عرفي محدد بمدة. تقول إحدى العاملات للباحثة ” انا كنت عايشة مع اخويا وكنت متجوزة ومخطوبة لاتنين كنت متجوزة عرفي ومخطوبة لاتنين، وكان عقد العرفي محدد بشهرين، فقبل ما الشهي ينتهي بأسبوع أخويا يخطبني لواحد تاني، وطبعا ما أتجوزهوش وأخويا يقبض من ورا الحكاية دي.. وخطبني قبل كده لواحد تاني قاله هاكتب عليها على طول، وبقى ياخد من ده فلوس وده فلوس” تضيف الضحية” حصلت مشكلة جامدة بين التلاتة وبين اخويا .. وكده يعني اللي هو معاه الورقة العرفي قال انا مش هاقطعها وبيني وبينك المحاكم ..الخطيب التاني لما لقى جواز عرفي، وواحد ها يتقدم وكده طلع من الموضوع .. اما التالت فاخويا قاله اصبر طيب لحد ما نقطع الورقة العرفي وتتجوزها .. فصبر لحد ما اقطعنا الورقة العرفي مع ان الراجل ده اللي كان متجوزني كان بيحبني قوي..كان مأجر أوضة في شقة أخويا، ومبيضها وجايب لي سرير وتسجيل.. كان معيشني يعني”. ضحية أخرى انفصل والداها، وعشات مع والدها فترة قصيرة، حتى اقنعتها أمها بالذهاب إليها” ما كنش مبسوطة مع أي واحد فيهم، بابا كان بيعاملني وحش، وماما كانت شغاله شغله مش كويسة، وكانت متجوزة، بس جوزها كان كويس لكن ماما هي اللي كانت مش كويسة.. هي اصلا كانت عايزة اخويا يغتصبني وانا موافقتش وبعدين رحت سايبة لها البيت قالت لي انا مش عايزاك في البيت فسيبتها ومشيت”. وتروى عاملة أخرى عن عودتها للمنزل بعد طلاقها من زوجها “المعاملة كانت بالمصلحة.. طول ما أنا بصرف وفيه فلوس في البيت، ابقى قاعدة كويسة.. غير كدا كل واحد في البيت يقعد يقولي احنا عايزين ده .. احنا هانجيب كذا وكل ده طبعا لما بعقد من الشغل أو يحصلي حاجة” تضيف الضحية “المعاملة مش قادرة أقولك طبعا..دول مش متحملين بنتي خالص، حتى ماما اللي المفترض إنها جدة البنت دي، والمفروض تقعد بيها، لكن لأ .. وكل اللي على لسانها بنتك ماحدش يستحملها.. بنتك ما حدش يطيقها وكل يوم من ده”. مشاكل زوجية ضحية أخرى من ضحايا الجنس التجاري تلخص مشاكلها مع زوجها قائلة:” دا كان يحط الجلابية ويخش” وتضيف “مشاكلي مع جوزي مثلا إني عمري ما حسيت ان هو انسان .. ده عامل زي الحيوان، وانا بالنسبة له فريسة وخلاص، عمره ما قالي كلمة حلوة إلا إذا كان عايز ينام معايا.. وهو دايما بيختار الوقت اللي أكون نايمة فيه أصلا.. وحتى مش بيصحيني، انا بصحى فجأة الاقيه فوقي، ومش بقدر أعمل حاجة غير إني أقعد اقول اخ اخ وبعد ما يخلص أقوم اتشطف” عاملة أخرى تقرأ نظرات الرجال للنساء “كل اللي بيبصولك .. بيبصولك من الناحية الجنسية .. مش بيبصولك كبني ادمه ليكي احاسيس ومشاعر، حتى اللي متجوزك المبلغ اللي بيدفعه فيكي بيقبض قصاده.. الوحدة بتشتغل خدامة عنده تطبخ وتغسل وتمسح وتربي عياله وتنام معاه.. وطبعا هو بيقول ده حقي امال انا دافع شبكة ومهر ومؤخر ليه .. ماهو عشان كده”. اقرأ أيضا : الفقر والتفكك الأسري والثقافة الذكورية والعنف ضد المرأة .. روافد تجارة الرقيق الأبيض عولمة الجنس: حين يصبح الجسد مجرد سلعة مواضيع ذات صلة 1. عولمة الجنس: حين يصبح الجسد مجرد سلعة