كان يظنه يوماً عادياً مثل باقى الأيام التى اعتاد فيها الذهاب إلى النادى العريق لممارسة عمله كمدير فنى لفريق الشباب، لكن مكالمة هاتفية من رئيس النادى الأهلى محمود طاهر قادته إلى طريق أصعب، حيث طلب منه تدريب الفريق الأول بالنادى الأهلى خلفاً لمحمد يوسف الذى تقدم باستقالته فى أول مايو الماضى قائلاً له: «أنت ابن النادى البار، وعليك أن تنقذ بيتك من هزات التغيير». ودون طلبات استثنائية أو مادية قاد «مبروك» النادى الأهلى الذى كان يعانى من اعتزال النجوم والإصابات، وغياب الصفقات بسبب الأزمة المالية الطاحنة فى هدوء، واستطاع بما يمتلكه من مقومات فنية هائلة وخبرات تدريبية كبيرة العبور من المحنة بنجاح كبير، فتحسنت نتائج الفريق فى الدورى العام، وتصدر المجموعة الأولى بالدورى مع نادى سموحة، بعد أن كان ترتيب النادى متأخراً إلى حد ما، وحقق نتائج إيجابية بدورى المجموعات فى بطولة الكونفيدرالية، قبل أن يلجأ إلى منجم الناشئين الذين تولى تدريبهم من قبل للاعتماد عليهم فى الفوز ببطولة الدورى العام، فور توليه المهمة وقف «مبروك» وسط لاعبيه فى ملعب «مختار التتش» أثناء أداء التمرين المسائى ليؤكد لهم أن الأهلى أكبر من أى أزمات، وعلى الجميع اللعب بروح «الفانلة الحمراء»، مستحضراً ذكرياته المفرحة والصعبة مع النادى قبل أن ينقل إليهم خبرات السنين ويبث فى نفوسهم الجرأة والحماس. عمل «مبروك» فى صمت لتحقيق المهمة الصعبة من أجل الحفاظ على هيبة «العملاق الأحمر»، ووصل إلى الدورة الرباعية للدورى، وفاز فى مباراة القمة على الزمالك معتمداً على الناشئين، ومع ذلك لم تتأنَّ إدارة النادى الأهلى فى الإعلان عن خليفته الإسبانى لكنه لم يتأثر، وواصل مسيرته وحقق اللقب، ثم تم تكريمه فى اليوم التالى لانتهاء البطولة فى وجود المدير الفنى الجديد «كارلوس جاريدو»، ليمزح بعدها قائلاً: «بالأمس كنت مديراً فنياً للأهلى، واليوم أنا مدير فنى سابق». انضم فتحى مبروك، المولود فى 5 مايو عام 1951، إلى مدرسة الأهلى وهو فى التاسعة من عمره، وتدرج فى صفوف الناشئين تحت 16 و18 سنة، ولفت إليه الأنظار مبكراً بأدائه الرجولى فضمه المدرب المجرى «هيديكوتى» للفريق الأول موسم 71 - 1972، وتعد الفترة من 1974 وحتى 1979 من أفضل فترات حياته الكروية، ويعد فتحى مبروك أفضل من شغل مركز الظهير الأيسر فى صفوف الفرسان الحمر فى السبعينات عندما كان يضم خط دفاع الأهلى كوكبة رائعة من اللاعبين أمثال حسن حمدى ومصطفى يونس وأحمد عبدالباقى وماهر همام. حقق «مبروك» مع النادى الأهلى 8 بطولات «دورى عام»، وبطولتى كأس مصر وتم تكريمه عام 1981 بعد مشواره الطويل مع النادى الأهلى.