على غير العادة، بدأت الدعاوى القضائية ضد عدد من مسلسلات رمضان مبكرًا، بتهمة التشهير والتشويه، فتقدمت نقابة الأطباء ببلاغ للنائب العام ضد منتج ومخرج مسلسل "دكتور أمراض نسا"، الذي يقوم ببطولته الفنان مصطفى شعبان، لتشويه صورة الأطباء، كما أعلنت مستشفى دار الفؤاد عن مقاضاة صناع مسلسل "صاحب السعادة"، بعد ظهور صورة المستشفى بشكل غير لائق، عندما ظهر الفنان عادل إمام في الحلقة الثانية من المسلسل وهو يتحدث إلى مسؤولي المستشفى الذين رفضوا استقبال حالة ولادة قبل دفع مبلغ تأمين. كما أن السيناريست أسامة عبدالفتاح نور الدين، مؤلف الجزء الأول من مسلسل شارع عبدالعزيز، رفع دعوى قضائية ضد القائمين على الجزء الثاني من المسلسل، لتعديهم على حقوق الملكية الفكرية، وأعلن أشرف السكري، شقيق محسن السكري ضابط جهاز أمن الدولة السابق، الصادر ضده حكمًا بالسجن 25 عامًا على خلفية اتهامه في قضية مقتل الفنانة الراحلة سوزان تميم، أنه سيتقدم بشكوى للقضاء إذا ثبت أن مسلسل "المرافعة" يهدف لتشويه قصة أخيه، وفي نفس السياق، أعلن عبدالستار تميم، والد الفنانة الراحلة سوزان تميم، نيته اللجوء إلى القضاء، في حالة إذا كان مسلسل المرافعة يتناول قصة حياة الراحلة. أشرف السكري، شقيق محسن السكري، المتهم بمقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، أعرب ل"الوطن" عن ازعاجه لتناول مسلسل المرافعة قصة حياة أخيه والعمل على تشويهها، حيث أن المسلسل يتناول قصة حياة ضابط أمن دولة سابق قام بقتل فنانة لبنانية، بالإضافة إلى أن البطل الذي يجسد الشخصية يظهر خلال الشاشة وهو مُدمن ويتعاطى المخدرات، وهذا يتنافى مع الواقع تمامًا. وقال السكري، "ده يعتبر تشهير بأخويا، هو مفيش احترام لخصوصية الناس"، لافتاً إلى أن أحداث المسلسل أقرب إلى القصة التي تناولها الإعلام عن علاقة أخية بالمطربة اللبنانية،: "هننتظر لحد ما تبان الرؤية، وإذا صحت لن أرحم كاتب السيناريو، كفاية تشويه وإسفاف"، متسائلًا: "هي ليه حياة الناس بقيت مشاع كده وكل من هب ودب يتكلم فيها؟". من جانبها، أكدت الناقدة علا الشافعي، أنه من الطبيعي أن ترفض فئة من فئات المجتمع طريقة تناول الدراما لبعض قضاياها، حيث أنهم يعتبرونها ملكية خاصة لا يجوز الاقتراب منها، لافتة إلى أنه لا يوجد عمل درامي نال ترحيب وتقبل الجميع له، متسائلة: "هو فين العمل الدرامي اللي الكل أشاد بيه؟". وأضافت الناقدة، أن تعدد أوجه الرقابة هو من وضع تلك الأعمال الدرامية في مأزق سواء مع الشخصيات التي تُحاكيها أو الهيئات المتضررة من تسليط الضوء عليها، "مش كل واحد متضرر من مسلسل عشان سلط الضوء على مشكلة أو قضية تخصه يسمح له برفع قضية ووقف العمل"، وتستكمل: "كل مهنة فيها الفاسد والصالح، والمستشفيات والأطباء اللي رفعوا قضايا لازم يعترفوا إن فيهم فسدة يستحقوا تسليط الضوء عليهم". "علا" ترى أنه من حق أي مؤلف أن يختار الفكرة التي يتناولها طالما أنها جزءًا من واقع ملموس لدى كثير من المواطنين، كفساد بعض الأطباء وبعض المستشفيات الحكومية والخاصة، وقالت إنه أيضًا من حقة تناول حياة بعض القصص الحقيقة لأشخاص أثارت الجدل في الشارع لفترة زمنية محددة، تحديدًا الأشخاص الذي تنظر قضاياهم أمام القضاء وأصدر أحكامه فيها: "طالما العمل بيتكلم عن واقع المفروض مفيش حد يقدر يوقفه، ده إحنا لو نزلنا الشارع ها نلاقي ملايين المواطنين بيأكدوا الفساد اللي اتكلمت عنه الدراما".