■ حينما تابعت زيارة الرئيس المصرى للجزائر للتباحث حول الإرهاب، والتعاقد على شراء خمس شحنات من الغاز، ثم انطلاقه لغينيا الاستوائية لرئاسة وفد مصر فى أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقى، ولقاءه بالرئيس الإثيوبى والتفاهم معه على سد النهضة وحق إثيوبيا فى التنمية وحق مصر فى حماية أمنها المائى، ثم عروجه على السودان ولقاء «البشير» للتباحث فى أمن الحدود والتحذير من دعم الإخوان والإصرار على المصير المشترك لوادى النيل، علمت أن لدينا رئيساً وعى التاريخ ودروسه وقرر الانطلاق منه للمستقبل. فدعوت له بنور البصيرة وقوة الإرادة وسلامة الحاشية وإخلاصها. ■ وحينما رأيت طواف جون كيرى، وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونظيره البريطانى، وليام هيج، بالعراق، أدركت أن الغربان لا تحمل البشرى، ولكنها تحمل لنا دوماً نذر الشؤم وسمعت دقات طبول الحرب تتعالى من بعيد. يتحدثون عن سعى لسلام واستقرار وما جاءوا إلا لإشعال أتون النار؛ بدعم نورى المالكى فى الخفاء، وتغذية مشاعر الانفصال لدى الأكراد بخبث، وإبداء الخوف على السعودية من تهديدات الإرهابيين عند معبر عرعر مع الحدود العراقية. ثم الإعلان عن نية توجيه ضربات جوية إن استلزم الأمر ضد تنظيم هو صنيعة أياديهم! وحماية أمن إسرائيل بشتى الطرق. علمت أنه قد مات من كان الحياء دينه وترك لنا شياطين الفُجر! ■ وحينما تسمع تصريحات مسعود برزانى، رئيس إقليم كردستان العراق، بأن سيطرة قوات البيشمركة الأكراد على منطقة كركوك -الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع بغداد- باتت نهائية، واعتباره المادة 140 من الدستور العراقى، التى تنص على إجراء استفتاء فى المناطق المتنازع عليها، لم يعد لها وجود. فاعلم أن العراق قد انتهى وابحث عن خريطة لهذا الوطن العربى الذى كان، واحتفظ بها لتريها لأبنائك وأحفادك حينما تحكى لهم عن بلد من بلادنا العربية كان موجوداً على الخريطة باسم واحد قبل تقسيمه وضياعه فى طوفان الإرهاب والخيانة والاحتلال. ■ وحينما تسمع تحذيرات نورى المالكى، رئيس الحكومة العراقية، لخصومه السياسيين من توظيف الهجوم الواسع الذى يشنه مسلحون متطرفون للإطاحة به، مكرراً تمسكه بأحقيته فى تشكيل الحكومة المقبلة، فاعلم أن الغباء سمة العملاء دوماً، فهم لا يعنيهم من الحياة سوى فتات ما يتحصلون عليه من أسيادهم دون النظر لمصالح البلاد والعباد. فيظنون أن أهم ما يمكنهم الحصول عليه هو مقعد السلطة حتى لو كان على حساب الوطن والمواطن. ولا تتعشم فى أن يفهم هؤلاء معنى الكرامة وحرية الإرادة وحماية تراب الأوطان، فهم ملوك الطوائف. ■ وحينما تسمع أن تطبيق الحد الأقصى للأجور فى مصر سيوفر لنا 4 مليارات جنيه للموازنة العامة، وتسمع من يقول إن تطبيقه سيتسبب فى هروب الكفاءات من مواقعها، فقل له بلسان ثابت فليهربوا «والقلب داعيلهم»! فلو كانوا كفاءات وأظهروا كرامات لما كان هذا حالنا. ولذا فالمصريون أولى بأموال الكفاءات المزعومة وكفاهم ما حصلوا عليه طيلة سنوات مضت وتسببوا بوجودهم فى خنق كفاءات حقيقية أو هجرتها للخارج. ■ وحينما تبدأ أيام رمضان فاستحضر فى نفسك الذات الإلهية واطلب منها العون فى أن تستعيد آدميتك لتدرك أنك من تراب وطين أسود ومآلك لذات المنبع، وأن الخير كل الخير لا فى مال تجمعه ولا نفوذ تكسبه، بل فى عمل صالح تتركه وولد نافع تنشئه، ولسان ينطق بالحق ما دمت حياً. فتنصر مظلوماً، وتعين على مسألة، وتتصدق ولو بابتسامة. فلا تبخل على نفسك بما تدخره لها ليوم آتٍ لا محالة، فكن على استعداد له. ■ كل سنة وأنت طيب.