واصلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار شعبان الشامي سماع الشهود في قضية الهروب من سجن وادي النطرون واقتحام السجون المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي و130 آخرين من قيادات جماعة الإخوان وحركة حماس وتنظيم حزب الله اللبناني. وقال الشاهد الرابع والعشرون "محمد محمود أبوسريع"، 42 سنة، مقدم شرطة رئيس مباحث سجن القاهرة حاليا ورئيس مباحث ليمان 430 بمجمع سجون وادي النطرون سابقا، إن ليمان 430 يبلغ عدد نزلائه ما يزيد على 6 آلاف سجينا وتتراوح عقوبتهم ما بين السجن المشدد والإعدام، وأضاف بأن ليماني 430 و440 خاصين بالسجناء الجنائيين وسجني الملحق و2 صحراوي خاصين بالسجناء الجنائيين والمعتقلين السياسيين. وأضاف الشاهد أنه في يوم السبت الموافق 29/1/2011 تم اقتحام منطقة سجون أبوزعبل والمرج من قبل جماعات مسلحة مما أدى الى هروب سجناء هذين السجنين، الأمر الذي حدا به لاتخاذ التدابير اللازمة تحسبا لوقوع أي محاولة لاقتحام ليمان 430، فقام على إثر ذلك بإلغاء زيارة أهالي السجناء في ذلك اليوم و توزيع الوجبات الغذائية على السجناء بالزنازين وغلق كافة أبواب وعنابر وزنازين السجن مع طلب تعزيزات أمنية من الإدارة المركزية لسجون بحري وقطاع الأمن المركزي ومديرية أمن المنوفية، إلا أنه لم تحضر أية تعزيزات نظرا لحالة الإنفلات الأمني التي شهدتها البلاد خلال تلك الفترة. وفي تمام الساعة الحادية عشر مساء ذلك اليوم وأثناء تواجده بليمان430 وحال مشاهدته التلفاز فوجيء بمداخلة تليفونية من احدى السيدات في أحد البرامج لإحدى القنوات الأرضية تستغيث من هروب سجناء وادي النطرون وتعديهم على أهالي منطقة مدينة السادات في منازلهم و ذلك على خلاف الحقيقة، مما أثار حالة من الهياج و الفوضى وسط السجناء، فقام على إثر ذلك باستدعاء تشكيل من كتيبة قوات التأمين التابعة لمنطقة سجون وادي النطرون وتم السيطرة على الموقف، وأضاف بأن تلك المداخلة التليفونية كان مخططا لها في عملية اقتحام منطقة سجون وادي النطرون و الهدف منها إحداث حالة فوضى داخل سجون المنطقة لإشغال القوات، إلا أن تحرياته لم تتوصل لمعرفة تلك السيدة. وفي تمام الساعة الثانية والنصف صباح يوم الأحد الموافق 30 يناير تناهى إلى سمعه دوي إطلاق نيران كثيفة على منطقة سجون وادي النطرون وتم تبادل اطلاق النيران بين قوات التأمين وجماعات مسلحة حتى نفدت ذخيرة قوات التأمين وتم فقدان السيطرة على منطقة السجون في الساعة الرابعة صباحا، وتمكنت تلك الجماعات من اقتحام مجمع سجون وادي النطرون عن طريق استخدام لودر في فتح أبواب السجون، وأضاف بأنه حال خروجه خلسة بسيارته من ليمان 430 خشية إصابته من قبل الجماعات المسلحة أو تعدي السجناء الهاربين عليه، أبصر سيارات ميكروباص وملاكي وربع نقل يعلوها رشاشات يستقلها المقتحمين ويقومون بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وأضاف بأن المقتحمين يرتدون ملابس عادية وملثمين ويتحدثون بلهجة عربية غير مصرية.