نجحت قوات الجيش العراقي، مدعومة بمتطوعين من الشيعة والأكراد في وقف تقدم مسلحي تنظيم "داعش" شمال العاصمة بغداد. ونقلت BBC عن شهود عيان، أن اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة تلعفر، شمال غربي العراق، بين الجيش العراقي ومسلحي "داعش" الذين يحاولون دخول المدينة للسيطرة عليها، فيما أوضحت مصادر بالحكومة أنها استعادت السيطرة على بعض الأراضي في هجمات مضادة، ما يخفف الضغط على الحكومة المركزية في بغداد، غير أن مدينتي تكريت والموصل ما زالتا تحت سيطرة المسلحين. يأتي ذلك بينما قتل 9 أشخاص وأصيب 23 بجروح في تفجير وصفته الشرطة بالانتحاري وقع وسط بغداد، وقالت الشرطة إن انتحاريًا يرتدي حزامًا ناسفًا فجر نفسه قرب ساحة التحرير في قلب العاصمة العراقية. وذكرت مصادر أمنية في مدينة بعقوبة، شمال شرقي العاصمة، أن ستة من عناصر قوات البيشمركة الكردية قتلوا وأصيب عشرون آخرون في هجوم شنته مروحية عسكرية عراقية على منطقة تقع بين بلدتي جلولاء والسعدية. يذكر أن الجامعة العربية قررت عقد اجتماع تشاوري، لوزراء الخارجية العرب، في مدينة جدة السعودية، خلال يومين لبحث التطورات في العراق. جاء القرار خلال الاجتماع الطاريء للمندوبين الدائمين للجامعة بالقاهرة. ويناقش الوزراء، على هامش المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، سبل دعم العراق في أزمته الحالية. وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اتصل هاتفيًا بنظيره العراقي، هوشيار زيباري، أمس، وعبر عن دعمه للعراق في حربه ضد المسلحين المتشددين. واضاف البيان أن كيري تعهد بتقديم 12 مليون دولار وشدد على ضرورة أن يطمئن العراق جيرانه بأن الحرب ليست طائفية لكنها حرب ضد المتشددين. وقال اللواء قاسم الموسوي، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، إن القوات الأمنية استعادت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية على جبهات مختلفة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحققت انتصارات وصفها بالكبيرة بمساعدة المتطوعين. وتعهد بأن تستعيد القوات الأمنية السيطرة ليس على الموصل فحسب ولكن على مناطق أخرى من العراق. وقال متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب إن طائرات حربية قصفت موقع اجتماع لقيادات بحزب البعث المحظور في محافظة ديالى، ما أدى لمقتل 50 شخصًا بينهم ابن عزة الدوري، الذي كان من المقربين من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ودخل مسلحو "داعش" محافظة ديالي قبل يومين وفتحت جبهة ثانية لشمال شرق بغداد على مقربة من الحدود الإيرانية. وانضم إلى التنظيم ضباط سابقون من حزب البعث كانوا موالين لصدام بالإضافة إلى جماعات مسلحة ساخطة، وقبائل تريد أن تطيح بالمالكي. وقالت مصادر أمنية إن جنودا عراقيين هاجموا تشكيلا لداعش في بلدة المعتصم على بعد 22 كيلومترًا جنوب شرقي سامراء فطردوا المتشددين إلى الصحراء المحيطة. وأضافت المصادر أن قوات الجيش استعادت السيطرة على بلدة الإسحاقي، التي تقع أيضا جنوب شرقي سامراء، لتأمين طريق يربط بين بغداد وسامراء، وأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطر الآن على تكريت والموصل في الشمال.