قوات الأمن العراقية ومقاتلو القبائل خلال انتشارهم على مشارف محافظة ديالي في تصعيد خطير للصراع يهدد باندلاع حرب أهلية، قال رئيس الوزراء العراقي «نوري المالكي» إن متطوعين سيصلون في غضون ساعات الي سامراء لمساعدة الجيش في إلحاق الهزيمة بمتشددين إسلاميين اجتاحوا مناطق سنية في اتجاه بغداد. وقال المالكي موجها حديثه لضباط الجيش في المدينة الواقعة شمالي العاصمة وعلي الطريق إلي الموصل التي يسيطر عليها المسلحون «ان هذه بداية النهاية لهم»، في اشارة الي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والمسلحين المقاتلين معهم. وكان المالكي قد وصل الي سامراء في زيارة مفاجئة جاءت في حين تتواصل المواجهات الميدانية في اطار مساعي صد زحف داعش نحو العاصمة بعد سيطرتها علي ثلاثة محاور في الطريق لبغداد. وأعلن المالكي في سامراء ان مجلس الوزراء منحه «صلاحيات غير محدودة» للتحرك ضد التنظيمات المسلحة، وذلك بعد وقت قصير من اصداره لبيان اعلن فيه انطلاق عملية «تطهير المدن» من المسلحين. وقال في البيان «لو تحولت رؤوسنا الي قنابل لما توقفنا حتي ننهي وجود هؤلاء الارهابيين في العراق، ولو تحولت رءوسنا الي مسارات للدبابات والسيارات لما توقفنا عن هدفنا». وجاءت زيارة المالكي بعد وقت قصير من دعوة المرجع الشيعي الأعلي «آية الله علي السيستاني» للعراقيين لحمل السلاح ومقاتلة التنظيمات المسلحة وحماية الاماكن المقدسة. وهرع مئات الشبان لمراكز التطوع في الجيش ببغداد امس لينضموا للقوات الحكومية في قتالها ضد داعش. واعلن الجيش ان القوات العراقية في سامراء «تستعد للتحرك باتجاه مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين و»قضائي الدور» الواقعة بين تكريت وسامراء وبيجي. وكانت القوات قد تمكنت امس من استعادة السيطرة علي منطقتي «الاسحاقي» و»الضلوعية» في «صلاح الدين». ويحاول المسلحون منذ بدء هجومهم الكبير في العراق والذي تمكنوا خلاله من السيطرة علي مناطق واسعة من شمال العراق بينها الموصل بمحافظة نينوي، اقتحام مدينة سامراء التي تسكنها غالبية سنية وتحوي مرقدا شيعيا ادي تفجيره عام 2006 الي حرب طائفية إمتدت لعامين وقتل فيها الآلاف. ومن ناحية أخري، أعلنت سلطات بغداد عن عمليات إستباقية في العاصمة بعدما «سيطرت علي الطريق الرئيسي بين بغداد وسامراء»، تشمل تكثيف الانتشار الأمني فيها وحفر خنادق علي طرق رئيسية. ويشهد العراق منذ الاثنين الماضي هجوما كبيرا لعناصر داعش وجماعات مسلحة أخري الي جانب عناصر في حزب البعث المنحل، تمكنوا خلاله من السيطرة علي الموصل فضلا عن مناطق واسعة من شمال البلاد. ولازال المسلحون يسيطرون علي محافظة ديالي شمال شرق العاصمة، فضلا عن مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار غرب بغداد. وقال «حسين التميمي» الذي يتولي قيادة اكثر من ثلاثة الاف عنصر لقوات «الصحوة» السنية التي تقاتل تنظيم القاعدة والمتطرفين «قواتنا تقف صفا واحدا الي جانب الجيش والشرطة وتنتشر في مناطق حزام بغداد بشكل متواصل». وشارك في تقدم داعش ضباط جيش بعثيون سابقون موالون لصدام حسين وكذلك جماعات مسلحة ساخطة وعشائر ترغب في الإطاحة بالمالكي. اما المدن والبلدات التي سقطت في أيدي المتشددين حتي الآن يغلب علي سكانها السنة. وفي إيران، أكد الرئيس «حسن روحاني» ان بلاده «لن تشن اي عملية عسكرية داخل العراق وان ذلك الأمر لم يناقش مع رئيس الوزراء العراقي». وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد نفت في وقت سابق ما رددته تقارير إعلامية غربية بشأن ارسال ثلاث وحدات عسكرية من كتائب الحرس الثوري الإيراني الي عدة مناطق في العراق. وفي مؤتمر صحفي عقده امس في طهران، أعلن روحاني انه في حال طلبت بغداد - لن يكون أمام ايران الا «خيار مواجهة الارهاب وذلك في اطار القانون الدولي»، متهما «قوي سياسية مهزومة» في الانتخابات التشريعية العراقية السابقة بأنها علي صلة بتلك الميليشيات المتطرفة التي تتلقي ايضا دعما ماليا وسياسيا من بعض دول المنطقة.