ضياء رشوان: الحوار الوطني يطالب بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين (فيديو)    عمرو أديب معلقاً على واقعة مدرس الجيولوجيا:" تكلفة الحصة مليون و200.. توم كروز مابيخدهاش"    آخر تحديث.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-6-2024 في محلات الصاغة    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    بدء عمل لجنة حصر أملاك وزارة التضامن الاجتماعي في الدقهلية    مستعدون لاستلام السلطة، أول تعليق من لوبان على فوز اليمين الفرنسي    الاحتلال يداهم عددا من المنازل في مدينة قلقيلية    شقيقة كيم تتوعد برد جديد على نشر سيول للدعاية بمكبرات الصوت    التشكيل المتوقع لمباراة مصر وغينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026    ميدو: مباراة بوركينا فاسو نقطة تحول في مسيرة حسام حسن مع المنتخب    ليفربول يعلن إصابة قائده السابق ألان هانسن بمرض خطير    مديرة مدرسة في المنوفية تتخلص من حياتها بحبة الغلة السامة    مواعيد امتحانات الدور الثاني لطلاب المرحلة الإعدادية بالإسكندرية    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    «كنت مرعوبة».. الفنانة هلا السعيد عن واقعة «سائق أوبر»: «خوفت يتعدي عليا» (خاص)    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    دعاء رابع ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللهم اهدني فيمن هديت»    «الإفتاء» توضح حكم صوم الحاج لأيام العشر من ذي الحجة.. شرط وحيد    سورة في القرآن احرص على قراءتها بالعشر الأوائل من ذي الحجة.. «اكسب أجرها»    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    عمر جابر ساخرًا: انضمامي للمنتخب بسبب صداقتي بمحمد صلاح "يحدث في عالم سمسم"    الفنانة التونسية لطيفة في حوار خاص مع "البوابة": والدتي كانت مصدر قوتي إلهامي.. أختار أغنياتي بناءً على شعوري الشخصي    خلاف بين كولر ولجنة التخطيط بسبب نجم الأهلي    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    استطلاع: 54% من مؤيدي بايدن يدعمونه فقط لمعارضة ترامب في انتخابات الرئاسة    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    أمر ملكى سعودى باستضافة 1000 حاج من ذوى شهداء ومصابى غزة استثنائياً    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    سقوط 150 شهيدا.. برلمانيون ينددون بمجزرة النصيرات    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحى ما زال يخضع للتحقيق حتى الآن    لميس الحديدي تعلن إصابتها بمرض السرطان منذ 10 سنوات.. التفاصيل    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    حلو الكلام.. إنَّني أرقص دائمًا    «بنضم للمنتخب عشان صاحب صلاح؟».. عمر جابر يخرج عن صمته بتعليق ناري    رسالة غامضة من الممثل التركي كرم بورسين لجمهوره.. وهذا ما كشفه    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    صافرات الإنذار تدوى فى عكا وبلدات عدة شمالى إسرائيل    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    الحج السياحي | 1298 شركة تتنافس لتقديم خدمات مميزة للحجاج    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    بعد وفاة 40 مواطن لارتفاع الحرارة.. نائبة تطالب بوقف تخفيف الأحمال في أسوان    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    انتحار مديرة مدرسة بحبة حفظ الغلال بالمنوفية    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    "ابدأ": 70% من المشكلات التي تواجه المصنعين تدور حول التراخيص وتقنين الأوضاع    دعاء وفضل العشر الأوائل من ذي الحجة    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    زيادة أكثر من 200 جنيه، ارتفاع سعر دواء شهير لعلاج مرضى الصرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يحيى الجمل: الإخوان هم من أتوا ب«عصام شرف» للحكومة لأنه عضو سابق فى الجماعة
"العسكري" لم يمانع في وصول الإخوان للحكم.. لكنه لم يكن يتمنى ذلك
نشر في الوطن يوم 16 - 09 - 2012

يكشف الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء الأسبق النقاب عن الكثير من أسرار المرحلة الانتقالية التى تولى خلالها المجلس العسكرى تسيير شئون البلاد.
يؤكد الجمل فى حوار مع «الوطن» أن «معيار القوة» كان هو المحور الرئيسى لعلاقة التقارب بين العسكرى وجماعة الإخوان، فالعسكرى يستند إلى قوة الجش والجماعة ترتكن إلى القوة الشعبية، وبالتالى كان هذا التقارب الحتمى أو «الإجبارى» بين الطرفين، مشيراً إلى أن العلاقات بدأت تسوء بينهما بعد انتخابات مجلس الشعب، وبدء الاستعدادات لانتخابات الرئاسة وهو الأمر الذى ظهر جلياً فى رفض الإخوان لبيان الدكتور الجنزورى، وإصرارهم على إقالته وتشكيل حكومة جديدة.
يرى الدكتور الجمل أن العسكرى لم يكن متحمساً لمحاكمة مبارك، الذى أضاع فرصاً عديدة للسفر إلى الخارج والإفلات من المحاكمة والحبس.
يشير الدكتور الجمل إلى خطأين أساسيين وقع فيهما المجلس العسكرى وهما التردد فى اتخاذ القرارات وتخليه عن فكرة «الدستور أولاً» فضلاً عن افتقاده للوعى السياسى مثله فى ذلك مثل مبارك..
* دعنا نبدأ من نهاية المشهد، كيف رأيت الحلقة الأخيرة فى العلاقة بين المجلس العسكرى والإخوان، بقرار الرئيس مرسى إحالة المشير والفريق للتقاعد؟
- بأمانة شديدة، المشهد كان مفاجئاً لى شخصياً مثلما كان مفاجأة لجميع المصريين، ولكن عندما أسترجع اللحظات أجد أن المجلس العسكرى لم يكن حريصاً على البقاء بعد أن تأتى سلطة مدنية منتخبة، لكن كنت أرى أن الخروج لا بد أن يكون بطريقة أفضل، مثلاً، عندما أحيل المشير للتقاعد أو أُقيله، كما يتردد، وفى نفس الوقت أمنحه قلادة النيل التى لا تعطى إلا لرؤساء الدول على سبيل التكريم، هنا أطرح سؤالاً ضرورياً: كيف أكرّمه وأنا أعزله، مثلاً كنت أطلب منه الاستقالة، وأعتقد أنه لن يتردد لأنهم كانوا غير راغبين فى البقاء، خاصة أنه لا أحد ينكر أن تلك القيادات كان لهم دور فى حماية الثورة ورفضوا فتح النار على الشعب، وأنا أعلم أنهم قالوا لمبارك: «لن نطلق رصاصة على الشعب».
* هل معنى كلامك أن مبارك طلب منهم فتح النار على الشعب؟
- أعلم أنه طلب منهم، ولكنهم رفضوا صراحة، وكانت الداخلية يد مبارك فى الهجوم على الشعب، وهذا موقف ليس جديداً على الجيش، الأمر تكرر فى عام 77 حينما طلب السادات من المشير الجمسى إطلاق النار على انتفاضة يناير، وتكرر أيضاً من مبارك للمشير أبوغزالة فى 85 أثناء ثورة الأمن المركزى ورفضوا.
* ولماذا استمر العسكرى فى السلطة ولم يسلمها فى نهاية يونيو؟
- أعتقد أنهم كانوا يفضلون فكرة «النصف والنصف» من خلال وثيقة المبادئ الدستورية للدكتور على السلمى، وطلبوا وجود المادتين 9 و10 الخاصتين بالميزانية وووضع الجيش بالدستور، وكانوا حريصين عند التقاعد ألا تكون هناك ملاحقات.
* كانوا حريصين على ذلك؟
- يمكن.. وده شىء طبيعى، أنا ماقدرش أحكم لأنى لم أعاصر هذه الفترة فى منطقة صناعة القرار.
* هل شغلتهم فكرة الخروج الآمن؟
- كنا فى فترة الكل يشعر فيها بالشك تجاه الجميع، والكل يوجه اتهاماته، فمن الطبيعى أن أقول «يا ناس عايز أمشى من غير فضايح»، من غير أقاويل، وأعتقد أنهم ناس قاموا بعمل وطنى.
* فى فترة احتكاكك بهم فى فترة ما بعد الثورة، هل كنت تشعر بأنهم يهتمون بالخروج الآمن؟
- فى البداية هذا الحيث لم يكن وارداً، فكل شىء كان فى أيديهم
* أقصد من خلال تصرفاتهم، هل شعرت بالسعى نحو الخروج الآمن؟
- ماكانش هناك دلائل أقدر أقول عليها، أنا فاكر واقعة، لما اضطريت لدخول الوزارة فى منتصف فبراير، والفريق شفيق جالى مكتبى وقعد عندى ساعتين، وأحضرت له عصام شرف وسمير الصياد يدخلوا معاه الوزارة وانا اعتذرت، وقال لى: أنا عارف إنك صاحب مكتب كبير وليك مصالحك الخاصة بس دى مصلحة مصر، فقلت له: مصر أهم عندى من أى حاجة، وبعد حلف اليمين، لقيت المشير وقال لى: «إحنا اتبسطنا لما شفيق قال لنا إنه أقنعك إنك تيجى الوزارة، فأول تصريح تقوله العسكر؟»، فقلت له: لا ماقولتش العسكر، قال لى: لا قلت العسكر، فرديت وقلت: «يكفى العسكر شرفاً إنه جاب للبلد دى جمال عبدالناصر» فرد علىّ: «كلمة رائعة»، دى لها دلالة، فأنا أعرف موقف المشير فى قضية بيع بنك القاهرة أثناء حكومة نظيف ووقتها ثار وهاج، وعلاقتى مع المشير وسامى عنان وشاهين علاقة ودية.
* نرجع لبدايات الثورة، كان هناك لجنة مشكّلة من مبارك برئاسة المستشار سرّى صيام، وكنت أنت عضواً فيها لتعديل الدستور، وضمت قامات فى القانون الدستورى، المجلس العسكرى قرر تغيير اللجنة والإتيان بالمستشار البشرى الذى لم يكن متخصصاً فى الشأن الدستورى فضلاً عن صبحى صالح، هل فعل ذلك إرضاء للإخوان؟
- أنا أرى أن هذه اللجنة أضرّت بمسيرة البلد، المستشار البشرى رجل فاضل أعزه وأقدّره، ودعيته أكثر من مرة لمناقشة رسائل الدكتوراه، ولكن كل واحد وله صنعة،
* وهوّ صنعته غير الدستور؟
- صنعته مش الدستور، وبعدين هو بدأ حياته أقرب لليسار وانتهى بيها «يمين قوى».
* هل سألت أحداً من أعضاء العسكرى، حينما دخلت الوزارة، عن السبب؟
- لا.. همَّ عملوا حاجة اسمها «مجلس الوفاق القومى» اتعمل بقرار من المجلس العسكرى، وأنا كنت مقرر واللواء ممدوح شاهين مقرر مساعد، ولا بد نبقى فاهمين إن مجلس الوفاق القومى لم نعيّن فيه شخصاً واحداً، أنا أرسلت للأحزاب والنوادى الكبرى مثل الأهلى والصيد والجزيرة، وللنقابات ولوزير التعليم العالى حتى ترشح الجامعات أشخاصاً، وأؤكد: لم نعين أحداً، واتصلت بالإخوان فاعتذروا، قلت لهم يا جماعة ده حوار، تعالى وقول رأيك، وكانوا رافضين، وسمعت كلمة بعد كده آلمتنى: «هوّ الدكتور يحيى عامل وفاق عشان يتكلم عن المبادئ الدستورية.. إحنا هناخد البرلمان ونعمل الدستور».
* هم قالوا ذلك؟
* نعم.. أنا مش فاهم ليه رفضوا، نحن ندعوك مع الأحزاب لتطرح رأيك ووجهة نظرك ونتناقش، الأمر كان غير مفهوم.
* هل غضب العسكرى عندما رفض الإخوان الحوار؟
- لا.. كان فيه شهر عسل بينهم فى ذلك الوقت.
* نرجع لموضوعنا، تحليلك بأن العسكرى غيّر لجنة تعديل الدستور تودداً للإخوان، وانضمام صبحى صالح كان ضمن نفس الأمر؟
- طبيعى ده هوّ الإعلان عن التودد أصلاً.
* أنت كنت ترصد وجود شهر العسل بين الإخوان والعسكرى؟
- آه..
* قائم على أيه؟
الإخوان كانوا وقتها القوة الشعبية المنظمة الموجودة بالبلد، والإخوان براجماتيين، والجيش شعر إن دى القوة الوحيدة التى تسانده، فى المقابل الإخوان شعروا بقوة الجيش، فحدث التقارب، ثم إن المجلس العسكرى بداخله عناصر، ليسوا من الإخوان المسلمين صحيح، ولكن عندهم الميل الدينى الموجود عندنا كلنا.
* ألم تشعر بأن العسكرى لا يمانع وصول الإخوان إلى الحكم؟
- لم أشعر بممانعة، رغم أنهم لم يتمنوا وصول الإخوان للحكم.
* حتى العناصر التى عندها ميل دينى؟
- لا طبعاً.. العناصر دى كانت تتمنى وصولهم للحكم.
* كانت واضحة تلك العناصر؟
- بعضهم.
* هل ترى أن المشير نفسه كان عنده هذا الميل؟
- لم ألمسه.
* ما الذى كان يريده الإخوان من الجيش؟
- الجيش كان السلطة الفعلية للبلد، هو من يسيطر على مفاصل مصر.
* حصلت لقاءات بين المرشد والمشير، هل حضرتها؟
- لا.
* لكن معلومات حضرتك إنه كان بيحصل لقاءات مباشرة؟
- اتصالات ولقاءات، لكن أنا لم أشارك بها، وكنت أسمع عن تلك الاجتماعات.
* هل كانت تنعكس على التصرفات؟
- نعم، واختيار عصام شرف أبرز دليل على ذلك، الدكتور عصام راجل فاضل، لكنه كان عضواً بإحدى شعب الإخوان المسلمين قبل سفره للبعثة، وحينما عاد انشغل بالهندسة، لكن عصام «درويش»، والإخوان اللى جابوه.
* الإخوان من اختاروه؟
- نعم، وليس شباب الثورة.. وهم من رفعوه فى التحرير.
* وهم من طلبوا من المجلس العسكرى؟
- الله أعلم.
* وهل الإخوان هم من أطاحوا بشفيق؟
- وارد.. ماقدرش أقول آه أو لأ.. فترة حكم شفيق كانت محدودة للغاية، وكانت تتميز بالتنظيم والإدارة، فضلاً عن أدبه الشديد، لدرجة إنه ماكانش بيدخل مجلس الوزراء قدامى، وعصام شرف كان بيعاملنى معاملة طيبة وأنا قدمته للمجلس العلمى المصرى، وما زلت أؤكد أن عصام شرف عالم وممكن الاستفادة منه، لكن الفرق بين شرف وشفيق أن شفيق منظم ومدير وصاحب قرار إنما شرف عالم زيى انا كده.
* هل ترى أن هشام قنديل جاء لأنه قريب من الإخوان؟
- حقيقةً لا أعرفه.. هو دخل حكومة شرف بعد أن تركتها، وكون إنه استمر مع الجنزورى ده يعنى إنه شاب كويس، أنا ماشفتوش غير فى التليفزيون، شاب كويس بيعرف يتكلم، كان مدير مكتب وزير الموارد المائية الدكتور أبوزيد وكان ناجح، وأيضاً كان وزير ناجح، لكن مصر دلوقتى عايزة رئيس وزراء سياسى ناجح يكون عنده خبرة.
* نرجع لفترة الثورة، هل تعتقد إنه كان هناك حوارات مباشرة بين الجيش والإخوان قبل تنحى مبارك فى خضم أحداث الثورة؟
- الجيش والإخوان.. لأ.. ماعرفش ماعرفش.. بس فى الوقت ده كان هناك شىء بارز فى مصر.. هو الجمعية الوطنية للتغيير وحركة قوية ضد التوريث، وهنا لازم نقول إن الجيش كان ضد التوريث وقلق منه، فلما الجمعية الوطنية للتغيير قامت وأنا أذكر المجموعة التى ذهبت لاستقبال الدكتور البرادعى، ورحنا له وكان خايف ومتردد وقال: «لما تفشل؟»، فقلت له: علينا أن نكافح، وضغطت عليه أنا وعلاء الأسوانى، فقال: طيب أنا معاكو، ولكن الحقيقة لم يشارك فى اجتماعات الجمعية، وتوصيفى للبرادعى إنه رجل فى منتهى الإخلاص، يحب مصر ولكن قدرته على التواصل الجماهيرى ضعيفة، يملك خيالاً علمياً ووطنياً.
* يعنى الجمعية الوطنية للتغيير والجيش كانوا ضد التوريث؟
- نعم.
* تقصد إنه كان هناك تنسيق مستمر بين الحركات الوطنية والجيش ضد التوريث؟
- لا.. كان فيه التقاء بين الحركات وبعضها، وكان رفض التوريث هدف مشترك، لكن تنسيق مشترك لأ.. أو أنا ماعرفش.
- كيف ترصد علاقة «شهر العسل» بين الإخوان والمجلس العسكرى فى فترة ما بعد الثورة؟
- لجنة طارق البشرى أولاً.. ثانياً اختيار عصام شرف.. شرف كان فى كل حاجة يستشير العسكرى.
* وهل كان يراعى الإخوان؟
- كان بيراعى الإخوان.. بس أتذكر له موقف هام؟
* ما هو؟
- أنا كنت من الداعين لضرورة وضع الدستور أولاً لتأسيس نظام ديمقراطى، وكان شرف يؤيد هذا الاتجاه.
* كان يؤيد وضع الدستور أولاً؟
- نعم.. ورحت أنا ومجموعة وزراء زى عمرو عزت سلامة وجودة عبدالخالق، للمجلس العسكرى وحاولنا إقناعهم بضرورة وضع الدستور أولاً، لكن رأى الإخوان كان هو الغالب.
* والإخوان كانوا قاعدين؟
- لا.
* وكان رد العسكرى أيه؟
- هنبقى نفكر ونقول لكم الرد.
* مين من «العسكرى» كان متحمس لإجراء الانتخابات أولاً؟
- والله لم أرَ أحداً متحمساً، كانوا حريصين أن يظهروا ككتلة واحدة، ويسمعون ولا يجيبون.
* هل كنت شايف إنهم كتلة واحدة، والمشير كان يدير كل شىء؟
- المشير وسامى عنان، وده شىء طبيعى فى الجيش.
* لكن أنت وقتها شعرت أن العلاقة بين العسكرى والجماعة قوية؟
- نعم.. من بداية واقعة الدستور أولاً وصولاً لعدم الانضمام للوفاق القومى، رغم أن الوفاق أدى أعمالاً إيجابية.
* هل طرحت على العسكرى عدم حضور الإخوان لجلسات الوفاق القومى؟
- كانت معروفة ولا تحتاج أن أخبرهم.
هل اتصلت بالإخوان؟
* نعم، اتصلت بهم.
* اتصلت بالمرشد؟
- نعم، كلمت المرشد، وكان رده: «يا دكتور إحنا مش شايفين مبرر الانتخابات الجاية»، وكلمت عصام العريان وقال لى: «الانتخابات جاية، وممثلو الشعب همَّ اللى يضعوا الدستور».
* هل انت شايف إن الإخوان كانوا أحرص على علاقة بالعسكرى أكثر من حوارات مع القوى الوطنية؟
- ربما بشكل كبير.. لأنهم كانوا شايفين إنهم القوة الأكثر تنظيماً بالشارع ولهم أرضية ومتغلغلين فى كل حتة، بالرغم من وجود كيان زى الجمعية الوطنية للتغيير اللى كنت باسميها «ضمير الشعب» ولكن مفيش أرضية جماهيرية، وأتذكر أن الإخوان حينما حصلوا على ال88 مقعداً فى العام 2005، كنت باحضر معاهم وقتها اجتماعاتهم؟
* ولماذا اختلف معك الإخوان؟
- بسبب إصرارى على الدولة المدنية، وأن لا بد من الدستور أولاً.
* هل ساندك العسكرى؟
- الفترة الأولى لم يساندنى، لكن فى الفترة الأخيرة ساب المسألة ماشية بطبيعتها، لأن العلاقة بينهم كانت خفّت شوية.
* لماذا لم يساندك الفترة الأولى، هل بسبب علاقتهم القوية بالإخوان؟
- نعم.. لكنى لا أنكر أن المجلس العسكرى كان بيحبنى وتحديداً المشير والفريق، وأتذكر موقف إنسانى، أنا قدمت استقالتى 3 مرات ورُفضت، المرة الرابعة أحضرت شهادة صحية من المصحة إنى بتعالج، فقبلوا، فقال لى المشير: «بتسيب المركب ليه؟» فقلت له: لن أترك مصر، وفور رجوعى من الخارج هاتفنى المشير واطمأن على صحتى.
* هل العسكرى والإخوان اتفقا ضد البرادعى؟
- لا أعتقد.
* لكن البرادعى رُشح أكثر من مرة رئيساً للحكومة ورُفض؟
- اللى بيرشحوا البرادعى رئيس وزراء بيظلموه، البرادعى مش بتاع اتصال جماهيرى ولا تنفيذ.
* هل انت شايف إن العسكرى كان بيخاف من المليونيات؟
- أنا شخصياً لم أكن من أنصار تلك المليونيات، وكنت من دعاة البناء والهدوء، لكن المليونيات جابت أيه لمصر؟ مارست بعض الضغوط مبكراً وجابت بعض النتائج فى الأول، لكن انت عندك رئيس، انتخبه من خلال صندوق واديله الفرصة، وحتى لو حصلت محاولات لتكميم الأفواه، ماحدش هيقدر.
* لكن العسكرى فى الفترة التى زادت فيها المليونيات، هل كان بيخاف منها؟
- أكيد ماكانش مبسوط بيها، ولا إحنا كنا مبسوطين منها، إحنا ماكناش بنعرف نشتغل فى مجلس الوزراء، ده مرّة وزير التعليم العالى عمرو سلامة نزل من المجلس وماعرفش يروح وزارته، مظاهرات تهتف باسمنا أنا وعصام شرف، وناس بقالها 30 سنة محرومة من الحقوق والنهارده عايزاها ومش عايزة تنتج.
* هل مجلس الوزراء ساندك فى صراعك مع الإخوان؟
- لم أكن فى صراع مع أحد.
* أقصد فى هجوم الإخوان عليك؟
- الإخوان لم يهاجمونى مباشرةً، بل كان اختلاف مواقف حول مجلس الوفاق القومى.
* حضرتك صاحب فكرة الوفاق القومى؟
- الفكرة جت من خلال مؤتمر الحوار الوطنى للدكتور عبدالعزيز الحجازى، فجاءت فكرة إننا محتاجين حاجة تبحث الحياة الدستورية فى مصر وتبحث مشروع الدستور، فاستعانوا بى أنا وممدوح شاهين، كان قريّب من المشير دايماً، وكان «ديّن» جداً.
* ديّن، بمعنى ميّال للإخوان؟
- أنا باقول ديّن، ماقدرش اقول ميّال للإخوان، هو قطعاً محب لهذا البلد، والإخوان ماكانوش راضيين عن مجلس الوفاق القومى من منطلق «إحنا هنعمل انتخابات ومطمئنّين انّنا هنيجى.. واللى هتجيبه الانتخابات يعمل الدستور» دى وجهة نظرهم.
* كانت هناك اعتراضات من الإخوان والقوى السياسية على بعض الوزراء فى حكومة شرف زى سمير الصياد، لماذا المجلس لم يوافق على تلك التغييرات؟
- أنا ماعرفش إن كان فيه ضغوط بخصوص سمير الصياد أو غيره، الصياد كان رجل كفء له وجهة نظر، وأنا اختياراتى فى حكومة شفيق كانت «نبيل العربى» وجودة عبدالخالق ومنير فخرى عبدالنور وسمير الصياد وأحمد البرعى، وأنا كنت حريص على التنوع ده، جودة من التجمع ومنير وفدى والبرعى مستشار دولى فى جنيف، وماكانش فيه رفض من الإخوان، والدليل إن جودة استمر حتى نهاية فترة الجنزورى.
* هل فعلاً المجلس العسكرى لم يمنح عصام شرف الصلاحيات اللازمة؟
- عصام شرف ده أستاذ مش مدير، زى حالتى كده.
* هل العسكرى لم يمنحه صلاحيات أم أنه لم يكن يريدها؟
- الاثنان معاً.
* لماذا لم يمنحه العسكرى الصلاحيات؟
- الوقت ده الثورة كانت فى بدايتها، وكان عايز يمسك زمام الأمور حتى لا تنقلب ويأتى مبارك من جديد.
* هل انت شايف ان العسكرى والإخوان اتفقا على الثوار وإجهاض المد الثورى بحيث البلد تعود للهدوء؟
- البلد تهدا آه.. لكن لا الإخوان ولا العسكرى كان عندهم الرغبة فى إجهاض المد الثورى، خاصة إن الفترة دى كانت المطالب الفئوية كثيرة وتعطل عجلة الإنتاج فى البلد، وكان شىء مخيف، خاصة مع الانفلات الأمنى الذى أثر على السياحة.
* هل حاولت الاتصال بالإخوان فى الفترة دى للاستجابة لفكرة المبادئ الدستورية؟
- أتذكر أنى قابلت الدكتور عصام العريان، لكنهم ظلوا على موقفهم بأن البرلمان يضع الدستور.
* هل توقع المجلس العسكرى فوز الإخوان فى الانتخابات البرلمانية بهذه النسبة؟
- لم يتوقع أحد فوزهم بتلك النسبة، والعسكرى لم يتخيل أنهم سيفوزون بتلك الأغلبية، ولكن لاحظ أن البلد لم يكن فيها تنظيم إلا الإخوان.
* هل أخذ أحدهم رأيك حول الوضع السياسى للبلد؟
- مناقشات عامة، لكن رأى مباشر لا، وكنا مجمعين على أن الإخوان أقوى وجود بالشارع.
* متى بدأ التغير فى علاقة الإخوان والعسكرى بعد ما كلنا كنا بنقول إنه شهر عسل؟
- التغير الواضح بدأ بعد تشكيل مجلس الشعب، بدأت الاستعدادات للرئاسة.
* خاصة بعد رفض بيان الجنزورى ومحاولة إقالته، رغم إنهم كانوا موافقين عليه؟
- آه.
* ترى أن العسكرى كان متحمساً لترشيح شفيق للرئاسة؟
- همَّ اللى جابوه.. مين هيجيب شفيق غيرهم؟
* لكن من جاء به رئيساً للحكومة فى البداية كان مبارك؟
- نعم. لكنى لم أشارك معه أيام مبارك.. أنا دخلت الوزارة بعد التنحى.
* هل كانوا متحمسين لترشحه؟
- قطعاً لم يكن لهم اعتراض على شفيق.. وإلا كانوا رفضوا أن يأتوا به رئيساً للحكومة مرة أخرى.
* ما أبرز أخطاء العسكرى فى الفترة الانتقالية؟
- خطآن كبيران، التردد فى اتخاذ القرارات، وعدم البدء فى فكرة «الدستور أولاً».
* وترى أن الإخوان ردوا على سيناريو 54؟
- بيردوا.. بيردوا..
* هل تتوقع محاكمات للمشير وللفريق؟
- أرجو ألا يكون ذلك، إلا إذا كانت هناك مسائل جنائية ثابتة خاصة بالذمم، ودون ذلك أتمنى ألا تكون محاكمة لأن الأمر سيكون تشويهاً لجزء من تاريخ مصر.
* هل العسكرى كان متحمساً لمحاكمة مبارك؟
- ماكانش ضدها، ولكنه لم يكن متحمساً لها، وأنا سمعت منهم كلمة: «حاكموه لكن متبهدلهوش».
* هل العسكرى مارس ضغوطاً عليه لكى يسافر؟
- إنت عارف مبارك، كان عنيد وضيّق الأفق، وميزته الكبرى العناد، كان عنده فرصة فى أوائل فبراير للسفر، الإمارات والسعودية وأوروبا رحبت بيه.
* هل مارست الدول العربية ضغوطاً لعدم محاكمته؟
- هناك واقعة يشهد عليها قيادات العسكرى ووزير العدل السابق محمد الجندى بحضور وزير خارجية إحدى الدول العربية المهمة الذى قال: «بلاش محاكمة وناخده».
* دى السعودية، حضرتك قلتها قبل كدا؟
- (.. . .).
* البعض قال إن العسكرى لم يكن متحمساً للثورة، بل كان يركز على إنهاء التوريث فقط؟
- النقطة الأساسية له إنهاء التوريث، ولكنه حمى الثورة وحمى الثوار، ومع كل تقديرى لقيادات العسكرى لكنهم لم يكن لديهم وعى سياسى، فهم مثل مبارك، ولكنهم «أنضف من مبارك».
* ماكانوش بيستعينوا بمستشارين؟
- كانوا بيستعينوا بمسشتارين.
* مين أبرزهم؟
- قيل فى البداية طارق البشرى، أوقات كانوا بيسألونى.
* ما الذى أصررت عليه مع العسكرى ولم ينفذ؟
- موضوع الدستور، وده اللى خلانى أقول لنفسى أحسن إنى أمشى. أنا قلت إن الدستور يوضع من خلال لجنة منتخبة، ثم يُطرح للنقاش العام.
* هل تعتقد أن على السلمى دفع ثمن الصراع بين الجماعة والعسكرى؟
- أعتقد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.