"زي القطط تاكل وتنكر".. هو مثل مصري شهير يربط بين إنكار الجميل والقطط، ويرجع السبب في هذا الربط إلى أن ولاء القطط يكون لمن يهتم ويعتني بها أكثر ممن يهملها، فهنا نموذجين للقطة التي تأكل وتنكر والآخرى التي تصون العيش والملح، ويتضح ذلك من خلال الشهرة الكبيرة للقطة " تارا" في ولاية كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن هاجمت كلبًا شرسًا للدفاع عن طفل الأسرة التي تعيش في منزلها. وكان مقطع الهجوم نال استحسان وإعجاب الملايين على موقع التواصل الاجتماعي "اليوتيوب"، بالإضافة إلى مقطع تكريمها في ملعب بيسبول عندما هتف لها الجميع "القطة البطلة". "هذا طبيعي، فالقط الفرعوني مشهور بالقوة والذكاء والشجاعة، ولا يخاف مثل بقية القطط من الكلاب حتى ولو كانت شرسة، وكل ما يحتاجه بعض الاهتمام والرعاية ليصبح في قمة التألق".. كان هذا تعليق خالد الخولي، مدير جمعية إمرو، أول جمعية لرعاية القطط الفرعونية - والتي ترعى سفر العديد من القطط المصرية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والعديد من الدول الأخرى - مشيرًا إلى وجود ولع باقتناء قط "الماو" لدى الأجانب. وتعد القطة تارا، هي قطة مصرية من فصيلة "الماو" التي عاشت في مصر ورسمها المصريين على جدران المعابد قبل 5 آلاف عام، بحسب الخولي، الذي أكد وجود العديد منها يسكن الشوارع المصرية وتتعرض يوميًا، "للسم، والدهس، والركل، والمطاردة". وأضاف مدير جمعية إمرو، "في حين انتشر فيديو تكريم القطة المصرية على المواقع العالمية، انتشر في مصر فيديو آخر لمواطن مسطول يعذب قطة بطريقة بشعة وسط ضحكات رفيقه الذي يقوم بالتصوير"، البعض توصل إلى شخصية الرجل وأنه يقيم في منطقة محطة الرمل بمحافظة الإسكندرية، ويحاولون الوصول إلى مسؤول بالقسم لضبط الرجل وتقديمه للمحاكمة. تلك مفارقة مؤلمة، التي يظهرها كلا المقطعين المصري والأمريكي في معاملة القطط، رآها أحمد الشربيني، رئيس جمعية أصدقاء الحيوان، طبيعية جدًا، وقابلة للتكرار في ظل القسوة الممنهجة من قبل الدولة نفسها تجاه الحيوان، "إن كان رب البيت بالدفُ ضاربًا فشيمة أهل البيت الرقص"، متسائلًا، "إذا كانت الدولة نفسها تستخدم سم الأستراكنين الممنوع دوليا في قتل الحيوانات الضالة، و قانون البيطرة والرفق بالحيوان خرج بدون مناقشة من جمعيات الرفق بالحيوان،بالإضافة إلى عدم وجود نيابة متخصصة تتولى التحقيق في ما يتعلق بالقسوة على الحيوان". "الشربيني"، بدا يائسًا من التعامل الرسمي مع مسألة الرفق بالحيوان على أنها رفاهية، قائلا،"مفيش قانون يمنع إجراء التجارب على الحيوانت وتعذيبها باسم العلم، ولا رقابة على محلات الحيوانات، حتى الغرامة التي كانت مقررة على المسيئين للحيوانات تم إلغاؤها وقصر الموضوع على الحبس فقط، يبقى عادي جدا نشوف واحد بيقطع قطة على قيد الحياة من غير أي تحرك".