يجتمع مجلس أمناء الدعوة السلفية بالإسكندرية مساء اليوم في محاولة منهم للسيطرة على انشقاقات حزب النور والدعوة، واتخاذ قرار نهائي في الأحداث الأخيرة التي عصفت بالحزب. ويحضر الاجتماع مجلس أمناء الدعوة المكون من الدكتور محمد إسماعيل المقدم مؤسس الدعوة السلفية، والدكتور أبو إدريس رئيس مجلس إدارتها، والشيخ ياسر برهامي والشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ أحمد حطيبة والشيخ أحمد فريد. وكشف مصادر سلفية مطلعة أن الاتجاه الغالب لدى قيادات الدعوة هو فصل قرار الحزب عن الدعوة وبقاء الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور، وخاصة بعد أن وعد الدكتور محمد المقدم بإنهاء تلك المشاكل. وقد عقد الدكتور محمد إسماعيل المقدم، مؤسس المدرسة السلفية بالإسكندرية والمرجعية الكبرى للتيار السلفي هناك، اجتماعين يوم الثلاثاء الماضي أحدهما مع الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب "النور"، وقيادات مستقيله من الحزب، في محاولة لتهدئة الأوضاع المضطربة، والثاني مع قيادات الحزب الغاضبة من تدخل شيوخ بالدعوة في شؤون الحزب وقراراته، لإقصاء البعض وتصعيد آخرين. وقال أحمد عبد الحميد، المتحدث باسم اللجنة المركزية لانتخابات الحزب، إن اجتماع المقدم وعبد الغفور، حضره أعضاء مستقيلين من الحزب، وآخرون محتجون على تدخلات قيادات الدعوة السلفية في شؤونه، ومحاولة السيطرة عليه حسب قولهم، وانتهى الاجتماع بوعد من المقدم بالتدخل لحل الأزمة. وكشفت مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن الاجتماع الذي جمع المقدم وعبد الغفور، جاء لمناقشة الأزمة الأخيرة، التي تصاعدت بعد قرار رئيس الحزب بوقف الانتخابات الداخلية، وخرجت بعده قيادات الهيئة العليا ل"النور" لتعلن رفضها القرار، واستمرار الانتخابات انتهى إلى التوافق على فصل قرارات الحزب عن الدعوة، على أن يقرر شؤون الحزب الدكتور عبد الغفور، بينما يدير الأمور الدعوية، الشيخ ياسر برهامي، النائب الأول للدعوة السلفية، والشيخ أبو إدريس، رئيس الدعوة. وأضاف المصدر: "الدعوة السلفية لها أن تحدد الأهداف التي يتحرك النور في سياقها، وهي تطبيق شرع الله، ورفض أي مخالفة للشريعة، وعلى قيادات الحزب السير لتحقيق تلك الأهداف من خلال الوسائل الحزبية، والرؤية السياسية". وقال المستشار نورالدين علي، المستشار القانوني ل"النور" والدعوة السلفية، إن هناك لقاءات جمعت قيادات الحزب والدعوة السلفية، الفترة الأخيرة، لم شمل أبناء الحزب، والتنسيق بين الكيانين، مؤكدًا أن قيادات الدعوة ترحب بالدكتور عبد الغفور رئيسًا للحزب. وشهد حزب النور السلفي استمرار لحالة عدم الاستقرار خلال الفترة الأخيرة بعد زيادة حدة الأزمة داخل الحزب لتدخل الدعوة السلفية بشيوخها في اختيارات الحزبية، وهو ما تسبب في أزمات متتالية بحزب النور واستقالات جماعية في قطاعات القاهرة الكبرى وأغلبية قواعد الجيزة والغربية ومرسي مطروح والقاهرة والغربية والدقهلية ومطروح. وكشفت مصادر مطلعة بالنور عن انقسام الحزب لفريقين أحدهما يترأسه الدكتور عماد عبد الغفور وبعض قيادات حزب النور كالدكتور يسري حماد ومحمد نور المتحدث الإعلامي للحزب وعدد كبير جدا من قيادات حزب النور المستقيلة على رأسهم الدكتور هشام أبو النصر الأمين السابق للحزب بالجيزة، وشكل بعض قيادات الحزب جبهة الإصلاح الداخلية للوقوف بجانب رئيس الحزب، في مقابل فريق آخر يدعم ويساند بقاء تدخل الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في شئون الحزب ويترأسه اشرف ثابت ويونس مخيون ونادر بكار. واشتد الانقسام بعد خروج الهيئة العليا لحزب "النور" لتضرب بقرارات عبد الغفور بخصوص وقف الانتخابات وحل لجنة شؤون العضوية عرض الحائط في اجتماعها، شمل 14 عضوًا من إجمالي 17، وتعلن استمرار دعوتهم عمل لجنة شؤون العضوية واستمرار انتخابات الحزب في موعدها المحدد سلفًا، في المحافظات التي تحققت اللجنة المركزية للانتخابات من عدم وجود شكاوى بها، في تحد صريح لقرار رئيس الحزب بوقف الانتخابات. وطالب عدد من انصار الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور إقالة الهيئة العليا لحزب النور، بعدما قررت إجراء الانتخابات الداخلية للحزب وبقاء لجنة شئون العضوية كما هي، بالمخالفة لما أعلنه رئيس الحزب. وقال محمود عباس، القيادي بالحزب، عن تأسيس جبهة "جبهة الإصلاح الداخلي" لمساندة الدكتور عماد وصدر تدخل الدعوة السلفية في قرارات النور. وأعلن الدكتور هشام أبو النصر المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بالجيزة تضامنه الكامل مع الدكتور عماد، وكذلك قطاعات حزب النور بالجيزة، وأعلنت قطاعات القاهرة الأربعة، في بيان لها، على صفحة دعم الدكتور عماد علي الفيس بوكدعمها الكامل للقرارات الإصلاحية التي اتخذها رئيس الحزب الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور، لانه الرئيس الشرعي وله الحق في إصدار مثل هذه القرارات بصفته وكيل المؤسسين، ورحب عدد كبير من الأعضاء المستقلين بقرار رئيس الحزب مؤكدين أنه يرحبون بالعودة للحزب مرة أخرى إذا استمر الإصلاح الذي يقوم به عبد الغفور.