قال المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، إن صناعة البتروكيماويات تمثل نموذجًا للمشروعات التي يحتاجها الاقتصاد المصري خلال المرحلة القادمة، وذلك لتحقيق عائدات مالية مرتفعة وتوفير فرص عمل كثيفة، وبخاصة أن تلك الصناعة الاستراتيجية أهم سبل الاستغلال الأمثل لموارد مصر من البترول والغاز وخلق أعلى قيمة مضافة عن طريق توظيف تلك الموارد فى عمليات انتاج المواد والخامات البتروكيماوية. وأضاف "إسماعيل"، أن استراتيجية قطاع البترول تستهدف خلال الفترة القادمة تعظيم الاستفادة بالخامات والمنتجات البتروكيماوية محليًا بدلًا من تصديرها، جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها وزير البترول لمشروع الشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي (إيلاب) بمنطقة المكس بالأسكندرية - والتي رافقه خلالها المهندس محمد سعفان رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات - ويأتي ذلك في إطار الجولات الميدانية بالمشروعات البترولية ومواقع الإنتاج للوقوف على سير العمل بها ومتابعة تنفيذ خطط الإنتاج والتطوير ومستويات الآداء. كما استعرض الكيميائي أحمد فتوح، رئيس شركة إيلاب، خلال الزيارة، مؤشرات العمل والآداء وتجارب التطوير وزيادة الإنتاج بالمشروع الذي تبلغ استثماراته نحو 510 مليون دولار، ويقوم بإنتاج 100 ألف طن سنويًا من مادة الألكيل بنزين، المادة الخام الأساسية المستخدمة فى إنتاج المنظفات الصناعية، لتغطية جزء من احتياجات السوق المحلي الذي يبلغ إجمالي استهلاكه حوالي 75 ألف طن يتم تغطيتها من خلال إنتاج العامرية للبترول ومشروع إيلاب الذي يسهم بحوالي 25 ألف طن من الاستهلاك. وقال "فتوح"، إنه تم إجراء تجربة تطوير هامة بالمشروع مؤخرًا لمواكبة الزيادة في الطلب المحلي والعالمي على مادة الألكيل بنزين، بالإضافة إلى أنه تم إضافة نظام حقن المياه في المفاعل الخاص بوحدة الباكول والذي ساهم في زيادة الإنتاج اليومي بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% لتصل الكميات المنتجة إلى 350 طن يومياً. وزيادة فترة تشغيل عمر العامل المساعد وكميات الهيدروجين المنتج مما يؤدي إلى خفض التكلفة الكلية، وتحقيق خطة المبيعات للعام 2013 محليًا وخارجيًا بنسبة 103% من المخطط وبكمية قدرها 103ألف طن، كما تمكنت من تصدير كميات إلى الأسواق العالمية تصل إلى حوالي 395 ألف طن منذ بدء التشغيل وحتى ديسمبر 2013 بقيمة تعادل حوالى 4 مليار جنيه. ويعد المشروع نموذج مميز للشراكة بين قطاع البترول ووزارة المالية في إقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية مرتفعة، ويمثل نموذج في التشغيل الاقتصادي حيث يحصل على مادة التغذية من شركات البترول المتمثلة في وقود النفاثات والكيروسين بالأسعار العالمية وبالنقد الأجنبي، بالإضافة إلى أنه حقق المشروع في العام الماضى أرباحًا بلغت 130 مليون جنيه، ويتميز باستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية المتوافقة مع الاشتراطات البيئية لضمان توفير منتج مطابق للمواصفات العالمية ونظيف بيئيًا.