سألت صاحبي الطيب والقنوع الوحيد اللي في الشلة.. انت عايز ايه من الرئيس اللي جاي. قال: لازم يكون عنده "كاريزما"، ويكون واخد باله من الفقرا، وعايز الكهربا متقطعش، ورغيف عيش من غير إضافات صلبة، وشربة ميه من نفس سكة الرغيف، وعايز امشي في الشارع وانا متطمن على نفسي وعلى عيلتي، وعايز الشباب يشتغلوا، وأهم حاجه بقى انه ميرميش الكورة في ملعبنا ويطلب مننا نصحى بدري ويطلع عينينا، وفي الآخر يقول لنا انتو نور عينينا، وعايز كمان ال ... حيلك.. حيلك، كل دي طلبات عايزها، وأنا اللي بقول عليك القنوع الوحيد اللي فينا، ده البلد يادوب بتوفر البنزين للعربيات بالعافية، وبعدين "كاريزمة" ايه اللي انت عايزها في الرئيس الجديد، بالمناسبة "كاريزما" دي تبقى خالتك، خلاص يا ابني زمن الزعامات راح، النهاردة الرئيس بقى موظف عند شعبه. قال: خلاص يا عم.. بلاها "كاريزما"، طيب وباقي الحاجات اللي قولت لك عليها، صعبة دي كمان؟ أولًا لازم تعرف ان البلد دي مش هتتعدل ولا هتقوم على حيلها إلا لو كلنا اشتغلنا، يعني بالعربي ايد لوحدها متسقفش، وانت دلوقتي عندك اتنين مرشحين، واحد منهم انا عامل له عندي عداد لتصريحاته، واكتشفت ان العداد بتاعة تجاوز الحد المسموح بيه، وياريت تصريحاته واقعية، بالعكس كل تصريحاته مرشوش عليها سكر لونه وردي كمان، يعني من الآخر مش هيحقق ربع اللي وعد بيه، مش لأنه كداب أو فاشل؛ لأنه أسرف كتير في الوعود في الوقت اللي البلد فيه بقت على الحديدة. أما المرشح التاني.. صحيح هو رمى الكورة في ملعبك، لكن ده ذكاء منه عشان متبقاش المسئولية عليه لوحده، ثانيًا انا بعتبر إن الفكرة منطقية؛ لأنه مفيش حد هيقدر على المسئولية دي لوحده، عشان كده لازم الناس كلها تشترك معاه في المسئولية، ولما يطلب منك انك تشارك بما تستطيع هو كده ماجاش عليك هو بيقولك اعمل بلقمتك، وكفاية استنطاع عشان متبقاش عالة على الدول العربية والمعونة الأمريكية، هو انت مش عارف الحكمة اللي بتقول "ماحك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك". قال: كفاية يا عم.. احنا هنقضيها حكم وأمثال، يا سيدي أنا عايز وظيفة، ورغيف، وشربة ميه، وشوية أمان، هو انا كده طلبت تحقيق معجزة مثلًا ، ده انا لو رُحت مدغشقر هلاقي الحاجات دي. طيب انت موافق يحقق لك اللي انت عايزه ده على الطريقة "الأورديحي"، أو بنظام المسكنات القديم، ولا من الأفضل انك تتعب معاه شوية بس في الآخر تاخد حاجه كويسة. قال: يا عم احيينى النهارده وموتني بكرة. أهو ده الغلط بعينه، كفايانا بقه حلول مؤقتة، وكفاية بقى نرضى بقليله، وماله يا أخي لما نتعب شوية ونرتاح بعد كده.. الراجل واضح انه ناوى يبدأ صح، عشان كده لازم نساعده وهو كله لينا في الآخر، وبعدين بيني وبينك احنا برضه مكسلين حبتين، ما تروح يا أخي تشوف الموظفين بيشتغلوا كام دقيقه في اليوم، ولّا العامل اللي في المصنع اللي بيقولك انا بشتغل على قد فلوسهم، اللي قلبهم على البلد قليلين أوي، احنا مش فالحين بس غير في الشعارات الوطنية اياها، وساعة الجد متلاقيش حد. قال: خلاص يا عم زهقتني.. قوم العب معايا عشرتين طاولة. ولا كأني قلت لك حاجة، والراجل كده شكله هينفخ في قربة مقطوعة، ده انت "جبلّه" يا أخي.