غرق شخصان في صربيا وأعلنت بلجراد حالة الطوارئ في أنحاء البلاد اليوم، مع فيضان الأنهار التي امتلأت بمياه الأمطار على ضفافها، فأغرقت طرقا وجسورا وأغلقت مدارس وتسببت في انقطاع الكهرباء. وقال خبراء الأرصاد الجوية في صربيا والبوسنة المجاورة، إن الأمطار كانت الأغزر منذ بدء القياس قبل 120 عاما، وأشارت السلطات الصربية إلى أن متوسط سقوط الأمطار لفترة شهرين هطلت على المدينة في 40 ساعة فحسب. من جانبه، قال رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوسيتش: "ما نواجهه هو أكبر كارثة مياه في تاريخ صربيا." وغمرت المياه الشوارع والمنازل في البلدات والقرى وحطمت الجسور، وحدثت انهيارات أرضية في التلال المشبعة بالمياه، وتقطعت الطرق بعشرات الحافلات والسيارات على الطرق المغمورة بالمياه وتوقف الحركة على خطين رئيسيين للسكك الحديدية بين شمال البلاد وجنوبها بسبب المياه. وارتفعت منسوب الأنهار في شتى أنحاء البوسنة، ومنها العاصمة سراييفو، وعزلت المياه التي ارتفع منسوبها في الشوارع بلدة (ماجلاي) شمالي العاصمة البوسنية، وطلب نحو 6 آلأف شخص إجلاءهم وجلس بعض السكان على الأسطح انتظارا للمساعدة. من جانبه، قال محمد مصطباسيتش رئيس بلدية مالاجي: "الوضع مقلق، و ليس لدينا كهرباء ولا هواتف تعمل، مضيفا "نحن معزولون عن بقية العالم." وأجلت مروحيات تابعة للجيش البوسني مئات الأشخاص، وانضمت قوات الاتحاد الأوروبي في البوسنة إلى جهود الإنقاذ مستخدمة الشاحنات وطائرات الهليكوبتر، لكن كثيرا من الطرق ظلت مغلقة بينما غطت الثلوج المرتفعات، وأغلقت أغلب المدارس. وفي صربيا، قال مسؤولو الطوارئ: إن أكثر من 600 شخص جرى إجلاؤهم بطائرة هليكوبتر، وإن الآلاف تركوا بدون كهرباء وخدمة الهاتف. وقال بريدراج ماريتش مسؤول طوارئ صربي: "لقد انخرطنا في أعمال الإنقاذ بكل ما نملك من القوة العاملة، المياه ترتفع في كل مكان." وأشار رجال الإطفاء إلى أن امرأة غرقت في ضواحي بلجراد بعدما رفضت إجلاءها من منزلها، وتوفي رجل إطفاء خلال عملية إنقاذ في وسط صربيا، وقالت وسائل الإعلام الصربية: إن شخصين على الأقل في عداد المفقودين. وأغلقت السلطات الصربية، المدارس اليوم وغدا، وأغلقت الرياح القوية والأمطار أيضا طريقا رئيسيا في كرواتيا ووردت أنباء عن فيضانات عارمة في أجزاء من رومانيا. وأعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا حالة التأهب القصوى بسبب التوقعات بهبوب رياح قوية.