صوفيا (رويترز) - أدى تساقط الثلوج بكثافة على دول اوروبا الشرقية الى عزل مئات القرى يوم الثلاثاء فيما بذلت فرق الانقاذ جهودا مضنية لاجلاء السكان في جنوب بلغاريا حيث أدى هطول الامطار بغزارة وذوبان الجليد الى انهيار قطاع من أحد السدود لتغمر المياه قرية بأكملها. وقال مسؤولون ان حاجزا مائيا بأحد أنهار بلغاريا انهار تحت وطأة ضغط المياه قرب كابيتان اندريفو عند منطقة الحدود البلغارية التركية. وأدت موجة البرودة الشديدة الى مقتل المئات عبر اوروبا فيما هوت درجات الحرارة الى ما يقرب من أربعين درجة تحت الصفر. وحذر مسؤولون يوم الثلاثاء من احتمال حدوث موجة من السيول العارمة عند ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي ذوبان الجليد. وفي رومانيا عزلت 146 بلدة وقرية تقريبا واختفت شبكات الطرق والسكك الحديدية اثر هبوب العواصف الثلجية. وقال ألين ماجيار المتحدث باسم ادارة الطواري في رومانيا ان الكهرباء انقطعت عن 174 قرية. وفي بلغاريا قالت وزارة الداخلية ان التيار الكهربي انقطع ايضا عن 300 بلدة وقرية وأغلقت الطرق وعدة نقاط تفتيش حدودية مع رومانيا وتركيا. وقالت الوزارة ان من المتوقع هبوب المزيد من العواصف الثلجية. وأدى ذوبان الجليد امس الى انهيار سد لتغمر المياه قرية برمتها في جنوب بلغاريا. وغرق اربعة اشخاص وتم اجلاء أكثر من 50 اخرين. وتوفي اربعة اشخاص اخرين بعد ان جرفت السيول سياراتهم. وقال اليان تودوروف من قرية بيسر لصحيفة ترود اليومية "كان الامر مروعا. تم تحذيرنا من حدوث امواج مد عاتية قبل خمس دقائق فقط من السيول... نجونا باعجوبة." وقالت كريستالينا جورجيفا مفوضة شؤون مواجهة الازمات بالاتحاد الاوروبي بعد زيارتها لقرية بيسر ببلغاريا "الاسوأ لم يأت بعد." ونقلت محطة بي تي في التلفزيونية الخاصة عنها قولها "الاسبوعان القادمان قد يكونان في غاية الصعوبة. دفء الجو سيسهم في ذوبان الجليد وسيتفاقم الوضع على الارجح." وفي اوكرانيا أكثر الدول تضررا من جراء موجة البرد القارس تأكدت وفاة 135 شخصا حتى يوم الاثنين وأشارت توقعات الى تدهور الطقس لتنخفض درجات الحرارة الى 30 درجة تحت الصفر مع استمرار الموجة الباردة حتي 15 من الشهر الجاري على اقل تقدير. وفي بلغاريا ايضا تم اغلاق مينائي فارنا وبورجاس على البحر الاسود بسبب شدة الرياح كما اغلق يوم الثلاثاء بوغاز كونستانتا الميناء الرئيسي في رومانيا وعدة موانيء اخرى أصغر. وقالت السلطات في صربيا انها تتأهب للاستعانة بالمتفجرات لتفتيت الجليد على اسطح نهري ايبار والدانوب. وقال بريدراج ماريتش رئيس ادارة الطواريء بوزارة الداخلية "تكونت طبقة جليدية سمكها نصف متر على نهر ايبار قرب كراليفو وثمة خطر محدق من ان تتسبب في فيضان مياه النهر لتغمر المدينة." وقال ان مسافة طولها 100 كيلومتر من مياه نهر الدانوب قد تجمدت وسيتم استخدام متفجرات لتفتيتها. وتوفي 11 شخصا حتى الان من موجة البرد القارس والجليد في صربيا. وأحدث الضحايا رجل عمره 62 عاما عثر عليه ميتا على بعد كيلومتر واحد من منزله قرب منطقة اريلي في غرب صربيا ولاقت امرأة حتفها اثر سقوط كميات من الجليد عليها في العاصمة بلجراد. واعلنت شركة (تنت) التي تمد أكثر من 60 في المئة من صربيا بالطاقة الكهربية انها تعكف على الحفاظ على مستوى الامدادات مشيرة الى انها تعمل بكامل طاقتها في "أحلك" الظروف. وفي البانيا الى الجنوب تجمدت بحيرة كيوكس - على الحدود مع كوسوفو التي تمد محطة للطاقة بالمياه في منطقة فيرز - وذلك لاول مرة منذ أكثر من عشر سنوات لتضيف مزيدا من المتاعب لامدادات الطاقة التي تواجه ضغوطا بالفعل. وأدت موجة البرد الى زيادة الطلب على الغاز في عدد من البلدان الاوروبية. واتخذت ايطاليا اجراءات احترازية يوم الاثنين للتعامل مع ما وصفته بانه نقص حاد في امدادات الغاز الاتية من روسيا. وتحسنت الامدادات الى دول اعضاء بالاتحاد الاروروبي بصورة عامة في مطلع الاسبوع الا انها لاتزال دون المعدل المعهود. وخفضت روسيا - التي تمد اوروبا بنحو ربع احتياجاتها من الغاز الطبيعي - الاسبوع الماضي من امداداتها المتجهة غربا عبر خطوط الانابيب عبر اوكرانيا متعللة بزيادة الطلب المحلي بسبب موجة البرد القارس.