أغلب الشباب حاليًا بيفكروا تفكير سطحي للغاية، شايف البنت عبارة عن شكل فقط، بيبص على جسمها وهو ده هدفه.. إمّا ينتقم ويصبح حيوان على هيئة بني أدم، وإمّا يحترم البنت ويحترم نفسه ويبص في الأرض.. فكرة إنَّك تحترم نفسك بقت موجودة بقلة وتعتبر للأسف ظاهرة غريبة، قليلين أوي اللي بيخافوا من "ربنا" في الزمن اللي احنا عايشين فيه، قليلين أوي اللي خايفين يعاكسوا أو يتحرشوا، قليلين أوي اللي بيحترموا نفسهم. خلينا نتكلم بصراحة شوية ومن غير زعل، تخيّل لو حضرتك مكان البنت اللي بتعاكسها أو بتحاول تتحرش بيها، بدون تفكير يستغرق وقت طويل، تفتكر هتحس بإيه؟!، أقولك أنا هتحس بإيه، هتحس إنَّك عايش في غابة الناس بتقرّب منك علشان تحسسك إنَّك مينفعش تخرج ولا تشوف الدنيا، بيقربوا منك علشان يقتحموا حريتك، تفتكر لو فكرت حتى تنطق بكلمة الناس هتقف في صفك!.. بالعكس الناس دلوقتي بقت بتحترم المتحرش وبتحتقر البنت إلا قلة قليلة طبعًا مازالت موجودة بس ليه؟ ليه تكون مستني الناس تغمي عينيها عشان تمشي، بتخاف تخرج وتستمتع بالحياة زي باقي البشر. بتخاف تقول رأيك عشان ميصحش، بتخاف تحلم لأن الأحلام بالنسبة ليك حرام البنت كده، حطيت نفسك مكانها؟ حسيت إحساسها؟.. لا، أنا عارف إنَّك مش هتحس إحساسها ولا هتقدر تحط نفسك مكانها، عارف ليه! لإنَّك مش هتستحمل.. صدقني مهما حاولت استحالة تستحمل، البنت عايشة في سجن بس للأسف السجن ده مفتوحة أبوابه، النور موجود لكن في حاجز مانعها إنها تشوف النور أو حتى تستمع بيه، بتخاف تقول رأيها علشان لو قالته هتبقى "بنت مش محترمة" إزاي تقولي رأيك؟. الولد هو بس اللي يقول.. بتخاف تحلم أو حتى تعبر عن مشاعرها، المشاعر زي السكينة بتقتلك بس بشويش، بتجرحك لكن بتطبطب عليك أحيانًا، بتقطم الوسط وبتحرق القلب، المشاعر عند البنت لو مخرجتش هتتطعن بالسكينة لكن الآلم مش هيبان؛ لأنه لو بان هيقولوا ازاي؟ ازاي تبيني وجعك؟.. مينفعش إنتي بنت! البنت بقت خايفة تمشي في الشارع.. الشارع فيه وحوش، وحوش بتتكلم وبتشوف ولها جسم بني آدمين، بس للأسف عقولهم مع الوقت اتحولت لبيت مهجور، بيت يسكنه وحوش صغيرة مع الوقت بتكبر وبتتحول لوحوش كبيرة، بتبحث عن البنت عشان تفترسها، عشان تطعنها وتحرمها من حريتها، بتفكّر إزاي تخوّفها، لو خافت يبقى الوحش اللي جواك انتصر، الوحش دايماً بيدوّر على الهدف بطريقة متوحشة تخلي الهدف يخاف ويترعب. القتل أحيانًا مبيموتش بيهدم، بيهدم الآمال والأحلام، بيهدم الأمان وبيهدم الإنسانية اللي جوانا، عارف أصعب حاجة لما البنت تحس إنها مجرد هدف؟، الوحوش بتجري وراها عشان تقتلها تخيّل لو الدايرة اللي إنتَ بتحاول تقفلها مبتتقفلش، والخوف جواك بيزيد، والضعف بيزيد، والإحساس بالأمان بيقل، تخيّل لو شايف كل الناس عبارة عن دواير مع الوقت بتتقفل عليك، بتتجرح وانتَ ساكت؛ عشان لو حاولت تنطق هتتجرح أكتر من رد الفعل، تخيّل لو بقيت مسجون في البيت مبتخرجش ولا بتتفسح، وكل اللي حواليك بيخرجوا وبيسافروا وعايشين حياتهم، تخيّلت؟ برضه مش هتحس إحساس البنت اللي مسجونه في بيتها عشان خايفة من عيون الناس اللي بتجري وراها في كل مكان، تخيّل لو حطيت نفسك مكانها هتحس بإيه؟ هتحس بالخوف ولا هتحس إنَّك فرحان؟ القرار ليك، بس حاول جايز تعرف تحط نفسك مكانها وتعيش إحساسها، ياريت قبل ماتفكر تبص لأي بنت تتخيّل بس إن اختك ممكن تكون هيّ البنت دي، وشخص غيرك بيحاول ينزع من جواها حريتها، تخيّل بس رد فعلها هتقول إيه.. هتصرخ؟ هتتكلم؟ هتعيّط؟ القرار برضه ليك، أرجوك احترم نفسك علشان الناس تحترمك.