عاد آلاف السوريين، اليوم، إلى حمص القديمة لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها، وذلك بعد اتفاق تضمن خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة. وتفقد الأهالي مدينتهم سيرا أو على دراجات هوائية ونارية وكان بعضهم يجر عربات على طرق مغطاة بالركام محاولين نقل ما تبقى من أثاث منازلهم، وكانت الصدمة بادية على وجوه كثيرين لحجم الخسائر في هذه الأحياء. وأعلن محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن مدينة حمص القديمة أصبحت آمنة وخالية تماما من السلاح والمسلحين بفضل تضحيات وبطولات بواسل الجيش العربي السوري. وقال البرازي: إنه تم التوجيه بتشكيل لجان محلية من أهالي هذه الأحياء للإشراف على أحيائهم ومتابعة الدخول والخروج إليها وتقييم الأضرار والتعاون مع الجهات المعنية لتأمين كل ما يلزم، معتبرا أن الاتفاق المتعلق بحمص القديمة بمثابة انتصار رمزي للنظام. وكانت علامات التأثر والحزن ظاهرة على وجوه الأهالي لحجم الدمار في المدينة التي يحمل كل مبنى فيها آثار الحرب. من جانبها، قالت ريما بطاح من أهالي حي الحميدية بحمص القديمة: الدمار مخيف، مضيفة "جاء زوجي إلى منزلنا، أمس، ووجده مدمرا، وعدنا اليوم، سويا لنأخذ مقتنياتنا. وكانت عشرات الأسر تقوم بالشيء نفسه لجهة جمع الملابس وإنقاذ ما أمكنها من المنازل التي دمرتها الحرب. ومن بين العائدين نوال المصري -كانت تعمل خياطة في المدينة القديمة- وجاءت لتفقد مشغلها السابق، وقالت: "كل شيء مدمر، كل ماكينات الخياطة سرقت، وكذلك الثلاجة وحتى مولد الكهرباء، مضيفة "عملت في هذا المكان 30 سنة" وتابعت المصري قائلة: لم يبق شيء باستثناء سلة وجدت فيها مقصا، مضيفة أنها تعتزم طلب تعويض من صندوق برأسمال 588 ألف دولار استحدثته غرفة صناعة حمص لإعادة إعمار المدينة.