أعلنت حركتا «فتح» و«حماس»، صباح أمس، الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات خلال 5 أسابيع وإجراء الانتخابات التشريعية خلال 6 أشهر، حيث تتم الدعوة للانتخابات فى 15 يناير 2015، فى خطوة أولى تجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية. وأكد مصدر فلسطينى شارك فى الاجتماع الذى عقد فى قطاع غزة بين «حماس» ووفد منظمة التحرير الفلسطينية، أنه «تم أيضاً إحراز تقدم فى ملف الانتخابات ومنظمة التحرير وسيتم استكمال اللقاءات لاحقاً لمناقشة قضايا أخرى تتعلق بالمصالحة». من جانبه، قال خليل الحية، القيادى البارز فى حركة «حماس»، فى تصريحات بعد انتهاء اللقاء، إن «اللقاء شهد تقدماً ملموساً فى عدد من الملفات»، مشيراً إلى أن الاتفاق جاء عقب لقاء استمر نحو 6 ساعات بين قيادات «حماس»، وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومتها، وموسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسى للحركة، ووفد منظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة عزام الأحمد مسئول المصالحة فى حركة «فتح»، والنائب المستقل مصطفى البرغوثى، ورجل الأعمال منيب المصرى، وبسام صالحى أمين عام حزب الشعب الفلسطينى. وأشار «هنية»، خلال اللقاء، إلى أن الظروف التى يمر بها الشعب الفلسطينى فى الوقت الحالى لم تعد تسمح باستمرار الانقسام، مؤكداً وجوب تشكيل حكومة تكنوقراط وتنفيذ كل البنود والاتفاقيات السابقة التى تم التوقيع عليها خلال جولات المفاوضات السابقة فى مصر. وقالت مصادر من «فتح» و«حماس»، لموقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إنه «خلال اللقاء الذى عقد مساء أمس الأول فى منزل هنية واستمر حتى صباح أمس، أظهر قادة (حماس) جدية ورغبة حقيقية فى إنهاء الانقسام والتوصل إلى اتفاق للمصالحة بين الجانبين». وأضافت: أبدى محمود الزهار، المتحدث باسم الحركة الذى ظل لسنوات طويلة معارضاً لفكرة المصالحة مع «فتح»، رغبة حقيقية فى التوصل إلى الاتفاق لإنهاء الانقسام الفلسطينى، فى حين أن من يعارض الاتفاق هم قادة الجناح العسكرى ل«حماس»، كتائب القسام، ووزير داخلية الحركة فتحى حماد»، فيما شكك «والا» فى نجاح الاتفاق الجديد، مؤكداً أن اتفاقات مماثلة تم إبرامها فى وقت سابق إلا أنه لم يتم تنفيذها. من جانبه، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نظيره الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، مؤكداً أنه فى أعقاب الإعلان عن التوصل لاتفاق بين «فتح» و«حماس»، فإن على «أبومازن» أن يختار بين السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع «حماس»، مضيفاً: «لا يمكن الجمع بين الاثنين، إما هذا أو ذاك». ووجه «نتنياهو» انتقادات عنيفة ل«أبومازن»، زاعماً أنه «اختار المصالحة مع حماس بدلاً من أن يسعى لتقدم المفاوضات مع إسرائيل. وآمل أن يختار السلام مع إسرائيل». فى سياق متصل، رفضت إسرائيل المقترحات التى تقدم بها «أبومازن» شخصياً للمرة الأولى إليها فى خطاب مكتوب لتمديد المهلة النهائية لمفاوضات السلام، مؤكدة أن مطالبه تشير إلى أنه لا يسعى إلى السلام مع إسرائيل وإنما للمماطلة فقط. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى: «نحن نسعى إلى إعادة المفاوضات مع الفلسطينيين، وفى كل مرة نصل إلى نقطة ما، يخرج أبومازن ليضع شروطاً جديدة لأنه يعرف أن إسرائيل لا يمكنها القبول بها». ومنذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة فى منتصف يوليو عام 2007، فشلت كل جهود الوساطة التى بذلتها مصر ودول عربية أخرى للمصالحة بين الجانبين.