اغتالت يد الإرهاب، صباح أمس، العميد أحمد زكى الضابط بالإدارة العامة لقوات الأمن المركزى، على بعد أمتار من منزله بشارع «الأخبار» بالحى السادس فى مدينة 6 أكتوبر، وذلك بعد زرع عبوة ناسفة أسفل السيارة التى كان يستقلها الشهيد، وتفجيرها أثناء محاولة الضابط استقلال سيارته بصحبة أحد المجندين، ما أسفر عن استشهاد الضابط متأثراً بإصابته فى مختلف أنحاء جسده، قبل وصوله مستشفى الشرطة بالعجوزة. وأُخطر المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وباشر التحقيقات أسامة حنفى، رئيس نيابة الحوادث، وأحمد حلمى، مدير النيابة، وطلبت النيابة تحريات أجهزة البحث الجنائى والأمن الوطنى بشأن الواقعة واستدعاء عدد من شهود العيان. ولا تزال التحقيقات مستمرة. وقالت التحريات التى جرت بإشراف اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، إن المجهولين نصبوا كميناً للمجنى عليه، ورصدوا تحركاته قرابة 3 أيام قبل أن ينفذوا جريمتهم، ووضعوا عبوة ناسفة شديدة الانفجار أسفل كابينة السيارة، وقبل وصوله ب5 دقائق، فجروها عن بُعد باستخدام هاتف محمول عقب وصول الشهيد إلى السيارة. وأضافت التحريات التى جرت بمعرفة اللواء مجدى عبدالعال، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، والعميد حسام فوزى، رئيس مباحث القطاع، أن المتهمين المتورطين فى الحادث هم ضمن العناصر الهاربة من الخلايا الإرهابية التى جرى إلقاء القبض عليها فى الفترة الأخيرة بالجيزة وعددهم يتراوح من 4 إلى 7 أفراد، من بينهم المتهمون بقتل العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة الذى استُشهد منذ شهر فى تفجيرات جامعة القاهرة، وينتمون لخلايا «أجناد مصر وكفر طهرمس وبولاق الدكرور» الإرهابية وعدد من الخلايا الطلابية التى نفذت الهجوم على مقر النيابة الإدارية فى «6 أكتوبر» وحرق 8 سيارات شرطة فى الجيزة والهجوم على أبراج «موبينيل». وشرحت التحريات أن المتهمين المنفذين لعملية اغتيال العميد أحمد زكى متورطون فى حادث تفجيرات ميدان لبنان وقتل الرائد محمد جمال وتفجير سيارة الضابط أحمد الصواف بميدان الحصرى وتفخيخ سيارة مهندس فى منطقة فيصل. وعقب الحادث، الذى وقع فى تمام الساعة 8 صباح أمس، انتقل قيادات وضباط مديرية أمن الجيزة، بقيادة اللواء كمال الدالى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، والعميد جمال عبدالمنعم مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، والعميد هشام يوسف مدير المفرقعات بالجيزة، و20 ضابطاً من المباحث، يتقدمهم العقيد عبدالوهاب شعراوى مفتش المباحث، والمقدم فوزى عامر رئيس مباحث «ثان أكتوبر»، والرائد محمد ربيع معاون المباحث، إلى مكان الواقعة، وجرى فرض كردون أمنى حول مسرح الحادث، وأجرى خبراء المفرقعات والحماية المدنية عملية تمشيط للمنطقة لبيان وجود عبوات أخرى من عدمه. وانتشر ضباط المباحث فى المنطقة لمناقشة عدد من شهود العيان للوصول إلى أى معلومات تقودهم لتحديد هوية المتهمين أو أى معلومات عن خط هروبهم. وكشفت معاينة خبراء المفرقعات ورجال المعمل الجنائى وضباط المباحث أن السيارة التى جرى تفخيخها تحمل أرقام (ط.ه 2563) ماركة نيسان، لبنية اللون، وأسفر التفجير عن تهشم وجه السيارة بالكامل وأن الحادث وقع فى شارع الأخبار وبالتحديد فى المجاورة السادسة أمام منزل الشهيد الذى يحمل رقم 117، وأن مجهولاً زرع العبوة داخل السيارة قبل وصول الضابط ب5 دقائق وفجرها فور وصوله وتمكن من الهرب. ورصدت «الوطن» تفاصيل الواقعة، التى لم تستغرق سوى دقيقتين، عبر شهود العيان الذين لفتوا إلى أن التفجير أسفر عن بتر قدم الضابط قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وقبل وصوله المستشفى. وروى عدد من الشهود تفاصيل الحادث. وقال محمد على -سائق فى هيئة النقل العام- إنه أثناء جلوسه فى تمام السابعة والنصف صباح أمس سمع صوت انفجار، اعتقد أن الانفجار ناتج عن كابل كهرباء، وعندما استطلع الأمر وجد سيارة المجنى عليه مُهشمة، وهو يجلس على كرسيه غارقاً فى دمائه فحاول إنقاذه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى. وأضاف السائق أن الشهيد كان رجلاً محترماً «وكل يوم السائق بتاعه يأتى له بالسيارة ويستقلها للذهاب إلى عمله»، مشيراً إلى أن السيارة تغير لونها منذ شهرين من سيارة لون سيارات الشرطة إلى اللون اللبنى. وقال إبراهيم خليل (شاهد عيان): «أحمد بيه كان جدع بيحب كل الناس، ربنا ينتقم من الإرهابيين اللى قتلوه، أنا كنت لسه مقابله فى صلاة الفجر، الشهيد كان راجل يعرف ربنا كويس، ربنا يرحمه». على جانب آخر قال الدكتور هشام عبدالحميد، المتحدث الرسمى باسم مصلحة الطب الشرعى، إن المصلحة انتهت من تشريح جثمان الشهيد العميد أحمد زكى لطيف، الضابط بجهاز الأمن المركزى، الذى استشهد أمس، متأثراً بجراحه، بعد تفجير سيارته فى مدينة 6 أكتوبر، موضحاً أنه جارٍ إرسال التقرير إلى النيابة. وأضاف أنه تبين من خلال الصفة التشريحية لجثمان الشهيد، إصابته بجروح تهتكية انفجارية بالطرفين السفليين، أدت إلى بتر بالطرف السفلى الأيسر من مستوى أسفل الركبة، وكسور تهتكية مفتتة بأسفل عظمتى الساق اليمنى والقدم اليمنى، وتهتك بالأوعية الدموية الرئيسية بالطرفين السفليين ونزيف دموى. وأوضح «عبدالحميد» أن الطب الشرعى استخرج أجساماً معدنية مفتتة وغير منتظمة الشكل من الطرفين السفليين لجثمان الشهيد، حيث جرى تحريزها وسترسل إلى النيابة العامة لإصدار قرار بشأنها، موضحاً أن هذه الأجسام المعدنية عُثر عليها فى الطرفين السفليين فى جثمان الشهيد، وهو ما يؤكد أن العبوة الناسفة بدائية الصنع، وأنها وضعت أسفل السيارة، وبالتحديد فى المنطقة التى تقع أسفل مقعد القيادة مباشرة، بدليل إصابة أحد المجندين بإصابات طفيفة لا تذكر، وعدم إصابة الجندى الآخر، على الرغم من وجودهم جميعاً فى سيارة واحدة. وتابع «عبدالحميد» أن مصلحة الطب الشرعى سترسل التقرير النهائى الخاص بالشهيد العميد أحمد زكى لطيف، إلى النيابة خلال أسبوعين، بعد الانتهاء من كتابته.