منذ ظهوره الأول فى فيلم «اللمبى» بحثاً عن صوان «عزا أم مختار» وعلامات الاستفهام تُثار حول نوعية الأفلام التى تنتجها عائلة السبكى، وفى مقدمتهم محمد السبكى. آخر تلك العلامات كانت فيلم «حلاوة روح» الذى استعان فيه السبكى باللبنانية هيفاء وهبى، التى يصنفها كثير من النقاد كنجمة إغراء، متهمين عائلة «السبكية» بالهبوط بالذوق العام، حتى أصدر رئيس الوزراء إبراهيم محلب قراراً بوقف عرض الفيلم فى دور العرض لما أثاره من جدل. نادى فيديو صغير فى الدقى كان هو النافذة الحقيقية للأخوين أحمد ومحمد السبكى، اللذين يعملان فى الجزارة، إلى عالم صناعة السينما، وسرعان ما نجحا فى أن يفرضا وجودهما فى سوق توزيع «الفيديو»، وكانت تلك الفترة، منتصف الثمانينات، تشهد بداية رواج «أفلام المقاولات»، ما أغرى الشقيقين بالتفكير فى خوض تجربة الإنتاج، فقدما أولى تجاربهما فى فيلم «عيون الصقر» لنور الشريف 1992، ثم تلا ذلك أفلام «مستر كاراتيه»، 1993، «سواق الهانم»، 1994، «امرأة هزت عرش مصر»، 1995، «الرجل الثالث»، 1995، «حلق حوش»، 1997، «شجيع السيما»، 2000، «الرغبة»، 2001. ويأتى عام 2002 ليشكل بداية تحول فى علاقة الأخوين «السبكى» بالسينما، حين قاما بإنتاج فيلم «اللمبى» الذى تكلف 2 مليون ونصف المليون، وجاء بإيرادات تجاوزت 25 مليون جنيه ليشكل علامة استثنائية فى إيرادات السينما وقتها، وشكل هذا النجاح سبباً رئيسياً لتحديد منهج آل السبكى فى مشاريعهم المقبلة، حيث تبلورت لديهم نظريات من نوعية «الجمهور عايز كده».. «الفلوس فلوسنا».. وغيرها من الأفكار التى أفرزت أفلاماً تالية مثل «كلم ماما» و«بحبك وانا كمان» اللذين أُنتجا فى 2003، ثم تطور الأمر فى «آخر كلام» و«بلطية العايمة» و«بوشكاش» و«حلم العمر» وغيرها.. وكلها أفلام كان للأخوين السبكى فيها الكلمة العليا، بداية من اختيار الأبطال والأفيش وحتى انتهاء التصوير وحركة الكاميرا و«ايفيهات» الممثلين. وجاء عام 2007 ليقرر محمد السبكى الانفصال عن أخيه أحمد، وبينما اتجه الثانى لإنتاج أفلام مثل «كباريه» و«الفرح» و«ساعة ونص» و«واحد صحيح» محاولاً تغيير جلده.. تمسك محمد السبكى بنفس المنهج وقدم أفلاماً مثل «حلم العمر، آخر كلام، أيظن، حبيبى نائماً».. وغيرها. واستكمالاً لمنهج «الفلوس فلوسنا».. حرص محمد السبكى على أن يظهر فى كل أفلامه بداية من «اللمبى» فى مشهد العزاء الشهير مع حسن حسنى ومحمد سعد.. مروراً بدور الأستاذ الجامعى فى «عمر وسلمى»، بل ظهر فى الكثير من الأحيان بشكل غير مبرر درامياً مثلما حدث فى فيلم «آخر كلام» حين اقتحم مشهد النهاية فى الفيلم صارخاً فى حسن حسنى: «قوم يا راجل انت صدقت؟! عاوزين نخلص الفيلم.. دى فلوس ناس!».
