الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل، الشارع مظلم، فمعظم الأنوار مطفأة بالبيوت فى منطقة الرماية الهادئة نسبياً، إلا من ضوء مقبل من بعيد، تحديداً من مدرسة «الهرم الثانوية بنين»، جميع أنوار المدرسة مضاءة، ومراوحها أيضاً، وذلك على الرغم من انقطاع التيار الكهربائى المستمر فى مناطق عديدة، وحث الحكومة المواطنين على ترشيد الاستهلاك، بسبب الأزمة الحالية. المشهد تكرر فى عدة مدارس فى المنطقة ذاتها، «أم الأبطال»، «كفرة نصار»، «حافظ إبراهيم» وغيرها العديد من المدارس الحكومية، التى تضىء أنوارها دون مبرر. سكان العقارات المجاورة للمدارس الحكومية المضاءة ليلاً يعانون من انقطاع الكهرباء المستمر ويشتكون من استمرار إضاءة المدارس ليلاً رغم الأزمة الحالية، وتساءل محمد قنديل، «صيدلى»: «حاجة غريبة جداً، نفسى أفهم المدارس منورة بالليل ليه ومراوح السقف شغالة على الفاضى.. هى الحكومة مش بتطالب بترشيد الاستهلاك.. ولا هو على المواطنين بس؟»، مؤكداً أنه يعانى فى عمله بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، مثلما يعانى كل المصريين فى بيوتهم وفى أشغالهم. على العكس من المدارس المضاءة ليلاً، تجد مصالح حكومية مضاءة نهاراً مثل إدارة مرور فيصل التى تمكنت عدسة «الوطن» من التقاط عدة صور لطرقاتها الداخلية وهى مضاءة نهاراً رغم وضوح الشمس، الأمر يتكرر كثيراً فى أعمدة الإنارة فى الشوارع وعلى الكبارى المضاءة نهاراً. «بالقطع أعمدة الإنارة المضاءة نهاراً تسبب لنا إزعاجاً كبيراً، وأزمة كبيرة، ونتلقى العديد من الشكاوى من المواطنين بشأنها، ولذلك عقدنا اجتماعاً بالوزارة لبحث هذه المشكلة، ونحن بصدد تنفيذ حلول لها فى القريب العاجل»، قالها دكتور «أحمد اليمانى»، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، مؤكداً أن الوزارة تعمل بكامل جهدها لمعرفة أسباب المشكلة لحلها. «أما بخصوص المؤسسات الحكومية التى تسرف فى تشغيل الكهرباء، والمدارس الحكومية التى تفتح مفتاح الكهرباء العمومى، وتشعل إضاءتها ليلاً، فنحن بصدد عمل اجتماع مع مسئولين من مؤسسات وجهات حكومية لترشيد الاستهلاك من قبَل الحكومة، كما طالبنا المواطنين بترشيد الاستهلاك».