واصلت أمس محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامى، نظر محاكمة محمد مرسى، و131 من قيادات وأعضاء الإخوان وحركتى حماس الفلسطينية وحزب الله اللبنانى، من بينهم 27 متهماً محبوساً، أبرزهم محمد بديع المرشد العام لتنظيم الإخوان، ونائبه رشاد بيومى، وسعد الكتاتنى وعصام العريان ومحمد البلتاجى ومحيى حامد وصفوت حجازى، القياديون ب«الإخوان»، فى قضية اقتحام السجون والهروب من سجن وادى النطرون، إبان أحداث ثورة يناير. وخلال عرض الأحراز، تحدث القاضى إلى «المعزول» قائلاً: «يا محمد يا مرسى بطل كلام، أنا سامعك انت بتقول إيه»، فرد «مرسى» على القاضى قائلاً: «انت بتتجسس عليا ولّا إيه؟»، فرد عليه القاضى: «انت اللى قاعد تتكلم ومبحبح قوى.. شوفوا الأحراز وقولوا رأيكم فيها أحسن». وبدأت الجلسة فى الحادية عشرة والنصف صباحاً، بإيداع المتهمين قفص الاتهام، وأعقبهم دخول محمد مرسى إلى القفص المُخصّص له، ثم أثبتت المحكمة حضور المتهمين المحبوسين ودفاعهم، فيما أثبتت حضور المتهم «أحمد دلة»، المقبوض عليه مؤخراً، لأول مرة فى قفص الاتهام، وأدار المتهمون ظهورهم لهيئة المحكمة. ووقعت مشادات كلامية فور بدء الجلسة بين المتهمين والمحكمة، حيث فتحت المحكمة الصوت من داخل القفص الزجاجى، واعترض المتهمون على القفص الزجاجى مرة أخرى. وطلب المحامون من المتهمين التزام الهدوء، حتى تستكمل المحكمة إجراءاتها. وقال محمد الدماطى، محامى المتهمين، إنه يطلب من المحكمة السماح له بلقاء المتهمين للاتفاق معهم على سير الإجراءات، فرفض القاضى، واعترض الدفاع قائلاً: «إذا أرادت المحكمة أن نكون ديكوراً فلن نقبل ذلك»، وردت المحكمة: «اثبت طلباتك فى محضر الجلسة». وحاول «البلتاجى» الحديث داخل القفص، وتوجيه الاعتراضات لهيئة المحكمة، فرد عليه القاضى: «خليك انت ساكت، المحامى حبيبى، واحنا بنشتغل من زمان قدام بعض، ولو عاوز تزعل انت ازعل براحتك، وانا باطلب من المتهمين يديروا وجوههم للمحكمة، مايقعدوش كده لأنه فيه إجراء هاعمله»، وطلب الدفاع مرة أخرى من المحكمة السماح له بزيارة المتهمين والتنسيق معهم. وقال عصام العريان: «لا يقضِ القاضى وهو غضبان، وحضرتك غضبان وعلامات الغضب واضحة عليك تماماً، نحن نحاكم فى معهد أمناء الشرطة فى أقفاص عادية، ونتجاوب مع المحكمة والمحامين»، فرد القاضى: «مش عاوز حد يدير ظهره للمحكمة، واجهوا المحكمة وامتثلوا»، فرد «العريان»: «اثبت فى محضر الجلسة أننا نحترم قضاة مصر جميعاً، وهيئة المحكمة، ونحن خارج تلك المحكمة وفى محاكم أخرى نحاكم فى أقفاص عادية نتجاوب مع المحكمة بشكل طبيعى، وهنا ليس الموقف ضد الهيئة الموقرة، لكنه موقف اعتراض على وضعنا فى قفص زجاجى والاعتداء على حقوقنا كمتهمين، سواء بالتواصل مع الهيئة الموقرة أو الدفاع، ولا نقصد بذلك إلا مجرد الاحتجاج، ونأمل من هيئة المحكمة أن تأخذ قراراً شجاعاً، برفع القفص الزجاجى الذى لا يوجد مثله فى مصر الآن، والرجوع إلى الحق فضيلة». وتلت النيابة أمر الإحالة بالنسبة إلى المتهم أحمد دلة، وقالت إنه «اشترك وآخرون بطريقى الاتفاق والمساعدة مع الأول وحتى ال76 بأن اتفقوا مع هيئة المكتب السياسى لحماس، وقيادات التنظيم الدولى للإخوان وحزب الله، على إحداث حالة من الفوضى بالبلاد ومهاجمة مؤسساتها، وارتكاب أعمال عسكرية وعدائية داخل البلاد وضرب واقتحام ليمانات السجون وتهريب المساجين الموالين لهم، وأيضاً الجنائيون، وأمدوهم بالدعم والأموال والبطاقات المزوّرة لتسهيل دخولهم للبلاد. وسألت المحكمة المتهم من داخل قفص الاتهام، فرد: «أرفض الاتهام وأرفض هذه الطريقة». وقال محمد عبدالوهاب، محامى أحد المجنى عليهم، إنه ادعى مدنياً فى الجلسة الماضية عن ورثة المرحوم عبدالرافع محمد عبدالرافع، وقال إنه يقدم ما يفيد مقتل المجنى عليه أثناء الهجوم على سجن أبوزعبل. وقررت المحكمة فض أحراز القضية، إلا أن الدفاع قال إن هناك مشكلة فى عرض الأحراز. ودفع أسامة الحلو، محامى المتهم يسرى عبدالمنعم على نوفل، بعدم جواز نظر الدعوى، مؤكداً أنه لا توجد شاشة عرض داخل القفص مع المتهمين، لمشاهدة الأحراز، فقررت المحكمة رفع الجلسة، وطلبت من الأمن أن يطلب من المساعدات الفنية وضع شاشة عرض داخل القفص الخاص بالمتهمين، ليتمكنوا من مشاهدة الأحراز، إضافة إلى السماح بمقابلة المتهمين خلال رفع الجلسة. وخلال عرض الأحراز، قال القاضى للمعزول: «يا محمد يا مرسى بطل كلام، أنا سامعك انت بتقول إيه»، فرد «مرسى» على القاضى قائلاً: «انت بتتجسس عليا ولّا إيه؟»، فرد عليه القاضى: «انت اللى قاعد تتكلم ومبحبح قوى.. شوفوا الأحراز وقولوا رأيكم فيها أحسن»، فيما ضحك أحد المتهمين داخل القفص، فقال له القاضى: «بتضحك على إيه ما تضحكنا معاك يا رايق».