أجبرت أزمة الطاقة وانقطاع التيار الكهربائى الحكومة على «التقشف القسرى»، والبدء منذ أمس فى ترشيد استهلاك الكهرباء داخل دواوين الوزارات والهيئات التابعة لها، وشهدت الوزارات تعليمات كتابية وشفهية موجهة لكل المصالح والهيئات التابعة لها، بضرورة خفض استهلاكها من الكهرباء خلال الفترة المقبلة، مع خفض استخدام أجهزة «التكييف» إلى أقصى حد ممكن. وقرر منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة والاستثمار، أمس، إلزام جميع قطاعات الوزارة والجهات والهيئات والمراكز التابعة والشركات القابضة باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الكهرباء داخل المقرات الخاصة بكل جهة لخفض الاستهلاك بنسبة 20% من معدل الاستهلاك الحالى. وتضمن قرار «عبدالنور» وضع مقترح بخطة عمل لضمان ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية فى كل جهة بالإضافة إلى إعداد بيان شهرى بمعدل الاستهلاك الجديد مقارنة باستهلاك الشهر نفسه من العام الماضى. وكشف الوزير عن بدء تفعيل قرار الوزارة الصادر فى يونيو الماضى الخاص بإلزام منتجى ومستوردى أجهزة التكييف بإنتاج واستيراد أجهزة منزلية لا تقل درجة الحرارة التى يمكن ضبط الجهاز عليها عن 20 درجة مئوية فى حال التبريد ولا تزيد على 28 درجة مئوية فى حال التدفئة، موضحاً أن آخر مهلة لتطبيق القرار هو 18 يونيو. من جهته، كشف المهندس جابر الدسوقى، رئيس الشركة القابضة للكهرباء، ل«الوطن» عن أن الشركة أرسلت خطابات رسمية لجميع الهيئات الرسمية لاتخاذ إجراءات لترشيد استهلاك الكهرباء خلال الأشهر المقبلة، وشملت التوجيهات ضبط التكييف على 25 درجة مئوية، واستخدام اللمبات الموفرة فى كل المبانى. وفى وزارة الأوقاف، أقر الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، عدة إجراءات صارمة لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه فى مختلف المساجد على مستوى الجمهورية، ومنع تشغيل أجهزة التكييف بالمساجد قبل 15 مايو المقبل، وألا تقل نسبة التبريد عن 25 درجة، مع السماح بتشغيلها خلال مواقيت الصلاة فقط وإغلاقها بعد مرور نصف ساعة من انتهاء شعائر الصلاة. وطالب وزير الأوقاف بسرعة تغيير الإضاءة بالمساجد إلى اللمبات الموفرة، موضحاً أن الوزارة جهزت 20 ألف لمبة موفرة سيتم توزيعها على المساجد والمديريات كدفعة أولى، مع دعوة القائمين على كل مسجد إلى استخدام لمبات الإنارة قدر الحاجة، وعدم استخدام مفاتيح مركزية لترشيد الاستهلاك. من جانبها، قالت رشا العزازى، المتحدث الرسمى لوزارة السياحة «إن الوزارة بدأت بالفعل فى إجراءات توفير الطاقة الكهربائية، حيث يتم حالياً تغيير اللمبات الموجودة وتركيب أخرى موفرة، وإجراء عمليات صيانة كاملة لأجهزة التكييف بالمقار التابعة للوزارة». من جهة أخرى، قالت مصادر بوزارة الإسكان إن الوزير الدكتور مصطفى مدبولى طلب من جميع أجهزة المدن الجديدة التوسع فى استخدام الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء لمقرات الأجهزة أسوةً بما يتم فى مقر هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بمدينة الشيخ زايد التى لجأت لتركيب ألواح شمسية على أسطح المبنى لتوليد الطاقة من الشمس وتقليل استخدام الكهرباء.
