ظهر مؤخراً قول غريب، مُستهجن، يبيح للناس فى أوقات التظالم والاختلاف أن يجهر بعضهم لبعض بأقبح الألفاظ، وأشدها فحشاً، زاعماً أن هذا القبح من جملة أوامر الشرع، فوجب البيان والتعليق على هذه الواقعة بما يظهر به الحق من الباطل والنور من الظلام، فأقول: أولاً: أمر الله تعالى أمراً عاماً بإحسان القول وطهارة اللسان، ومن المعلوم أن جوامع الأخلاق فى الإسلام ثابتة فى سائر الأحوال، وما صرح الشرع فى حال من الأحوال لأحد بأن يتفلت من هذا الإطار الأخلاقى أبداً، ولم ترد أى حالة استثنائية تتيح للإنسان أن ينفلت من الأخلاق ويتحلل منها بالكلية، بل حتى حالات الغضب والنزاع والاستثناء، فقد رخص له القرآن أن يبين مظلمته، بشرط كون بيانه محكوماً ومرتبطاً بالإطار الأخلاقى العام، الذى لا ينحط أبداً إلى الفحش والبذاءة، فقال سبحانه: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» (البقرة: 83)، وقال سبحانه: «وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (الإسراء: 53)، وروى الحاكم وصححه، وابن حبان، والترمذى -وقال: حسن صحيح- والبيهقى فى السنن الكبرى، من حديث ابن مسعود أن النبى، صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء». ثانياً: قوله تعالى: «لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ»، فهم منها بعض المعاصرين أن القرآن رخَّص وأباح للمظلوم أن يجهر بالسوء كما يشاء، وأن الشرع حينئذ قد جعله فى حِلٍّ من أى التزام أخلاقى، وأتاح له أن يجهر بالفحش والبذاءة وسلاطة اللسان كيف شاء، فهذا فهم خطير جداً، وهو افتراء على الشرع الشريف، ونقضٌ لمنظومة أخلاقه؛ لأن الشرع فى سائر أحوال العزيمة والرخصة يدور فى إطار أخلاقى مُحكمٍ ومنضبط، لا يأذن لصاحبه أبداً بأن يطرح شعائر الدين كلية بدعوى الرخصة والاستثناء، خصوصاً فى شئون الأخلاق، التى هى أساس هذا الشرع الشريف، وهى جوهره، وأصله، ومداره، وأساسه، وحقيقته، ومنبعه، وشعاره، وإليك نبذة من كلام المفسرين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، ترى من خلالها كيف كان الأطهار الأبرار يفهمون كلام الله، قال حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس فى تفسير الآية: «أى: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً، فإنه رخَّص له أن يدعو على من ظلمه، وإن يصبر فهو خير له»، فجعل الجهر بالسوء من القول لا يتجاوز أن يدعو المظلوم على من ظلمه، ولو رجع بنا الزمان إلى أيام ابن عباس، رضى الله عنهما، وقلنا له: خرج من الناس فى زماننا من يفهم الآية على أنها تبيح للمظلوم أن يستعمل أقبح الألفاظ الخادشة السليطة البذيئة، ويظن أن الله أباح له ذلك، لربما خرََّ ابن عباس مغشياً عليه من هول هذا الفهم والافتراء على الله. وقال قتادة: «عذر الله المظلوم كما سمعتم أن يدعو»، وقال مجاهد: نزلت فى رجل أضاف رجلاً فى أرض فلاة، فلم يضيِّفه، فنزلت: «إِلَّا مَن ظُلِمَ»، يذكر أنه لم يضيِّفه، لا يزيد على ذلك. ثم إن المفسرين الكبار، رضى الله عنهم، قد نهوا نهياً شديداً عن أن يتجرأ أحد على حرمة وقداسة كلام الله، فيظن أن هذا الاستثناء يتيح للإنسان التفلت والبذاءة والقذف والفحش، حتى قال الإمام الطاهر بن عاشور فى تفسيره الجليل «التحرير والتنوير» 4/6: «وقد دلت الآية على الإذن للمظلوم فى جميع أنواع الجهر بالسوء من القول، وهو مخصوص بما لا يتجاوز حد التظلم فيما بينه وبين ظالمه، أو شكاية ظلمه، أن يقول له: ظلمتنى، أو أنت ظالم، وأن يقول للناس: إنه ظالم، ومن ذلك: الدعاء على الظالم جهراً؛ لأن الدعاء عليه إعلان بظلمه، وإحالته على عدل الله تعالى، ونظير هذا المعنى كثير فى القرآن، وذلك مخصوص بما لا يؤدى إلى القذف؛ فإن دلائل النهى عن القذف وصيانة النفس من أن تتعرض لحد القذف أو تعزير الغيبة قائمة فى الشريعة». قلت: يريد رحمه الله أن يقول: إن الاستثناء الموجود فى قوله تعالى: «إِلَّا مَن ظُلِمَ» مُقيَّدٌ ومُنْضبطٌ ومحكومٌ، ومرتبط ومُخَصَّصٌ، بالمعهود من أخلاق الشريعة وآدابها، بمعنى أن من ظُلم فله أن يجهر بالسوء بما لا يخالف منظومة آداب الشرع وقيمه وأخلاقه الرفيعة، حتى يظل المؤمن فى كل أحواله دائراً فى إطار الأخلاق، التى هى زينة هذا الشرع وشعاره؛ فمن ظن أن مظلوميته تعطيه رخصة فى أن يتحلل من كل آداب الشريعة ويطرحها جانباً ويرجع إلى همجيته، ويطلق لسانه دون أدنى أدب أو خلق، فإنه يكون قد أتى بفهم غريب مخترع، ينسب فيه إلى كلام الله وشرعه معنى قبيحاً جداً، من إباحة التطاول والبذاءة والقبح والفحش، وكفى بهذا جرماً وعدواناً على كلام الله تعالى. وقال جمال الدين القاسمى، عند كلامه عن هذه الآية الكريمة فى تفسيره «محاسن التأويل» 3/390: «بل، ليقل الحق ولا يقذف بريئاً بسوء، فإنه يصير عاصياً لله بذلك». بل إن الأستاذ سيد قطب، الذى يعتمد على كتبه وخواطره من يشرعن اليوم للبذاءة، له كلام مهم جداً فى ذلك، فى كتابه «فى ظلال القرآن»، قال: «إنَّ الجهر بالسُّوء يبدأ فى أوَّل الأمر اتِّهامات فرديَّة -سباً وقذفاً- وينتهى انحِلالاً اجتماعياً وفوضى أخلاقيَّة، تضلُّ فيها تقديرات الناس بعضهم لبعض أفراداً وجماعات، وتنعدم فيها الثقة بين بعض الناس وبعض، وقد شاعت الاتهامات ولاكَتْها الألسنة بلا تحرُّج؛ لذلك كله كَرِهَ الله للجماعة المسلمة أنْ تشيع فيها قالة السوء، وأنْ يقتصر حق الجهر بها على مَن وقع عليه ظلمٌ يدفعه بكلمة السوء يَصِفُ بها الظالم، فى حُدود ما وقع عليه منه من الظلم «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» (النساء: 148). ففى هذه الحالة يكون الوصف بالسوء، ويشمل ما تعبر عنه المصطلحات القانونيَّة بالسبِّ والقذف؛ انتِصاراً من ظلْم، ودفعاً لعدوان، وردّاً لسوءٍ بذاته قد وقَع بالفعل على إنسانٍ بذاته، وتشهيراً بالظلم والظالم فى المجتمع؛ لينتصف المجتمع للمظلوم، وليُضرَب على يد الظالم، وليخشى الظالم عاقبةَ فعله فيتردَّد فى تكراره، والجهر بالسوء عندئذٍ يكونُ محدَّد المصدر من الشخص الذى وقَع عليه الظلم محدَّد السبب؛ فهو الظلم المعيَّن الذى يَصِفُه المظلوم موجهاً إلى شخصٍ بذاته هو الذى وقع منه الظلم؛ عندئذٍ يكون الخير الذى يتحقَّق بهذا الجهر مبرراً له، ويكون تحقيق العدل والنصفة هو الهدف، لا مُطلق التشهير». ثالثاً: جاء الشرع الشريف بصون اللسان عن الفحش والبذاءة، وشدد فى النهى عن التفحش، حتى تواترت الأحاديث فى ذلك، من مسانيد أبى هريرة وأبى الدرداء وأسامة وعبدالله بن عمرو وعائشة وجابر بن سمرة، رضى الله عنهم. - أما حديث أبى هريرة، فقد روى البخارى فى الأدب المفرد، وابن حبان فى صحيحه، والحاكم وصححه، والبيهقى فى شعب الإيمان عن أبى هريرة، أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «إياكم والفحش؛ فإن الله لا يحب الفاحش المتفحش». - وأما حديث أبى الدرداء فروى أبوداود، والترمذى وصححه، والبزار، وابن حبان، والبيهقى فى الأسماء، عن أبى الدرداء أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أثقل ما يوضع فى ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذىء». - وأما حديث أسامة فروى ابن حبان فى صحيحه، وابن عساكر فى تاريخ دمشق، والضياء المقدسى فى المختارة، من حديث عبيد الله بن عبدالله أنه قال: رأيت أسامة بن زيد مضطجعاً على باب حجرة عائشة، رافعاً عقيرته يتغنى، ورأيته يصلى عند قبر النبى، صلى الله عليه وسلم، فمر به مروان فقال: أتصلى عند قبره يا ابن أخ؟ فقال له قولاً قبيحاً ثم أدبر فانصرف. فقال له أسامة: «يا مروان!! إنك فاحش متفحش، وإنى سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن الله يبغض الفاحش والمتفحش)، وإنك فاحش متفحش». - وأما حديث ابن عمرو، فقد روى عبدالرزاق فى مصنفه وأحمد فى مسنده، والحاكم فى المستدرك وصححه من حديث عبدالله بن عمرو أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، والذى نفس محمد بيده!! لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش». - وأما حديث عائشة، رضى الله عنها، فروى أبوداود فى سننه من حديث عائشة، رضى الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يحب الفاحش المتفحش». - وأما حديث جابر بن سمرة فأخرج ابن أبى شيبة، وأحمد، والطبرانى بسند جيد عن جابر، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام فى شىء وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً». رابعاً: نبذة من كلام العلماء فى التنفير الشديد من البذاءة: قال الإمام القرطبى فى التفسير (3/386): (البذىء اللسان يسمى سفيهاً؛ لأنه لا تكاد تتفق البذاءة إلا فى جهال الناس وأصحاب العقول الخفيفة». - قال حجة الإسلام الغزالى فى «إحياء علوم الدين» 3/122: «فهذه مذمة الفحش، فأما حده وحقيقته فهما: التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة»، إلى أن قال: «فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه، وأهل الصلاح يتحاشون عنها»، إلى أن قال: «وهناك عبارات فاحشة يستقبح ذكرها، ويستعمل أكثرها فى الشتم والتعيير، وهذه العبارات متفاوتة فى الفحش، وبعضها أفحش من بعض، وربما اختلف ذلك بعادة البلاد، وأوائلها مكروهة وأواخرها محظورة»، إلى أن قال: «فالتصريح بذلك داخل فى الفحش، وجميع ذلك من آفات اللسان». - وقال الإمام المناوى فى «فيض القدير» 2/498: «ومن طاعة الشيطان فى الغضب ينتشر إلى القلب صفة: البذاءة، والبذخ، والكبر، والعجب، والاستهزاء، والفخر، والاستخفاف، وتحقير الخلق، وإرادة الظلم وغيرها؛ فإن قهره ودافعه عادت نفسه إلى حد الواجب من الصفات الشريفة». خامساً: قد نعذر من غضب أو شعر بالظلم فأساء وأفحش القول، ونقول إنه شخص فقد أعصابه، وانفلت منه لسانه، ونعتبر هذا التصرف منه زلة، وهفوة، ونعلم ونتيقن أنه يُقِرُّ بخطئه، وأنه يشعر من داخله بالخجل الشديد لبذاءة لسانه، وأنه عندما يهدأ خاطره سيندم ندماً شديداً لأنه ظهر بهذا المظهر القبيح، وجرى لسانه بهذه الألفاظ الخادشة القبيحة، كل هذا وارد، والمجتمع كله يقدره.. ولكن أن يتحول صاحبه إلى إسباغ ثوب الشرعية على فعله، وينسبه إلى الله ورسوله، ويجعل فحشه هذا ديناً وشرعاً، ويفترى فيه على الله تعالى، ويقوِّل الله ما لم يقُله، فلا، ولن نسكت عن هذا العدوان الصارخ على كلام الله المجيد، ونحذر صاحبه أن يجر على نفسه بذلك غضب الله وتدميره، وأنه يأذن بحرب من الله ورسوله، فليسارع بالاعتذار وإعلان خطئه، والله يتولاه. سادساً: لما رأى بعضهم هذه المعانى من الإنكار الشديد على من يشرعن الفحش، ذهب ليقول: «البذاءة حرام، والظلم حرام، والكذب والقتل أشد حرمة، ولكنكم تتخيرون»، وأقول: ليست القضية إنكاراً على البذاءة وسكوتاً على الدماء؛ لأن حرمة الدماء أعلى عندنا من كل شىء، كيف لا والشرع قد اتخذ عشرات التدابير والإجراءات والأحكام ليحقق إحياء النفس الإنسانية وصونها وحمايتها وحقن دمها؛ فحرمة النفس أعلى من كل شىء، ولو كانت القضية أننا ننكر على الفحش ونسكت عن سفك الدماء، لكان الأمر بالفعل هوى وتحيزاً، لكن القضية يا شعب مصر، ويا كل عقلاء العالم، أن شخصاً ما تورط فى البذاءة والفحش، وبدل أن يقر بخطئه ويعتذر، ذهب ليلصق البذاءة بالشرع، ويحولها إلى دين؛ فالمقارنة هنا ليست بين الفحش وسفك الدماء، بل المقارنة بين قلب الحقائق، والافتراء على الله ونسبة الفحش إليه، وبين الدماء، ولو أن المتورط فى الدماء قد تجاوز، واستعمل القوة فى غير حقها، أو أسرف فيها، ثم بدل أن يعتذر ويحاكم المسرف فى استخدام القوة، ذهب ليقول إن التجاوز فى استخدام القوة والمبالغة فى الدماء والاستهانة بها والعشوائية فى القتل كلها حق ودين وشرع، والشرع أمرنى بالتجاوز والعشوائية فى الدماء، لكان النكير عليه بنفس القوة؛ لأنه حينئذ خرج عن المعاصى والمخالفات والظلم، إلى نسبة الظلم والتجاوز والاستهانة بالدماء إلى الله وشرعه، وهذا تشويه لدين الله، يستوى فيه من أسبغ الشرعية على بذاءته، ومن أسبغ الشرعية على تجاوزه فى الدماء، قال الله جل جلاله: «وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ» (الأعراف: 28، 29)؛ فالقضية هنا ليست إنكاراً على البذاءة، بل الإنكار الشديد البالغ على من يزعم أن الله تعالى يأمر بالفحشاء، وعلى كل إنسان يتورط فى الخطأ، ثم يكابر وينسب خطأه إلى الله، وأظن الجميع يتفقون على أن هذا الجرم لا يعدله شىء؛ لأنه قلب للحقائق، وتحريف لدين الله، فنحن لا ننكر على البذاءة والفحش يا عباد الله، بل المسلك الأرقى فى التعامل مع الفحش هو الإغضاء عنه، وتجاوزه، والتغافل عن صاحبه، وإتاحة الفرصة له ليراجع نفسه، إنما نحن ننكر أشد الإنكار عمَّن يُلْصِقُ خطأً ما، مهما كان حجمه، بالشرع الشريف. سابعاً: أنا أتوجه بكلامى هذا، ليس فقط إلى من تزعموا حملة شرعنة القبح وأسلمة البذاءة، بل أتوجه به إلى الإخوان، والسلفيين، والشعب، والجيش، والشرطة، وسائقى الميكروباص، والعمال والتجار والحرفيين، وإلى كل مصرى أصيل، وإلى كل إنسان على ظهر الأرض، مسلم أو غير مسلم، أن تظل منظومة الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة عالية، مجردة، متسامية، فوق كل الأهواء والنزاعات والخلافات، وأن تبقى محفوظة لا ينتهكها أحد ويلوى عنقها ويتأولها ويهدمها؛ لأن ذلك إن حصل، وانهارت القيم، وتحولت إلى النسبية المطلقة الشاملة، فإنه لا يتبقى للبشرية شىء تتعامل به. ثامناً: إنما أدليت بهذا البيان، ليكون بياناً أزهرياً، يسمع المجتمع والشعب المصرى والأمة كلها من خلاله العقل الأزهرى والفكر الأزهرى، فى هذه الواقعة الدينية الغريبة، التى تجرأ البعض ونسب فيها إلى دين الله إباحة الفحش فى بعض الأوقات، فوجب علينا بما أقامنا الله فيه من التشرف بخدمة العلم أن نزيل عن الشرع الشريف ما يُلصق به من أوهام وتحريفات، وتأويل ظالم، وأفهام مضطربة مضللة، حتى يرجع دين الله فى أعين الناس كما أراده الله نقياً، جليلاً، نورانياً، هادياً، علوياً، شريفاً، طاهراً، مفعماً بالأخلاق والآداب العليا فى شأنه كله، والله أعلم.