سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأزهر» ينهى «فتنة أسوان».. و«الدابودية» و«الهلالية»: كلمة «الطيب» سيف على رقابنا وكيل الأزهر: انتشار السلاح والفقر والعصبيات وراء المشكلة.. وعلى الدولة الاضطلاع بدورها فى الاهتمام بالصعيد
نجحت وساطة الأزهر الشريف، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى وأد الفتنة بين قبيلتى «الدابودية» و«الهلالية» بأسوان، التى أسفرت عن مصرع 26 مواطناً وإصابة العشرات، وأكدت القبيلتان، خلال جلسة المصالحة التى ترأسها أمس شيخ الأزهر بحضور «أجاويد» ومشايخ القبائل وقيادات أمنية، أن كلمة «الطيب» ستكون الكلمة الحاسمة، مضيفين «كلمته سيف على رقابنا». كان شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وصلا إلى مطار أسوان الحربى، أمس، على متن طائرة حربية، وسط إجراءات أمنية مشددة. ورافق شيخ الأزهر خلال الزيارة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، فى حين كان فى استقباله بالمطار الحربى، اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، والسيد الإدريسى، رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة، والشيخ محمد عبدالعزيز، وكيل وزارة الأوقاف بأسوان، والشيخ أحمد عبدالحميد، مدير منطقة أسوان الأزهرية. وعقب وصوله لديوان عام محافظة أسوان، التقى «الطيب وجمعة» بممثلى قبيلة بنى هلال، وممثلى «الدابودية» النوبيين. وقال الشيخ محمد زكى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، رئيس الوفد الأزهرى الموجود بأسوان، ل«الوطن» إن كل الأطراف كانت مهيأة لترؤس الإمام الأكبر جلسة المصالحة لإنهاء الأزمة من جذورها، وأكدوا التزامهم بكل البنود التى يقرها اجتماع المصالحة، لافتاً إلى أن زعماء القبيلتين تعهدوا بأن كلمة الإمام الأكبر ستكون كالسيف على رقابهم. وأضاف «زكى» أن وفد الأزهر بذل جهداً مكثفاً على مدار الأسبوع الماضى لرأب الصدع، وإنهاء حالة التناحر والعنف التى وقعت بين الهلالية والدابودية، مشيراً إلى أنهم التقوا كل الأطراف على حدة، ونجحوا فى إخماد نيران الفتنة بعقد تهدئة بين الجانبين على مدار ثلاثة أيام بمساعدة الحكماء، ثم الدخول فى جلسات الصلح شريطة رد الحقوق لأصحابها. وأوضح أن وفد الأزهر نظم حملات توعية بين الشباب وأبناء العائلتين فى منطقة السيل، شدد خلالها على حرمة إراقة الدماء والاقتتال، ودعاهم إلى إعلاء قيم التسامح ونبذ العنف والكراهية، كما أكد أنه لا يجوز شرعاً لأهل أى قتيل أخذ ثأره باليد، لأن القصاص بيد أجهزة الدولة فقط، حيث يصدر القضاء أحكامه والشرطة تقوم بالتنفيذ، وليس لعائلة أو لأشخاص الحق فى إزهاق الأرواح بدعوى أخذ الثأر. بدوره، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، وعضو وفد المصالحة، ل«الوطن» إن الفقر والجهل وانتشار السلاح وغياب دور الدولة أدى إلى تفاقم كثير من المشاكل خلال الفترة الماضية، داعياً الحكومة إلى الاضطلاع بدورها فى تنمية محافظات الصعيد، والاهتمام بالتعليم وتوفير الخدمات وفرص العمل للاستفادة من طاقات الشباب بدلاً من تركهم فريسة للفراغ. وأضاف أن الإمام الأكبر تابع الأزمة منذ اندلاعها لحظة بلحظة، وتواصل مع كل القيادات والمسئولين، بدءاً من رئيس الجمهورية مروراً برئيس الوزراء وقيادات المحافظة، وانتهاء بأطراف النزاع لإخماد نيران الفتنة. وقال الدكتور محمد أبوزيد الأمير، عضو قافلة الأزهر بأسوان، وعميد كلية الدراسات الإسلامية بنات بالمنصورة، إن وفد الأزهر نجح مع الحكماء ومشايخ القبائل العربية فى وقف النزاع وتهدئة الأوضاع والتمهيد لصلح شامل وعادل بعيداً عن الشو الإعلامى. وأشار إلى أن وفد الأزهر عقد جلسات فى عدد من بيوت العائلتين المتناحرتين، كما عقد ندوات ودروساً بالمساجد الواقعة فى قلب الأحداث، عن التسامح فى الإسلام، مضيفاً أن كل الأطراف أجمعت على تقدير الأزهر الشريف، واحترام كل ما يصدر عن جلسة الصلح بحضور الإمام الأكبر. وأشار إلى أن وفد الأزهر أكد للجميع أن كل صاحب حق سيأخذ حقه بما يرضى الله، مشدداً على أن شيخ الأزهر طلب من القبيلتين الترفع عن الصغائر ودرء الفتنة وإعلاء المصلحة الوطنية والدينية، بعيداً عن أى عصبية قبلية أو طائفية أو مذهبية، وأن يكون الاحتكام إلى صوت الحكمة والعقل.