للمرة الأولى بين الصحف المصرية، نجحت «الوطن» فى اختراق منطقة «السيل الشعبى» التى شهدت معركة دامية بين «الهلالية» و«الدابودية» النوبية، أسفرت عن مصرع 26 مواطناً، ورصدت «الوطن» استمرار حالة الاحتقان والرغبة فى الثأر من جانب القبيلتين، رغم الهدنة التى أعلن عن الاتفاق عليها برعاية السيد أحمد الإدريسى، رئيس رابطة الأشراف الأدارسة. وقال عدد من أبناء «الهلالية» التى فقدت 14 من أبنائها ل«الوطن»: إنهم سيأخذون بثأر قتلاهم الذين مثّل النوبيون بجثثهم، ويقول عبدالله الشحات (55 سنة)، الذى فقد ابنه وشقيقته وأولادها الثلاثة: «يا ريت الدابوديين قتلوهم وسابوهم من غير ما يمثلوا بجثثهم، كانت نارى بردت، وسنأخذ حقهم مهما كلفنا الأمر». يضع أبناء «بنى هلال» على حدود منطقتهم حوائط بشرية، للتحقق من هوية الراغبين فى الدخول، ويقول أسامة زعير (33 سنة) أحد أبناء «الهلالية»: «الحديث عن هدنة كلام فض مجالس، إزاى هيعوضونا عن الدم؟ هيخلونا ننسى إزاى إن ولادنا ولعوا قدام عيونا، وأجسام حريمنا استبيحت واتكشفت قدام كل الدنيا، وإن الأمن كان واقف جنب النوبيين وهمّا بيهاجموا بيوتنا بالطوب والرصاص؟». ويحكى إبراهيم أحمد عبدالمحسن عن زوجته التى هوجمت وفُصل رأسها عن جسدها بعد مقتلها»، ويعترف حسين سلسبيل، أحد أبناء «بنى هلال» بحيازتهم للأسلحة والاتجار فيها، قائلاً: «نعم عندنا سلاح، والنوبيون همّا كمان عندهم سلاح، والداخلية عارفة بنجيبه منين، ومين اللى بيبيعه، وهناك معاملات بيننا وبين بعض أفراد الداخلية فيه». كان السيد أحمد الإدريسى، رئيس رابطة الأشراف الأدارسة، أعلن أمس أن الفتنة انتهت، وأن الطرفين تعهدا أمام وفد مشايخ القبائل العربية بإنهاء الأزمة، وتفويضه لوضع الحلول، وفقاً للشريعة الإسلامية والأعراف العربية بالصعيد. من جانبه، أجرى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اتصالات مكثفة بالرئيس عدلى منصور، والمهندس إبراهيم محلب، ومحافظ أسوان، ورموز قبيلتى «الهلالية» و«الدابودية»، لاستعراض جهود المصالحة. وقال عباس شومان، وكيل الأزهر، إن زيارة شيخ الأزهر المنتظرة لأسوان خلال ساعات لن تتأخر، ولكن دواعى أمنية أعاقتها. وذكرت مصادر أمنية أن تقارير «الأمن الوطنى» أكدت تورط عناصر إخوانية تعمل فى وزارتى الأوقاف والتعليم فى أسوان وبعض العاملين فى قناة «الجزيرة» فى إشعال الفتنة، وأن هناك عناصر جلبت السلاح إلى أسوان قبل المعركة بين القبيلتين ب48 ساعة.