شاعت في الآونة الأخيرة جرائم هائلة نعلم جميعا أنها متكررة منذ قديم الأزل ولكن في هذا الزمن تحديدا تطورت الجريمة لتأخذ شكلا مختلفا يطغى عليه القسوة وتتجرد منه الانسانية حيث ازدادت حالات الاغتصاب لأطفال في عمر الزهور وهنا السؤال الذي تطرحه الأذهان بقوة ماهو المثير في طفلة تبلغ من العمر أربع أو خمس سنوات وماالمغريات التي يجدها الجاني في هذه الطفلة ؟ أعلم أننا ان سألنا هذا السؤال مرارا وتكرارا فلن نصل الى اجابة وكيف نصل الى اجابة ونحن لا نعلم ان كان نتيجة لمستوى التربية المنحدر أم لدخوله عالم المخدرات.. ويقف العقل هنا عن التفكير عندما تقترن جريمة الاغتصاب بالقتل وهنا يصعق أهل الضحية مرتين الأولى في الاغتصاب والثانية في القتل وفي ظل هذه الظروف يطلب منهم أن يتصرفوا بحكمة و أن يتركوا الحكم للقضاء و يأني اليوم المرتقب الذي سنشهد فيه القصاص العادل ونصعق جميعا عند النطق بالحكم - حكمت المحكمة حضوريا على المدعو فلان بالسجن- نعم السجن ولما العجب فهذا الحكم لعدم بلوغ الجاني السن القانوني فهو يعتبر في نظر القانون حدث وهكذا تنتهي القضية ولا يملك القاضي سوى النطق بهذا الحكم لأن القانون يحتم عليه ذلك وهكذا تنتهي القضية لتتبعها أخرى مماثلة وأخرى وأخرى وأخرى ونحن لا نملك الا الصراخ والبكاء. عذرا أيها القضاة وعذرا أيها القانون فلابد من تعديل القانون ليتماشى مع ظروف الجريمة الحديثة حيث أن هذا القانون لم يعد رادعا على الاطلاق فتعديله في هذه الظروف حق مشروع وليصبح الجاني عبرة لمن لايعتبر.