سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر أمراض الكبد: «ثورة علاجية» للقضاء على فيروس «سى».. وجهاز الجيش تنقصه «المعلومات الموثقة طبياً» د. جمال شيحة: فيروس «سى» مرض صامت.. ويصيب 150 ألف حالة جديدة فى مصر كل عام
التهاب الكبد الوبائى «سى» والمعروف ب«فيروس سى» من أكثر الأمراض انتشاراً فى العالم، حيث وصلت نسبة الإصابة بالمرض إلى 180 مليون مصاب حول العالم، وهو شائع أيضاً فى مصر حيث يقدر المصابون بالمرض بنحو 12% من المصريين. وبالرغم من خطورته الشديدة فإنه يصعب اكتشافه نظراً لأنه يُصنَّف ضمن قائمة الأمراض الصامتة، أى التى لا توجد لها أعراض واضحة وعلامات محددة تنذر بوجود الإصابة. هذا ما أوضحه أ. د. جمال شيحة، أستاذ ورئيس وحدة الجهاز الهضمى بكلية طب جامعة المنصورة، أثناء حضوره مؤتمر مصر الدولى السنوى لأمراض الكبد والجهاز الهضمى. يقول ل«الوطن» أ. د. رضا الوكيل، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب جامعة عين شمس، إن «المؤتمر انعقد تحت شعار (الآفاق الجديدة فى طب الجهاز الهضمى والكبد)، ويضيف «الوكيل» أن «المؤتمر ناقش كل ما يتعلق بأمراض الكبد والجهاز الهضمى ومشاكل القولون، حيث استمرت فعاليات المؤتمر على مدار أربعة أيام»، ويوضح «الوكيل»، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن «المؤتمر أقامته الجمعية البحثية المصرية لدراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمى بمشاركة خمس جهات: الجمعية المصرية لسرطان الكبد، والجمعية المصرية للفيروسات الكبدية، ومدرسة الشرق الأوسط لأمراض الكبد، والاتحاد الأفريقى لدراسة أمراض الكبد، والمعهد القومى لدراسة أمراض الكبد (جامعة المنوفية). وقد شارك فى المؤتمر ما يزيد على 1000 طبيب متخصص فى أمراض الكبد والجهاز الهضمى»، ويتابع أنه «من ضمن الجلسات المهمة للمؤتمر جلسة ناقشت دور الأجهزة الحديثة فى تشخيص وعلاج كافة أمراض الكبد والجهاز الهضمى، مثل منظار الأمعاء الدقيقة ووسائل التصوير الحديثة. كما أن هناك أيضاً منظار الموجات فوق الصوتية الذى يستخدم فى أشياء عديدة، مثل إيقاف النزيف فى الجهاز الهضمى فى دقائق معدودة، ويستخدم المنظار أيضاً فى العمليات الجراحية عن طريق الدخول بالمنظار مباشرة لعلاج ضيق المرىء الذى يسبب صعوبة البلع». وعن علاجات فيروس «سى» يقول ل«الوطن» أ. د. جمال شيحة إنه «يوجد الآن ثورة فى علاج فيروس سى، حيث توجد الآن أدوية مضادة للفيروسات تُعطى بالفم وليس لها أى أعراض، كما أنها تمتاز بتحقيقها نسب شفاء عالية تصل إلى 90%»، ويضيف «شيحة»، رئيس مجلس إدارة مستشفى ومعهد بحوث الكبد بالدقهلية، أنه «يوجد تفاوض لتوفير هذا الجيل الجديد من الأدوية المعالجة كى يكون متاحاً فى مصر وبسعر معقول يستطيع تحمله المصابون، حيث يوجد فى مصر نحو 6.5 مليون مريض يحتاج إلى علاج فيروس سى، ويوجد نحو 150 ألف حالة جديدة فى مصر كل عام». ويؤكد «شيحة» أن «الأجيال الجديدة تمثل أملاً كبيراً لمرضى فيروس سى، خاصة أن تناولها لا يعقبه أى أعراض، على عكس العلاج من خلال حقن (الإنترفيرون) فتعقبه مضاعفات كثيرة، مثل الشعور بالصداع والتعب والاكتئاب والدوخة». أما عن جهاز «سى فاست»، فيوضح «شيحة» أن ال«سى فاست» هو جهاز لتشخيص فيروس «سى» دون أخذ عينة من الدم، أى من خلال البصمة الكهرومغناطيسية. وقد ثبتت كفاءة الجهاز فى المؤتمرات العلمية الدولية وجارٍ نشره فى دوريات علمية دولية. ويضيف «شيحة» أن «هذا الجهاز يمثل ميلاداً حقيقياً دولياً للبدء فى تطبيقه». ويقول «شيحة» إن «هذا الجهاز يمتاز بأشياء عديدة، مثل أنه أسهل، وتكلفته أقل، ولا يأخذ عينة دم، ولا يحتاج معملاً كبيراً ولا خبيراً، لأنه أسهل فى التشخيص». أما عن مشكلة انتشار فيروس «سى» فى مصر، فيقول ل«الوطن» أ. د. جمال عصمت، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب قصر العينى، إنه «يوجد اهتمام كبير بالمرض، ومن ضمن الأولويات التى تم تحديدها هى معرفة حجم المشكلة، وتم عمل فحص على المستوى القومى عام 1996 أشرف عليه الدكتور مصطفى كمال، أستاذ الصحة العامة بكلية طب، جامعة عين شمس، واتضح من هذا الفحص الذى تم إجراؤه بالتعاون مع وزارة الصحة أن مشكلة فيروس سى هى المشكلة الصحية الأولى فى مصر. ومن هنا بدأ تكوين فرق لتعظيم الأبحاث فى هذا المجال حتى تم إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية عام 2006». وأشار «عصمت»، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إلى أن اللجنة فور إعلان وزارة الصحة عن تخفيض دواء «سوفوسبوفير» إلى 1% لعلاج مرضى فيروس «سى» - تبذل جهوداً كبيرة حتى توصلت إلى التخفيض الهائل الذى وصل إلى 2200 جنيه مصرى فقط لعلبة الدواء. وأوضح «عصمت»، مستشار منظمة الصحة العالمية للفيروسات الكبدية ونائب رئيس جامعة القاهرة، أنه تم التحرك من خلال ثلاثة محاور من أجل توفير علاج فيروس سى كى يعالج العدد الكبير من المصابين فى مصر، حيث يوجد أكثر من 8 ملايين مريض». وأوضح «عصمت» أن المحور الأول يتمثل فى النشاط البحثى والعلمى، حيث قام أطباء الكبد فى مصر بعمل أبحاث دولية ونُشرت فى المجلات العلمية الدولية والمؤتمرات الدولية، ويضيف «عصمت» أنه «بالفعل تمثل الأبحاث التى نشرت من مصر عن فيروس سى 18% من النشر العالمى عن هذا الفيروس. أما المحور الثانى فيتمثل فى تشكيل تحالف مع المنظمات العالمية والجمعيات الأهلية وجمعيات دعم حقوق المرضى لممارسة ضغط على شركات الأدوية لكى تتيح الأدوية الحديثة فى مصر بسعر يناسب خطة اللجنة القومية فى التصدى لهذه المشكلة». ويوضح «عصمت» أن «المحور الثالث يتمثل فى توضيح دور الدولة والأطباء المصريين والجامعات المصرية فى التصدى لهذه المشكلة، وتطبيق التكامل والتعاون الفعلى بين كليات الطب فى الجامعات المختلفة ووزارة الصحة المصرية، ما نتج عنه علاج نحو 350 ألف مريض خلال الفترة الماضية». أما عن مشكلة فيروس «بى»، فيقول ل«الوطن» أ. د. هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، إنه «من المعروف أنه يوجد 4 ملايين مصرى مصاب بفيروس بى، وهذا بالرغم من توافر تطعيم إجبارى واقٍ من الفيروس»، ويضيف «الخياط» أن «هذا العدد مرشح للزيادة بعد الخلاص من فيروس سى، حيث إن هناك 20% من مرضى فيروس سى مصابون بفيروس بى، الذى لا يستطيع التكاثر فى وجود فيروس سى». وأوضح «الخياط» أنه «من المعروف وجود العديد من الأدوية الحديثة التى تصل نسب الشفاء فيها إلى أكثر من 95% لفيروس سى، ولكن لا يوجد حتى الآن علاج نهائى وشافٍ لفيروس بى، حيث إن العلاجات الموجودة تؤدى فقط إلى إحباط تكاثر الفيروس حتى لا يحدث تليف ومضاعفات بالكبد، ولذلك انصب اهتمام الأطباء فى السنوات الثمانى الأخيرة على محاولة الوصول إلى علاج شافٍ لفيروس بى، إما عن طريق إضافة عقار الإنترفيرون طويل المفعول بعد سنة كاملة من إعطاء دواء الأنتيكافير للوصول إلى نسب شفاء تقترب من 25% بأخذ هذا النوع من العلاج، مقارنة ب2% سنوياً بإعطاء دواء الأنتيكافير بمفرده». وأضاف «الخياط» أن «دواء الأنتيكافير وحده يعمل على إحباط تكاثر الفيروس بنسبة تصل إلى 90% بعد أول سنة من تناول العلاج، ولكن نسب الشفاء لا تزيد على 2% سنوياً، ويشير «الخياط» إلى أن «إعطاء العلاج المناعى مع العلاج الدوائى فى المستقبل القريب سيكون له أثر فى الشفاء التام من فيروس بى بنسب عالية، والعلاج المناعى يتمثل إما فى إعطاء تطعيمات خاصة بفيروس بى مع الأدوية المناعية، أو إعطاء ما يطلق عليه محفزات الخلايا مع الأدوية المتعارف عليها، والنتائج الأولية لهذه الطرق كانت مبشرة جداً. ويضيف «الخياط» أنه «يجب التعرف على أسلوب آخر جديد من الأساليب المناعية، وهو عبارة عن إعطاء أجسام تعطل وجود الأجسام المناعية التى تحيط بالخلايا المناعية (تى) التى تقضى على فيروس بى تماماً، والتى تكون شبه مشلولة ومجهدة بعد العدوى بفيروس بى، جراء هذه الأجسام المناعية التى تحيط بها فى كل اتجاه. ومن هنا كان الأسلوب المبتكر الجديد فى توجيه أجسام مناعية أخرى تبطل من عمل الأجسام الأخرى المحيطة بالخلايا المهمة اللازمة للقضاء على فيروس بى. وهذا الأسلوب مبشر للغاية، ونسب الشفاء باستخدامه تصل إلى 50%، ومن المنتظر أن تزيد هذه النسب بتطوير هذا الأسلوب المناعى الجديد». وخرج المؤتمر بتوصيات عديدة، أهمها: ضرورة توافر نسب محددة لمعدلات انتشار سرطان القولون والمستقيم والمرىء وأورام البنكرياس. وفيما يتعلق بالجهاز الحديث «كومبليت كيور» الذى يقال إنه يعالج فيروس «سى»، أجمع الأطباء على أنه لم تتوافر حتى الآن معلومات علمية موثقة طبياً تمكنهم من الحكم على مدى فعالية وكفاءة الجهاز.