يقف استافروس كيرلس كعادته أمام المرآة، يرتدى ملابس البلياتشو، ثم يضع الأنف البلاستيكى الأحمر على أنفه، ليتغير بعدها وجهه تماماً، ثم يبدأ فى التحضير للعرض المنتظر تقديمه مع زملائه الستة، المهمة التى يحضرون لها صعبة، فطريقهم ليس إلى المسرح، وعروضهم ليست لجمهور السيرك، بل فى شوارع الإسكندرية بهدف إسعاد الناس «بنعمل عروض للبسطاء فى الشوارع والأطفال اللى فى كل مكان، هدفنا إسعادهم، لأن الناس محتاجة تفرح»، قالها «استافروس كيرلس»، الشهير ب«طوفى»، مؤسس فريق «هس هس كلاونز». على الرغم من صعوبة الحياة، والهموم التى يعانيها الجميع، بمن فيهم أعضاء «هس هس كلاونز»، فإنهم ينسون آلامهم ومشاكلهم عندما يقفون بأحد شوارع وأزقة الإسكندرية، فالمطلوب منهم أن يرسموا البسمة على وجوه المارة، وأن ينسوهم مشاكلهم وآلامهم. فن الكلاون أو البلياتشو مظلوم جداً فى مصر، بحسب «استافروس كيرلس»، الذى درس هذا الفن عن طريق ورش عملية فى عدة دول «إسبانيا، هولندا، ألمانيا ونيوزلندا». «مش عارف ليه مفيش فرق كلاون كتير فى البلد، وكمان المسارح مش عارفة قيمته، ومش بيتلقى دعم من أى جهة، على الرغم من عشق الناس له، كبار وأطفال، إحنا بنتفاجئ بعد كل عرض من رد فعل الناس، كتير بييجو يبوسونا ويحضنونا عشان أسعدناهم، وأحياناً بعد العرض بنتكلم مع الناس وبناكل معاهم، وبنسألهم عن رأيهم فينا»، قالها أعضاء الفريق، مؤكدين أن مهمتهم صعبة، لكن لا بد منها فى الوقت الحالى، للترفيه عن الناس ورسم البهجة على وجوههم. لم يكتف أعضاء الفريق بإسعاد الناس فى شوارع الإسكندرية فقط، بل يذهبون إلى دور المسنين والأيتام ومرضى السرطان والفشل الكلوى وذوى الاحتياجات الخاصة: «الفن ده محتاج مصر دلوقتى جداً، عشان حالة الكآبة العامة»، قالها كل من «طوفى، شيكو، مشمشة، كالابالا، فستق وماريو»، أعضاء «هس هس كلاونز».