سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«تميم» يعزى الملك عبدالله.. وغياب «القرضاوى» عن خطبة الجمعة يثير تكهنات عن تأثر قطر ب«عقوبات العزل» «المونيتور» الأمريكية: سحب السفراء وإعلان «الإخوان» إرهابية ضربة جديدة للتحالف «القطرى - التركى»
أرسل الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، ورئيس وزرائه عبدالله بن ناصر آل خليفة، مساء أمس الأول، برقيتى تعزية إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، العاهل السعودى، فى وفاة الأميرين خالد بن مشعل بن عبدالعزيز وعبدالرحمن بن فيصل بن عبدالعزيز، رغم قرار الرياض سحب سفيرها لدى الدوحة. وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن «تغيب الداعية يوسف القرضاوى، المرشد الروحى للإخوان، عن خطبة الجمعة كعادته يثير تكهنات بأن قطر بدأت تتأثر بالضغوط التى تفرضها عليها دول الخليج». وأشارت إلى الهجوم الذى شنه «القرضاوى» ضد الإمارات واتهامه لها من خلال خطب الجمعة وقناة «الجزيرة» بأنها تحارب كل ما له صلة بالإسلام. وأضافت: «أما قرار السعودية بإعلان الإخوان والقاعدة وداعش جماعات إرهابية، فإن قطر تنفى دوماً علاقاتها بالجماعات المتشددة فى سوريا، كما أنها أكدت على لسان تميم، أنه جرى الاتفاق خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجى على عدم التدخل فى شئون هذه الدول، وكذلك التغطية الإعلامية عن دول الخليج، إلا أن الاجتماع المرتقب لدول مجلس التعاون المرتقب هذا الأسبوع سيتضمن مطالب سعودية بإغلاق بعض هذه المنابر فى الدوحة». وعلى صعيد الأزمة الخليجية، قالت مجلة «المونيتور» الأمريكية، إن قرار سحب السفراء من قطر، وقرار مصر حظر حركة حماس، وسعى دول الخليج لعزل قطر التى تدعم جماعة الإخوان، تمثل ضربة جديدة لسياسات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، فى منطقة الشرق الأوسط. وأضافت: «أردوغان» فقد الكثير من نفوذه بسبب تخليه عن سياسة الحياد التى كانت تتبعها تركيا، من حيث موقفه المتشدد ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وموقفه من الإخوان فى مصر، ولم يعد يوصف فقط بأنه من المؤيدين للإخوان بل بأنه عضو رئيسى فى التنظيم الدولى لها. وأضافت أن «النظام الحالى فى السعودية وحلفاءه من الخليج سيمنعون أردوغان من لعب دور سياسى فى منطقة الشرق الأوسط، وسيكون لديهم دعم إضافى قادم من جامعة الدول العربية وبداية من مصر». وقالت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، أمس، إن قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر، الأول فى تاريخ دول مجلس التعاون الخليجى، بمثابة إشارة إلى أن المجلس وتوازن القوى فى الخليج بصدد تغييرات مهمة. وأضافت: الإدارة السياسية فى قطر أصبحت أمام خيارين، كلاهما صعب، فإما الإذعان التام لمطالب السعودية والإمارات، ما يكلفها خسارة العلاقة مع أركان الإدارة السابقة بمن فيهم الأمير الأب، أو المضى قدماً فى طريقها واستخدام حلفاء والد الأمير القطرى والخروج من مدار مجلس التعاون الخليجى. ورجحت المجلة ألا ينتهج الأمير الشاب السيناريو الأول، لا سيما فى ظل ما يكتنف طريقه من صعوبات تتمثل فى مواجهة أسرته بالإضافة إلى رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم صاحب النفوذ الكبير، واستدركت: «الخيار الثانى لن يكون سهلاً هو الآخر، إذ سيتعين على قطر التحالف مع إيران التى ترتبط معها بالفعل بروابط اقتصادية قوية، كما سيتعين عليها الاقتراب أكثر من سلطنة عمان التى تربطها هى الأخرى علاقة بإيران ولن يكون ذلك دون ثمن». ورأت المجلة أن الأزمة القطرية مع السعودية والإمارات تخلق عقبة سياسية أخرى أمام واشنطن التى تربطها علاقات استراتيجية مع الدول الثلاث، وتوقعت الصحيفة أن تشهد الأيام المقبلة انطلاق مساع بين دول مجلس التعاون للتوصل إلى نوع من التسوية السياسية لنزع فتيل الأزمة، معلقة: «أياً كانت نتيجة المساعى فإننا بصدد عهد سياسى جديد فى الخليج العربى ترسم فيه كل دولة على حدة مساراتها الخاصة، وسرعان ما تتهاوى فيه فكرة الوحدة، مهما بذلت السعودية من جهود مضنية لمقاومة هذا التهاوى». ووصفت صحيفة «حرييت» التركية التحالف القطرى - التركى، بعد قرار السعودية إعلان «الإخوان» جماعة إرهابية ب«الوحدة الثمينة»، قائلة: لم يعد لهما دور فيما يتعلق بدعم «الإخوان»، كما خسرا دورهما فى الصراع الدائر فى سوريا، وتابعت ساخرة: «قطر عليها أن تقدم المزيد من أجل هذه الوحدة الثمينة مع تركيا، بتخليها عن مقعدها فى مجلس التعاون الخليجى للانضمام إلى منظمة شنجهاى للتعاون جنباً إلى جنب مع صديقتها تركيا». من جانبه، قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الدكتور ماجد أنور عشقى، إن «المرسوم الملكى السعودى الذى اعتبر الإخوان وعدداً من المنظمات الأخرى على قائمة التنظيمات الإرهابية يشمل الأفرع الأخرى للجماعة فى دول أخرى، منها حركة حماس فى قطاع غزة وحركة النهضة فى تونس والإخوان فى مصر». وأضاف، فى مداخلة مع «بى بى سى»، أن «السعودية ليست ضد جماعات الإسلام السياسى إلا إذا قامت بممارسات إرهابية، وأن جزءاً من جماعة الإخوان يمارس العمل السياسى والدعوى، فيما يمارس جزء آخر الأعمال الإرهابية»، مؤكداً أنه على الإخوان فى «الائتلاف السورى المعارض» الذى تدعمه السعودية، إعلان تبرّئهم من ممارسات «التنظيم» فى مصر.