دخل المئات من إداريي وموظفي مكاتب الضرائب العقارية، بأول وثان ومركز مدينة المحلة الكبرى، في إضراب مفتوح عن العمل، احتجاجا على تعرضهم للهجوم من قَبَل مجموعة من البلطجية، ظهر اليوم الأربعاء، وللتنديد بتجاهل الجهات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة لاستغاثتهم، معبرين عن مطالبتهم بتوفير طواقم أمنية لحراستهم. كان العاملون بمكتب البريد قد تعرضوا لحالة من الفزع والرعب الشديدين بسبب نشوب مشادات ومشاحنات بين البلطجية من جهة وموظفي المكتب من جهه أخرى، أثناء محاولة البلطجية اقتحام المكتب بالقوة لسرقة الأموال وممتلكات العاملين الخاصة، كما وصلت الأمور إلى حد التشابك بالأيدي والسباب بينهم، ما دفع الموظفون إلى تحرير محضر بالواقعة ضد الباعة الجائلين بالسوق. وكان اللواء صالح المصري، مدير أمن الغربية، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز المحلة الكبرى، يفيد بوقوع هجوم من قبل مجموعة من البلطجية والباعة الجائلين على مأمورية تضم العشرات من موظفي الضرائب، أثناء تأدية مهام عملهم وتوريدهم لأموال المكتب في ذلك الوقت. على الفور تم تشكيل فريق بحث جنائي، قاده العميد خالد العرنوسي، مدير المباحث الجنائية، والعقيد هيثم عطا، رئيس فرق البحث بالمحلة وسمنود، والمقدم أحمد العايدي، رئيس مباحث المركز، وتبين من تحريات المباحث الجنائية أن وراء الواقعة محمد أبو رية، وشهرته أبو طارق، بائع متجول، بالاستعانة بمجموعة من زملائه من الباعة الجائلين بالسوق الكبير، والواقع بالقرب من نطاق حيز مكتب الضرائب، الذين قاموا بالاعتداء على موظفي المكتب وترويع أمنهم وممارسة أعمال البلطجة وفرض الإتاوات عليهم، وهم مدججين بالأسلحة النارية والبيضاء والشوم. حرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، والتي قررت سرعة عمل تحريات المباحث حول الواقعة. ومن جانبه أكد إبراهيم كحلة، وكيل مأمورية الضرائب العقارية بالمركز، ل"الوطن"، أن ما شهدته أروقة وساحة مكتب الضرائب من حالة رعب وفزع إثر معارك كر وفر بسبب تعدي البلطجية السافر، لم تكن الواقعة الأولى، لافتا إلى أن هناك وقائع كثيرة لم تتمكن فيها الأجهزة الأمنية من التصدي لمرتكبيها. وقال رضا الناحولي، موظف بمكتب الضرائب، إن البلطجية قاموا بتحطيم سيارات زملائه رفعوا الأسلحة والشوم في وجه الموظفين، وقاموا بتحطيم سياراتهم، محاولين الدخول بالقوة، ولكن سرعان ما تكاتف الموظفون لمجابهتهم والتصدي لهم بأنفسهم. وشدد علي عبد الله، رئيس مأمورية الضرائب، على أن هذا الاعتداء السافر لا يمكن السكوت عليه، ومن الواجب على الجهات الأمنية والتنفيذية اتخاذ موقف إيجابي حياله، مبينا أن البعض من الإداريين والموظفين بمختلف مكاتب الضرائب العقارية يهددون بالدخول في اعتصام مفتوح داخل مكاتبهم، والشروع في الامتناع عن الطعام لحين الاستجابة لمطالبهم ومواجهة ظاهرة الانفلات الأمني وتهديد أمنهم.