يُطلى وجهه بألوان الفرحة، ويرتدى ملابس مبهجة، ويضع فوق رأسه «باروكة» ذات خيوط ملتوية، ما إن تراه حتى تبتسم وتنسى كل هموم الدنيا، وتغوص فى عالمه الوردى، فشعره الأحمر إشارة منه إلى حبه للجميع، ووجهه المطلى بالأصفر يجعلك تشعر وكأنه قرص الشمس فى شدة وهجها، أما الأبيض الموجود فى جزء من ملابسه ووجهه وشعره فهو يشير إلى أن قلبه أبيض ويحمل الخير والحب للجميع. صامويل مزيد مرقص الشهير ب«عمو فرحان»، هو «بلياتشو» اعتاد أن يتجول بين المدن والمحافظات، ويقطع المسافات، بصحبة ابنه الوحيد «كركور» بهدف إضحاك الناس واستعادة الابتسامة التى غابت عن وشوشهم: «باسافر مدن كتير عشان أفرّح الأطفال، اللى الأحداث السياسية كبرتهم قبل الأوان بأوان»، «عمو فرحان» لا يظهر بوجهه الحقيقى أمام محبيه، فهم يفضلون وجهه المطلى بألوان متعددة فهذا الوجه يستمدون منه الابتسامة والفرحة والبهجة والأمل: «الناس بتحب تشوف عمو فرحان أكثر من صامويل». «عمو فرحان» يمتهن مهنة «البلياتشو» منذ قرابة عشرين عاماً، ولم يفكر يوما فى امتهان مهنة أخرى: «باحب البلياتشو زى ولادى، هو فى أحسن من إنك تفرح اللى حواليك»، لم تكن المسافات الطويلة عبئا على كاهل الرجل الخمسينى، فهو يعتبرها بمثابة فرصة لابتكار الأشياء الجديدة لتقديمها: «أنا وكركور بنُبدع فى السفريات الطويلة، بنعتبرها فرصة لاختراع حاجات جديدة»، ل«فرحان» فلسفة خاصة فى الحياة تجعله يقابل كل حزن أو أزمة بابتسامة: «عشان تفرح لازم تكون عينيك على مصدر الفرح، وهو ربنا سبحانه وتعالى، والإنسان اللى بيضحك دايما ربنا بيمد فى عمره». «بائع الفرحة» يقدم خدمة كبيرة للمجتمع فى الوقت الراهن «فالمصريون فقدوا الابتسامة اللى اتعرفوا بيها، الناس عاوزة اللى يساعدها ترجع زى زمان وتضحك من قلبها»، الرجل الذى يُدخل الابتسامة على قلوب من حوله، قد يكون حزينا ومع ذلك يضحك حتى لا يؤلم الآخرين: «الحزن والفرح مالهمش معاد، بنتى كانت بين الحياة والموت، وقررت أنزل، ما هو اللى يفرح الناس ربنا هيفرحه».