مع بدء التشاور لاختيار حكومة جديدة خلفاً لحكومة الدكتور حازم الببلاوى، فإن جميع التكهنات تشير إلى بقاء اللواء محمد إبراهيم -وزير الداخلية بالحكومة المستقيلة- فى منصبه، بل أكدت مصادر أمنية أن «إبراهيم» التقى المهندس إبراهيم محلب، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، فى ديوان وزارة الداخلية عقب إعلان «الببلاوى» عن خبر استقالة الحكومة. اللواء محمد إبراهيم أصبح محاطا بالمخاطر منذ إعلانه الحرب على الإرهاب الأسود الذى ظهر بقوة عقب انضمام الشرطة إلى إرادة الشعب فى ثورة 30 يونيو، وبالرغم من المخاطر التى طالته شخصيا بمحاولة اغتياله التى باءت بالفشل وحملة الاغتيالات التى طالت عددا من ضباط الشرطة وتحديدا ضباط جهاز الأمن الوطنى المسئولين عن ملفات الجماعات المتطرفة، فإن الرجل تمكن من محاصرة الإرهاب والقضاء عليه بشكل ملحوظ. تجديد الثقة فى اللواء محمد إبراهيم كوزير فى الحكومة الجديدة، بحسب المعلومات الموثقة التى أكدت خبر اختيار إبراهيم وزيرا للداخلية فى حكومة «محلب»، جاء نتيجة الجهود المضنية المبذولة من الشرطة طوال الفترة التى تولى فيها إبراهيم قيادته لوزارة الداخلية ونجاحه فى التصدى للعمليات الإرهابية الشرسة التى كانت تنال من الدولة واستقرارها. لم يضع اللواء إبراهيم، المولود بمحافظة السويس فى 10 أبريل 1953، نصب عينيه الرد على اتهامات منتقديه، بل مضى سريعا وبخطوات واسعة تدفعها العزيمة والإيمان بالمسئولية الوطنية إلى الأمام مدشنا صفحة جديدة فى تاريخ الشرطة المصرية على مدى تاريخها التى كللها بإعلانه أكثر من مرة عن أنه سيستمر فى حربه على الإرهاب حتى لو كانت حياته ثمنا لذلك. لكن إنجازات الرجل وانحيازه للشعب وحده درة تاريخه؛ فإنجازات «إبراهيم»، حسب وصف عدد كبير من الخبراء والقادة الأمنيين، لم يسبقه إليها أحد من سابقيه؛ فهو الوزير الوحيد الذى تمكن باحتراف شديد من النهوض بجميع قطاعات الوزارة جنبا إلى جنب، فهو يؤمن أن الوزارة لن تنهض من كبواتها إلا بتكامل أجهزتها كلها، وهو ما حدث ويحدث، تاركا آثارا إيجابية على معدلات الأداء الأمنى.