كم تمنيت أن يتولى منصب وزير الدولة لشئون الرياضة رياضى مصرى، سواء كان شهيراً أو لاعباً مميزاً، وتلك الأمنية كانت دائماً ما تراودنى بعد المشاكل الرهيبة والإدارة السيئة لوزارة مهمة مُهملة كانت «جراجاً» لوزراء الإعلام والسياحة، وبعد إعطاء الفرصة للرياضيين لتولى مهام الوزارة تنفسنا الصعداء، وأدركنا أنها عادت إلى أبنائها لتكتب بداية جديدة بتاريخ جديد بتولى المهمة لواحد من المطبخ الرياضى، وابن من أبناء الرياضة وهو طاهر أبوزيد، ولكن للأسف جاء أداء الوزير الرياضى أضعف ممن سبقوه، بل الأسوأ فى تاريخ الوزارة، ولم يقدم سوى المشكلات والأزمات، بل زاد من أوجاع الرياضة كلها. الوزير أبوزيد جاء لينتقم فقط من أشخاص بعينهم، دون أن يهتم برياضة الدولة، وفتح الوزير وزارته «عزبة» أمام محبيه من الإعلاميين والصحفيين الذين ينفذون ما يريد، مقابل منحهم بعض الامتيازات، ومنها منح البعض منهم تصاريح إنشاء اتحادات مخالفة للقانون، رفض الوزير السابق المحترم العامرى فاروق، الاعتراف بها. وفى عهد «أبوزيد» أيضاً وُزعت منح الوزارة على الأندية التى يرضى عنها فى عزبته فقط، فى حين منع أموال الدولة عن الأندية التى لا يريد التعامل معها. طاهر أبوزيد اعتقد أن وزير الرياضة «عُمدة فى كفر الرياضة»، وأدار العزبة، أقصد الوزارة، بفكر العُمَد، وجاء فشله فى أزمة البث وحل مجلس إدارة الأهلى كبيراً، ولم يمتلك الشجاعة لتقديم استقالته التى لا يملك أن يعلنها، رغم شعوره بالفشل بعد أن تم إسناد المهمة إلى وزير الشباب خالد عبدالعزيز وأنجزها، ليستمر «أبوزيد» فى منصبه مذلولاً مُجرداً من اختصاصاته، ولم يختفِ من المشهد، بل زاده مما سبق رغبة فى الانتقام أكثر وتحول إلى وحش قائلاً للجميع: «أنا هافرم أى حد». مع الأسف طاهر أبوزيد لا يستطيع فرم بعوضة، لأنه دائماً يعتمد على غيره، وهى طبيعة شخصية أعرفها عنه، لقد عملت معه كثيراً وقتما كان يتشدّق بمحاربة الفساد قبل أن يشارك فيه ويدمر الرياضة المصرية. إن «أبوزيد» يحتاج إلى اختبار نفسى، فإذا كان وزير الرياضة يؤكد أن تجميد الرياضة المصرية يوفر 300 مليون جنيه للغلابة، فلا عجب، فهذا هو فكره، وقوله إن بعثات الرياضة المصرية تسافر إلى الخارج «للتنزه والفُسحة»، لا غرابة فيه خالص، لأنه سافر إلى إيطاليا مع منتخب مصر فى كأس العالم 90 «للتنزه والفُسحة» وهو يعلم ذلك، وإذا أعلن منذ أيام انتهاء «فيفا» وأن الاتحاد الدولى لا يملك سلطاناً على مصر، فهو طاهر أبوزيد الذى اغتر بنفسه ليواجه «بلاتر»، على اعتبار أن «بلاتر» يدعم حسن حمدى والخطيب، ومشكلة الوزير فى هذا الثنائى الأهلاوى. وعلى مسئوليتى الشخصية أقول إن «أبوزيد» سيفعل أى شىء لتشويه صورة «حمدى والخطيب» وبأى شكل، ليدارى فشله فى عدم الوجود فى إدارة الأهلى، فالوزير الذى فشل فى حصد أصوات الجمعية العمومية للأهلى ينتقم من الجميع، بمن فيهم النادى العريق، وللأسف يأتى اختيار الوزراء فى الرياضة، بناءً على الفشل، والدليل أن اختيار حسن صقر سابقاً كرئيس للمجلس القومى للرياضة جاء بعد فشله فى انتخابات الزمالك وسقوطه وهزيمته على مقعد النائب، بعدها تم تكريمه بتولى الحقيبة الوزارية لينتقم من الزمالك، وبنفس الأسلوب تم اختيار «أبوزيد» الذى لا يمتلك أى مقوّمات، بداية من المؤهل الدراسى (معهد أربع سنوات)، ونهاية بأنه لاعب كرة قدم فقط، لا أنكر أنه كان موهوباً، ولكن فاروق جعفر وحسن شحاتة ومحمود الخطيب مواهب أكبر، لذلك لا أعرف سبباً واحداً لإسناد وزارة بحجم الرياضة إلى «عمدة»، يذهب إلى مقر وزارته فى تمام الثانية عشرة مساءً، تاركاً الإدارة لعماد البنانى، رئيس المجلس القومى للرياضة السابق، الذى يُعد الآمر الناهى، بينما «أبوزيد» مجرد صورة فقط، والكل يعلم ذلك داخل الوزارة. كنت أتمنى أن يحترم «أبوزيد» نفسه ويقدم استقالته بعد أن أصبح وزيراً بالاسم فقط، وبعدما أسندت كل الملفات الشائكة إلى وزير الشباب، ومع ذلك، وبكل برود، استمر على الكرسى ل«يفرم وينتقم» دون أن يعلم أنه فرم نفسه أولاً، ورمى نفسه وبيده فى مزبلة التاريخ، بعدما عرّض الرياضة المصرية لمشاكل لا يفعلها إلا «عمدة» فاشل يتعامل مع «خفر وفلاحين وعبيد»، وفق نظرته إليهم، يمر بينهم وهو يمتطى حماره الأبيض، يأمر فيطاع، هذا العصر انتهى، والرياضة المصرية كذلك انتهت، بمشاكل ومصالح شخصية، ولا عزاء للرياضيين، وفى النهاية لا نملك سوى أن نقول «يا ريتك يا أبوزيد ما غزيت».