م الآخر| شعب لا يعجبه العجب!

الشعب المصري لا يعجبه العجب، فمنذ أيام كثيرة وأنا أتابع كل القنوات والبرامج، ورصد أراء الناس في الشارع وأيضًا الجرائد، وأستمع لأراء الناس بنفسي في وسائل المواصلات وعلى المقهى، كما أستمع إلى المحلليين والسياسيين والناشطين، والثوريين والاستراتيجيين والحقوقيين، "وكل أييين".
وسبحان الله الكل أجمع وتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية أولًا، وأيضًا طالب الكثير في آخر اجتماعاتهم مع الرئيس، أن يطالب النائب العام من التحقق مرة أخرى من ملفات الطلبة المقبوض عليهم في أحداث الجامعات الأخيرة، وإذا لم يجد على أحد منهم اتهام فاليفرج عنه.
وعنها قام الرجل المحترم المستشار الجليل السيد الرئيس، وألقى خطابًا كعادته مختصر يحتوي على كل شيء بأقل الكلمات، وتحدث الرجل عن أربع نقاط وهم:
1- أدان الأحداث الإرهابية الأخيره التي تعرضت لها البلاد، وتوعد الإرهابين ولوح باستخدام إجراءات استثنائية إذا تطلب الأمر ذلك.. "ونخلي بالنا أوي من ذلك دي".
2- أصدر قراره بتغيير خارطة الطريق على أن تكون الانتخابات الرئاسية أولًا ثم تتبعها البرلمانية.. "زي ما كتير من الناس طلبت وخصوصًا من يؤيد أن يترشح سيادة الفريق السيسي للرئاسة".
3- خاطب النائب العام بمراجعة ملفات الطلاب المقبوض عليهم، والذين قيد الاحتجاز في أحداث الجامعات، وإذا وجد أن هناك من ليس لديه تهمة فيقرر الأفراج عنه.. "والله العظيم عداه العيب السيد الرئيس".
4- خاطب رئيس محكمة الاستئناف بزيادة عدد دوائر المحاكم، لانجاز المحاكمات لمتهمي الجماعة الإرهابية وغيرهم.. "يعني السيد الرئيس لم يتدخل، ولا أمر ولا أي شئ، وده كان مطلب ناس كتير بردو، ومنهم شعبنا الطيب اللي كان قدام مديرية أمن القاهرة بعد التفجير الأخير، بيبكي على ما حدث، ويتسأل أين المحاكمات؟ ولماذا لم يتم الفصل فيها حتى الآن؟".
وبعد خطاب السيد الرئيس، قولت أشوف الناس بتقول إيه علي البرامج المختلفة، ولقيت ما هوا متوقع من شعبنا اللي لا يعجبه العجب.. واحد يقول إزاي الرئيس يلوح باستخدام إجراءات استثنائية، هو إحنا رجعنا أيام مبارك ولا إيه؟.. وآخر يقول آه أنا بقى هقولك هي خارطة الطريق اتغيرت ليه؟ لآن الرئيس يميل إلى أن يتولى الفريق السيسي الرئاسة.. ويرد عليه واحد تاني ويقول له: يعني لو كان السيد الرئيس جعل البرلمانية الأول، كنتوا قولتو الرئيس طابور خامس ومع الأخوان، يقوم يرد عليه واحد بقى وده اللي جاب الآخر، وقالك: عمالين بس تقولوا إن الرئيس مستشار ورجل قضاء، هو فيه رجل قضاء يسمح بالتدخل في القضاء؟ إزاي الرئيس يعطي توجيهات للنائب العام ولرئيس محكمة الاستئناف؟.. والمذيع يا عيني يحلف أن الرئيس لم يعطي توجيهات، الرجل المحترم فقط طلب من النائب العام إعادة النظر في الملفات، وأن تزيد عدد الدوائر، علشان تأخير القضايا وسرعة الفصل فيها، وبردوا هو مصمم أن الرئيس تدخل، وذكرني ذلك بقصة "جحا وابنه والحمار الجديد".
بيقولك إيه بقى، ذهب جحا وابنه لشراء حمار جديد من السوق، وبعد شرائه ركب جحا وابنه الحمار، فلما رأهم الناس قالوا شوفتوا جحا المفتري ركب هو وابنه فوق الحمار الغلبان، فنزل جحا وركب ابنه فقالوا الناس شوفتوا ابن جحا لم يرحم والده، وركب لوحده الحمار، فنزل ابنه وركب جحا الحمار، فقال الناس شوفتوا جحا المفتري ركب الحمار لوحده، وابنه ماشي على رجليه، فنزل جحا وابنه وحملوا الحمار على أكتافهم، فأدخلهم الناس مستشفى المجانين!.
ولذلك فعلينا بالصبر، ونذكر ما طالبنا به الآخرون، وأن نصبر حتى يتحقق، فلا يوجد من يملك عصا سحرية لحل مشاكلنا، ولا يوجد من سيجلس على كرسي الرئاسة؛ ليرضي الجميع.. فالصبر ثم الصبر ثم العمل، فالأمم تبنى بالعمل والجهد والعلم والصبر، ولا تبنى بالنقد الدائم والسخط.. ولكي الله يا مصر.