يولد جميع الأطفال على الطبيعة الطيبة للبشر، فتكون الرحمة والمحبة والعطاء شيء فطري لديهم، لكن مع بدء مرحلة اللهو تبدأ هذه الفطرة تتبدل رويدًا رويدًا، لكن المثل الشعبي الذي يقول بأن "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" فعلي، وهناك معايير على الأم والأب اتباعها لتعليم الطفل كيف يعطي دون مقابل، وكيف يساهم في المشروعات الخيرية، فتلك الصفة ستسمر معه طوال العمر، فيصبح رجلا أو امرأة كريما يعطي للمحتاج ما ينقصه. وللأعمال الخيرية والتبرع أنواع كثيرة لا تحصر في الأموال فقط، فوفقًا للخبير التربوي ديبورا سبايد، فإن الأعمال الخيرية تعطي دفعة قوية للأمام لاحترام الذات وتقدير ما يفعله الطفل، نظرًا لما يحققه من تغيير في حياة شخص ما، ويؤكد سبايد على أن الأطفال قبل سن المراهقة لا يعون قيمة الأموال الحقيقية، فيفضل أن يشتروا خبزا ويقوموا بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين، وبالتالي يعي الطفل أنه يساعد عددا من الأشخاص الذين لا يجدون قوت يومهم، هو بالتالي يشارك في خلق عالم أفضل. ويقول سبايد إن فكرة العطاء لا تعتمد على تفتح وعي الطفل بأن هناك بشرا يعيشون بلا مأوى أو ملبس، ولكن تعتمد على أن الطفل لديه قدرة على تغيير العالم، وبالتالي سيحب المشاركة فيما يفعل، والحديث أيضًا بشكل مباشر عن الفقراء والمسنين أمر غير مرغوب به، ولعل أفضل الأوقات لذلك حينما يمر الطفل على رجل مسكين، فتشرح له الأم معاناة الفقراء ومن هم بلا مأوى، وعند زيارة الأقارب المسنين تشرح أيضًا الأم أن الرجال الكبار يحتاجون رعاية نظرًا لكبر السن وعدم قدرتهم على رعاية أنفسهم. تسهم الأعمال الخيرية في بناء طفل واع بمشاكل مجتمعه، يعرف أن لديه قدرة كبيرة على تغيير العالم وتحسين أوضاع الكثير من المشردين، وتتنوع الأعمال الخيرية في تنظيف البيئة، مساعدة المحتاج بالمأوى والطعام والتعليم، مساندة كبار السن، واليتامى، والمرضى، ويقول سبايد على الرغم من أن الأبوين يشقيان ويأخذان من وقتهما لتعليم أطفالهما الخير إلا أن العائد الأكبر سيكون عليهما عندما يبرّ بهما أطفالهما.