كشف ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، عن أنه سيترأس وفداً إلى سيناء بعد غدٍ الجمعة، من أجل فتح باب للحوار مع الجماعات التكفيرية والجهادية هناك، ولفت إلى أنهم وضعوا برنامجاً دعوياً موجهاً للشباب لمواجهة الأفكار المتطرفة المنتشرة هناك. وأشار برهامى، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، إلى أن التكفير يتولد لدى الشباب المحب للدين بالتدريج، وهو ما يترتب عليه بعد ذلك اقتناعه بهذه الأفكار، بعد اختلاطه ببعض المتشددين، وشدد على أنه سيعتمد على أن هذا الشباب لديه نوع من الفهم والحوار لتغيير هذه المفاهيم، خصوصاً أنه لم تعد هناك أرضية لمثل هذه الأفكار كما كان فى النظام السابق. ووصف الحوار مع الجماعات التكفيرية والجهادية ب«المفيد»، وقال: هناك تكفيريون لم يحملوا السلاح ولم يرتكبوا عنفا، كما أن هناك من حمل السلاح ولم يسفك دماء، والحوار مع هؤلاء أجدى وأفضل من استخدام العصا الأمنية، وأضاف، ما شجعنا على الحوار هو نفى تلك الجماعات ارتكاب عنف وعدم تبنيهم لهذه المواقف وتأكيدهم أنهم لا يستهدفون الجيش. وتابع: نحن نؤمّن هذا النفى ونرسل رسائل لهم فحواها: «هل تقبلون التواصل معنا؟ فقد نكون أقرب الناس لكم فكرياً ونتفق فى كثير من النقاط بحيث إن قضية العنف تنبذ نهائياً بعد ذلك». وفى رده حول إمكانية أن يكونوا حلقة وصل بين الجماعات التكفيرية والجهادية فى سيناء وبين الرئيس محمد مرسى، قال: «نقبل ذلك، لكننا حتى الآن لا نعرف ماذا يحدث على الأرض، وهناك جماعات ليست تكفيرية»، واستشهد بفترة اعتقاله عام 2002؛ حيث وجد ضمن المقبوض عليهم فى أحد التنظيمات السيناوية «راعى غنم لا يقرأ ولا يكتب ولا يعرف شيئا عن فكر التكفير ولا الجهاد، وأتت به السلطات من الصحراء إلى عنبر التكفير، واكتشفنا أنهم ليسوا تكفيريين ولم يحملوا سلاحا يوماً، وأبلغنا عنهم إدارة السجن لنقلهم إلى مكان آخر حتى لا يتحول بمضى الوقت إلى تكفيرى». فى سياق متصل، كشف مصدر بارز فى الدعوة السلفية عن اتجاه لإنشاء معهد «الفرقان للعلوم الشرعية بسيناء»، خلال الشهور المقبلة لوضع حد لهذا الفكر، على حد تعبيره. وأضاف المصدر أن الدعوة قررت قبل أحداث رفح الأخيرة إنشاء المعهد ليكون «سيفها المسلول» هناك لمحاربة هذا الفكر ونشر السلفية الصحيحة فى المنطقة، وكشف عن وجود ترتيب لرحلات عدة إلى سيناء بالتبادل بين المشايخ السلفية فى الإسكندرية غرضها رفع الوعى الفكرى الإسلامى ومحاربة الفكر التكفيرى. واتهمت المصادر الجهات الأمنية بأنها تحاول عرقلة تنفيذ مشروع الشيخ برهامى فى سيناء، عبر تأجيل سفر شيوخ الدعوة إلى هناك عدة مرات بدعوى عدم إمكانية تأمينهم.