سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف: «خطوط اتصال» بين الجماعات الإسلامية والتكفيريىن «الزمر»: أخبرناهم أن الأبواب فُتحت لمن يريد أن يعبّر عن رأيه ونشر دعوته.. و«برهامى»: ألقيت بنفسى محاضرات فى حضور عناصر التكفير
كشف عدد من رموز التيار الإسلامى عن وجود اتصالات وسابق معرفة بكوادر وقيادات جهادية وتكفيرية فى سيناء، وتنظيم رحلات أخذت شكل القوافل الدعوية، فى فترات سابقة، اتجهت نحو سيناء، فى محاولة لاحتواء تلك المجموعات، والعمل على ضمها لتياراتها وجماعاتها، بعد تهذيب أفكار هؤلاء للتماهى مع أفكار ومناهج تلك الجماعات. الأخطر من ذلك أن بعض قيادات الجهاد والجماعة الإسلامية أكدوا ل«الوطن» على سابق علمهم بأن هناك علميات ستقع فى تلك المنطقة، من قبل مجهولين لديهم. وقال عبود الزمر، القيادى فى الجماعة الإسلامية، إن معلومات توافرت لديهم عن حدث كبير، ستشهده المنطقة، مشيرا إلى أن إسرائيل أرسلت تلك الإشارة لرعاياها، لعودتهم إلى الأراضى المحتلة قبل هذا الحدث، وكشف «الزمر» عن فعاليات نظمتها الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية فى سيناء تشبه «قوافل دعوية» وصلت العريش على أساس ما تردد عن أن هناك عناصر متشددة فى هذا المكان، وتابع: حضر عدد من الدعاة من الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية وتحدثوا حول قضية وسطية الإسلام وحول التغير والتحول الجديد للجماعة الإسلامية التى كانت تتبنى العنف فى مرحلة من المراحل ونصحت كل من يحمل السلاح بالتخلى عن هذه الأفكار والاتجاه نحو التحول الجديد الذى حدث. وأضاف «الزمر»: أخبرهم دعاتنا أن الأبواب فُتحت لمن يريد أن يعبر عن رأيه وعن دعوته ولمن يريد تشكيل حزب، ما يجعل فكرة حمل السلاح على الحكومة غير منطقية، لأننا أخذنا حقنا فيما يتعلق بالحرية والدعوة، فى محاولة واضحة من الجماعة للعمل على جذب هؤلاء إلى جماعاتهم. وكشف الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، ل«الوطن»، عن أن الدعوة فى العريش أجرت حوارات وألقت محاضرات ودروساً مكثفة للتصدى لأفكار الجهاد، وانتشار البذور التكفيرية فى سيناء، وقال: «ألقيت بنفسى محاضرات فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فى العريش بحضور عناصر التكفير، لكنهم كانوا يفرون من المواجهة الفكرية، لأنهم عجزوا عنها». أما الشيخان أسامة قاسم وهشام أباظة، القياديان بتنظيم الجهاد، فكشفا عن وجود معلومات لدى التنظيم بشأن هجمات ما ستقع، قبل ذلك الحدث ب24 ساعة، وقال «قاسم» إنه حصل على معلومات يوم السبت، قبل 24 ساعة من «هجوم رفح»، عن نية بعض العناصر التى وصفها ب«المدفوعة»، فى الترتيب لأعمال هجومية شرق العريش، وأشار إلى أنه لم يكن يعلم تفاصيل محددة بشأن الهجوم، مضيفا أن جماعة الجهاد كانت تجهز بيانا عاجلا موجها للسلطات والأجهزة الأمنية، يحتوى على المعلومات التى وردت إليها بشأن ترتيبات الهجوم الإرهابى، لكن السرعة التى نفذت بها العملية خالفت توقعاتنا، موضحاً أن تلك العناصر المنفذة للحادث يمكن أن تكون متوطنة بشكل كبير فى مدينة رفح المصرية. وأوضح «قاسم» أن «هناك بعض الإخوة فى الجهاد، وأنا منهم، اقترحوا أن نتواصل مع هؤلاء لكى نعرف رأسنا من رجلينا، لكن الظروف لم تسعفنا، وقصرنا فى حقهم، وكانت عندنا خطة للتواصل مع الجهاديين فى سيناء، لكن المستجدات على الساحة وكثرة الأحداث استغرقتنا دون أن نذهب حتى لو زيارة واحدة»، وأقر «قاسم» بأن هناك مجموعات بها تشدد تميل لتكفير مؤسسات الدولة مثل الجيش والقضاء والشرطة، الذين لهم دخل بمسألة الحكم بغير ما أنزل الله وأنها تنفذ القوانين الوضعية، تمنى أن يسمح لهم الوقت بالتواصل معهم ومحاولات معرفة وجهة نظرهم. ولم ينف الزعيم الجهادى وجود بعض العناصر المنتمية لتنظيم «السلفية التكفيرية» شمال سيناء ومنطقة شرق العريش، ولكنه لا يعلم سر اتجاههم لتنفيذ تلك الأعمال حاليا، الأمر الذى يزيد من صعوبة «نهضة الدولة المصرية»، مستبعداً انتماء تلك العناصر لتنظيم «القاعدة»، وأشار إلى أن استراتيجية وآلية تنفيذ الحادث لا تشيران لتورط أصابع «القاعدة» فى الحادث. ولفت «قاسم» إلى أن استراتيجيات هجوم «تنظيم القاعدة» تستهدف المواقع الاستراتيجية الجماهيرية والاجتماعية، مثل ما حدث فى تفجيرات برجى التجارة العالمى (سبتمبر 2001)، ولم تتجه مطلقاً نحو استهداف جنود حدودية أو معسكرات للأمن المركزى، موضحاً أن تلك «الجماعات» غالباً ما تميل إلى العمليات للتعبير عن رفضهم ل«الشرعية السياسية»، حسب وصفه، مشيراً إلى أنها جماعات تعتبر العمل السياسى من «المحظورات الشرعية»، ويرى بعضهم أنه دون جدوى، ويسعون بتلك العمليات نحو الجنوح بمصر إلى سيناريو «تسعينات الجزائر». وصنف هشام أباظة، القيادى الجهادى، انتماء تلك العناصر لجماعات تكفيرية بعيدة عن منهج «أهل السنة والجماعة»، موضحاً أنه حصل على معلومات بشأن الأعداد الضئيلة لتلك الجماعات، التى ضمت إلى صفوفها عناصر إجرامية هاربة من جرائم جنائية فى أعقاب الثورة، احتمت بجبال سيناء وتحديداً منطقة «جبل الحلال»، الأمر الذى منحها القوة لتدعيم صفوفها، فضلاً عن تمتعها بإمكانيات واسعة تسهل عليها تنفيذ مثل تلك العمليات، وشدد على أن هذه المجموعات ليست هى المعروفة لدى الجهاديين، وليسوا من الذين اعتقلوا على خلفية «أحداث طابا ودهب وشرم الشيخ»، لكن هناك علامات استفهام كثيرة، مشيرا إلى أنها يمكن أن تكون مخترقة.