لعقود طويلة بعد الحرب العالمية الثانية، اشتعلت الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، حيث كان صراعا مركزيا بين نظامين متناقضين، بين الرأسمالية الغربية وأنظمتها الديمقراطية من ناحية، والديكتاتورية والبيروقراطية التي اتبعها الاتحاد السوفيتي وبلدان أوروبا الشرقية الخاضعة لنفوذه من ناحية أخرى، وهو ما تسبب في الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي أدت لقمع حركة "ربيع براغ" التي نادت بالديموقراطية في تشيكوسلوفاكيا، فتسببت في اجتياح القوات السوفيتية للبلاد "ربيع براغ".. هو المرحلة التاريخية التي حاول خلالها الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي أن ينتهج اتجاها إصلاحيا أو أقرب ل "الليبرالية"، عُرف بتسمية "الاشتراكية ذات الوجه الإنساني"، حيث بدأت في 5 يناير 1958، بوصول الإصلاحي ألكسندر دوبتشيك للسلطة، وانتهت في 21 أغسطس 1968، بعد غزو قوات الاتحاد السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا. اليوم، يمر 44 عاما على غزو الاتحاد السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا، وفي ظل موجة الثورات التي اجتاحت الشرق الأوسط، عادت بعض الأحداث التاريخية الموازية للذاكرة، وكان منها غزو تشيكوسلوفاكيا، حيث كان الغزو مسبوقا بحركة إصلاحية تنادي بالديموقراطية. ويرى بعض المحللين السياسيين، وخاصة في التشيك وسلوفاكيا، أنه من الصعب تناسي ما وقع من أكثر من 40 عاما. في أغسطس 1968، اجتاحت الدبابات الروسية شوارع "براغ" في تشيكوسلوفاكيا، وهو ما تسبب في وحدة الملايين في العالم في نضالهم من أجل خلق عالم جديد مختلف يخلو من سيطرة وقمع الدولة. استمرت القوات السوفيتية في تشيكوسلوفاكيا حتى عام 1991، أي بعد حوالي عامين من "الثورة المخملية السلمية"، التي أطاحت بالنظام الشيوعي، وفي عام 1993، استكملت تشيكوسلوفاكيا انفصالها عن النظام المخملي، والذي أسفر عن ظهور دولتين مستقلتين هما جمهورية التشيك وسلوفاكيا. منذ عدة سنوات، تقدم الرئيس البولندي السابق فويشيش ياروزلسكي، الاعتذار الأول من نوعه، عن دوره في الأحداث التي أدت إلى الغزو الذي قاده الاتحاد السوفيتي ضد تشيكوسلوفاكيا.وقال ياروزلسكي، البالغ من العمر 82 عاما، إنه مازال يشعر بالتمزق والأسى، بسبب قراره بإرسال القوات البولندية لسحق الحركة المطالبة بالديموقراطية، والتي عُرفت ب "ربيع براغ".