وجه وزير الخزانة البريطاني، جورج أوزبورن، اليوم تحذيرا شديد اللهجة لشركائه الأوروبيين بأن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي إذا لم يقم الاتحاد بإصلاحات اقتصادية وسياسية واسعة. وتأتي تعليقات وزير الخزانة البريطاني مع محاولة قيادة حزب المحافظين إعادة تقييم موقف بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد تقديم 95 عضوا في البرلمان البريطاني خطابا يدعون فيه بامتلاك بريطاني حق النقض الفيتو على قرارات الاتحاد الأوروبي. وأكد الوزير البريطاني أن الاتحاد الأوروبي يعاني من نقص مزمن في المنافسة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأوروبي توقف خلال السنوات الست الماضية، بينما سجل الاقتصاد الهندي نموا بنحو الثلث والاقتصاد الصيني بنسبة 50%. وقال أوزبورن في مؤتمر في لندن إنه فهم أن هناك حاجة للتغيير، وخاصة مع مزيد من التكامل الاقتصادي والسياسي من قبل دول الاتحاد الأوروبي في منطقة اليورو، التي تهدف إلى منع تكرار الأزمة الأخيرة. وحذر قائلا "إذا كنتم لا تستطيعون حماية المصالح الجماعية للدول غير الأعضاء في منطقة اليورو، فإنهم سيضطرون للاختيار بين الانضمام لليورو، وهو الأمر الذي لن تفعله المملكة المتحدة، أو مغادرة الاتحاد الأوروبي". وتابع: "أعتقد أنه ليس من مصلحة أحد أن تضطر بريطانيا للاختيار بين الانضمام لليورو أو مغادرة الاتحاد الأوروبي". وقال "لا نريد الانضمام لليورو، ولكن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي الذي نجح في الاصلاح سيكون سيئا لبريطانيا. وأيضا مغادرة دولة بحجم بريطانيا سيكون أمرا سيئا جدا للاتحاد الأوروبي". وأوضح وزير الخزانة البريطاني أن أكبر المخاطر الاقتصادية التي تواجه أوروبا لا تأتي من أولئك الذين يريدون الإصلاح وإعادة التفاوض. بل إنها تأتي من الفشل في إصلاح وإعادة التفاوض." وأكد أن هناك خيارا بسيطا لأوروبا هو إما الاصلاح أو الهبوط الاقتصادي.