ارتدى أفضل ما عنده، وتوجه إلى حديقة الحيوان في قمة الحماس.. اتجه إلى عامل التذاكر وسأله.. هو: مكتب المدير فين حضرتك، أنا عايزه بخصوص... انتفض الرجل من مقعده، وهب واقفًا قبل أن يكمل جملته، وأصر على أن يوصله إلى المدير بنفسه؛ فمشى معه متعجبًا حتى وصلا مكتب المدير، ورأى الرجل يميل برأسه على الساعي ويقول له بصوت منخفض.. عامل التذاكر: بلغ المدير إن الباشا المفتش وصل ازدادت دهشته، لكنه آثر الصمت إلى أن دخل إلى المدير الذي استقبله بحفاوة بالغة. المدير: شرفتنا يا فندم، المكتب نوّر هو: المكتب منور باصحابه المدير: يبقى زاد النور بحضرتك، تحب تشرب إيه سيادتك هو: مفيش داعي المدير: ودي تيجي، لازم تشرب حاجة هو: أمري لله.. شاي المدير: شاي إيه بس، وده مقام حضرتك!! هو: يا سيدي أنا عايز أشرب شاي المدير (يضغط على الديكتافون): شاي سكر بره يا حسن هو: أنا كنت جاي عشان... المدير (مقاطعًا): أنا عارف كل حاجة، ثواني تشرب الشاي ونقوم نلف على الجنينة كلها سوا هو: وأنا مالي ومال الجنينة كلها، أنا جاي للقرد المدير (مرتبكًا): أيوه ما هو أصل... هو: أصل إيه؟ هوه فيه إيه؟ المدير: لا مفيش حاجة، بس هو الموضوع يعني... هو: إيه يا فندم، أنا مش فاهم حاجة.. الوظيفة لسه فاضية ولا لأ؟ المدير: وظيفة إيه؟ هو: الوظيفه بتاعة حارس القرد المدير (وقد تبدلت لهجته): لا هو إنت جاي عشان الوظيفة؟ هو: أيوة.. أومال حضرتك كنت فاكر إيه؟ المدير: فاكر إيه نهارك زي وشك.. سك على الشاي يا حسن هو (وقد أحس بالغدر): الله الله الله.. ليه كده يا فندم؟!! المدير: بقى منشف دمي من الصبح وعمال أقولك حضرتك وسيادتك وفي الآخر تطلع عايز وظيفة؟ هو: وهو عيب يا فندم، وبعدين حضرتك بتكلمني كده ليه؟!!.. فيه شغل اشتغل مفيش أمشي من غير قلة ذوق المدير: أنا قليل الذوق؟!! هو: آسف يا افندم.. بس حضرتك غيرت معاملتك فجأة وقعدت تزعق، فخرجت عن شعوري المدير: لا شعورك ولا شعوري.. الوظيفة خلاص بح هو: طب مفيش شغل تاني؟ المدير: لأ هو: أي حاجة ساعي حتى المدير: يحنن.. غور بقى هو: طيب يقوم من على كرسيه محبطًا، فيتعثر وتقع منه أوراقه، وعندما يبدأ في لملمتها، يتحدث المدير في المحمول.. المدير: أيوة يا دكتور إيه الأخبار؟.. يعنى إيه؟ كده المدة طالت والعلاج ما جابش نتيجة.. حاول يا دكتور لازم تنقذوا حياتها دي غالية عندي قوي..أنا مستعد أدفع اللي إنت عايزه بس تعيش.. ربنا معانا جميعًا مع السلامة هو: ألف سلامة على بنت حضرتك المدير: بنتي مين؟ هو إنت لسه ما مشيتش هو: ماشي أهوه (محدثًا نفسه: راجل غتت) ويستوقفه المدير فجأة المدير: استنى عندك هو: اللهم طولك يا روح (ولنفسه: على هذا اللوح) المدير: إنت عايز تشتغل؟ هو: مش حضرتك قلت مفيش شغل؟!! المدير: لأ فيه.. بس أقعد ارتاح هو (في سره): عليا النعمة الراجل ده مجنون يقوم المدير ويدور حوله هو: فيه حاجة يا أستاذ؟!! المدير: بصراحة يا ابني أنا ما عنديش غير وظيفة واحدة هو: عارف.. حارس قفص القرد المدير: هيه شغلانة شبهها.. بس غريبة شوية هو: هاشتغل قفص يعني؟ المدير: لأ.. قرد هو (ثائرًا): عليا النعمة إنت راجل ضارب.. قرد؟!!.. قرد يا راجل يا خروف المدير: اهدى بس هو: أهدى إيه بس؟.. سلامو عليكو يا عم المدير: استنى بس هو: استنى إيه؟!!، أستنى لما تسلسلني وتسرح بيا في الموالد!! المدير: اسمعني بس الأول هو: غرد يا بلبل المدير: إحنا عندنا هنا غوريلا نادرة جدًا هو: ودي هاتجوزوها لي بقى إن شاء الله؟!! المدير: ما تهمد بقى وتسمع.. الغوريلا دي كانت أهم مصدر بيدر دخل للحديقة عشان نوع نادر جدًا هو: لخّص المدير: الغوريلا دي يا سيدي جالها مرض صعب هو: ربنا يشفيها ويشفيك.. كمل المدير: بعتناها تتعالج بس يظهر مفيش فايدة.. الدكتور لسه مكلمني قدامك وقال إن الحالة بتتأخر.. لو حد عرف هاروح في ستين داهية، أنا هاديك المبلغ اللي تطلبه هو: أي مبلغ؟ المدير: أي مبلغ هو: 700 جنيه في الشهر المدير: مش كتير؟ هو: خلاص أروح المدير: طيب طيب.. موافق هو: 750.. ولا أقولك 800 جنيه المدير: ماشي بس مفيش مليم زيادة هو: فاهم فاهم.. هما 900 جنيه بس المدير (كاظمًا غيظه): بص يا سيدي.. حضرتك هتلبس البدلة دي (يريه بدلة كاملة لقرد كبير من نوع الغوريلا)، وهتقعد في القفص، وأنا هقول إنك قرد جديد لسه واصل هو: طب ولما الليل يليل يا فكيك المدير: عادي.. إنت هاتيجي الساعة 6 الصبح تلبس البدلة وتدخل القفص، وبعد ما تقفل الجنينة آجي أنا وأخرجك، وتروح يا عم هو: اتفقنا.. بس أقبض مقدم.. إيدك على 1000 جنيه المدير يلقيه بالكرسي.
