جرت العادة أن تبدأ استعدادات محال الحلويات لموسم عيد الفطر مع بداية العد التنازلى لانتهاء شهر رمضان، وذلك بعد شراء المحال للدقيق والسمن فى العشرة أيام الأولى من رمضان، غير أن الاستعدادات هذا العام اختلفت كثيراً عن ذى قبل، فالأمر لم يستغرق من معظم المحال سوى أيام قليلة، تحديداً قبل بدء الخمسة أيام الأخيرة، بسبب توقعهم لضعف الإقبال على الشراء، وهو ما حدث بالفعل، على حد زعمهم. وائل فتح الباب، صاحب أحد محال بيع الكعك فى منطقة الجيزة، توقع هو والعاملون فى المحل أن يقل الإقبال، لكنه لم يتوقع أن تصل حالة الركود إلى هذا الحد، فعلى الرغم من ارتفاع الأسعار بنحو جنيهين فقط عن العام الماضى، وفى بعض الأصناف ظلت الأسعار كما هى، فإن الإقبال يعد ضعيفاً فى الأيام الأولى من بداية الموسم. مع قدوم يوم 25 رمضان توقع وائل أن يبدأ الإقبال فى التحسن، خاصة أنهم لجأوا، كعادة كل عام، إلى عمل أصناف مختلفة من الكعك: «عملنا الكعك والبسكويت عشان دى عادة فى المحل، لكن الواحد كان عارف إن السوق مريّح»، وهو ما دفعه إلى عدم رفع السعر، مقارنة بالمحال الكبيرة «السوق نايم، ولو رفعت السعر البضاعة هتقعد جنبى وهتقطم وسطى، لكن المحلات الكبيرة تعلّى براحتها عشان ضامنة زباينها». بسبب حالة الركود قرر محمد مصطفى، صاحب محل حلويات فى شارع الدقى، التوقف عن بيع الكعك والبسكويت بالكيلو، واستبدله بعلب مغلفة، تضم حلويات العيد مثل الكعك والبسكوت والبيتى فور، قائلاً: «الزبون بيحب ياخد العلب دى هدايا وهوّ رايح عزومة، أما الشغل السايب فجسّينا نبض السوق فى آخر رمضان وحسينا إن الناس مش هتشترى، فقلنا العلب هى الحل». أحمد شوكت، صاحب فرشة فى ميدان الجيزة، يرى أن الإقبال على الشراء موجود، ولكن الزبون لا يشترى نفس الكمية التى اعتاد عليها فى كل عام: «الزبون اللى كان بياخد أربعة وخمسة كيلو، دلوقتى بيشترى اتنين أو تلاتة بالعافية».