لم يتوقع أكثر المتفائلين أو المتشائمين ما حدث فى العام الماضى، 2013، على كافة الأصعدة، ولم أتخيل أنا نفسى أن الرقم 13 يعاند المصريين لهذا الحد من التشاؤم، مبرهناً خوفهم منه لأنه عام النحس والخوف، ولكنه بحق أثبت أنه رقم لا يقارن بأى رقم آخر بالنسبة للمصريين. عام 2013 انتهى بعدما رسخ أن رقم 13 سيظل مخاصماً للمصريين. وكالعادة كل عام نتمنى الخير فى نهاية أيامه، ونقول كلمة واحدة «السنة دى ماكانتش كويسة ربنا يكرمنا العام المقبل، وآخر الأحزان إن شاء الله»، لكن يأتى العام التالى أصعب مما سبقه، ونكرر نفس الكلام. لكن مع مطلع 2014 كل شىء انتهى؛ الصبر نفد، والرقم النحس عدّى وكل حاجة وحشة شفناها. يعنى مش هتعدى علينا سنة كبيسة زى دى، باقول لكم منحوسة، رقم 13 لما تشوفه كدا تفهم على طول الحكاية مش عايزة أى مجهود. ورغم أننى لا أؤمن بالتفاؤل ولا التشاؤم إلا أننى أمام أمر واقع، فهذا العام بركاته كثيرة، ونفحاته أكثر وهو ما يجعلنى أقول ل2013 مع ألف سلامة، مع السلامة بقى، كل واحد يشوف مصلحته، كفاية كده، 12 شهر زى الفل كان نتيجتها أن مصر أسوأ دولة فى العالم العربى من حيث تعرُّض المرأة للتحرش الجنسى، وهو ما تناولته وسائل الإعلام العالمية وسلطت عليه الضوء وأنا أقول إن معدل التحرش يزداد، ونراه فى الشارع يومياً ونغض أبصارنا لأننا فى الواقع لم نكن نحتاج لثورتين بل كنا نحتاج لثورة أخلاق. الشوارع إما تحرش، وإما كل اثنين «بيسوقوا ماسكين فى خناق بعض» لأننا لا نحترم أبسط قواعد المرور، وأتذكر هنا تقرير «بى بى سى» وال«جارديان» الذى قسم الناس فى مصر إلى فئتين؛ موالين وخونة تحت عنوان «من سيئ إلى أسوأ» وتناول حرق الكنائس وعدد القتلى فى 2013 الذى تخطى ألفى قتيل، ولا تكفى مساحة مقالى بل جريدتى لتذكيركم بما حدث العام الماضى وأنتم تعلمون، ولم يكن تقرير «سى إن إن» هذا العام مختلفاً، حيث أبرز السلبيات وركز على انقطاع الكهرباء وشح الوقود وارتفاع الأسعار، خاصة أسعار الغذاء وارتفاع معدل البطالة والعنف الجنسى وتزايد الجريمة. بلاش كل ده، حتى السفير الإسرائيلى السابق فى مصر إيلى شاكيد أكد لوكالة الأنباء الألمانية أن مشاكل مصر مزمنة وقال: «نأمل أن يتمكن الحكام المصريون من استعادة القانون والنظام والاستقرار، ولا أحسد القادة فى الحاضر والمستقبل لأن المشاكل فى مصر بمثابة مرض مزمن، وأرى أن نوعاً من المعجزات تنتظره مصر مع أى قيادة». حتى أنت يا «إيلى» عارف وبتصرح! عشان المصريين يعرفوا إن الناس عارفة عننا كل حاجة، دى مش أسرار، الموضوع واضح، بعد ثورة 25 يناير الإعلام تسابق فى التضليل والتصريحات، ووصفنا أنفسنا بأننا الشعب الوحيد صاحب الثورة، والعالم كله مبهور والناس هتتجنن فى أوروبا من عظمة المصريين وأغانى شمال ويمين وكدب كدب كدب لغاية ما دخلنا فى شجرة الإخوان، والحلم تحول إلى كابوس، وصحينا لقينا البلد بتضيع، وما زلنا نشاهد فقط، الكل بيتفرج وماحدش قادر يقول إن صورتنا أمام العالم سيئة، كفاية كدب بقى وتعالوا نقف على أرض الواقع، إحنا محتاجين نبنى بلد بها صحة، تعليم، رياضة، نبدأ بأى حاجة. كفاية كلام.. كفاية كلام عن مبارك والإخوان والمؤامرات، كفاية كلام عن امبارح، كفاية كلام عن 2013، خلونا نتكلم فى بكرة اللى وحشنا. خلونا نستقبل شمس دافية بعد ليل طويل بارد بس مش بالكلام، خلونا ننسى مرسى وإخوانه ونبدأ كل واحد فى مجال عمله، وأنا هابدأ معاكم من مساحة مقالى المتبقية بسؤال: هل فيه أى رياضة فى وطننا العزيز؟ الإجابة: لا.. فمن غير المعقول أن من تعداد السكان الذى تخطى 90 مليون مواطن مَن يمارسون الرياضة منهم بشكل احترافى لا يتعدون 300 ألف مواطن فى كل الألعاب.. ووزير الرياضة مطنش ومش شايف، وأهم حاجة عنده مجلس حسن حمدى والخطيب يتم حله ويقدم كام واحد للنيابة بتهمة الفساد والباقى مش مهم، مش مهم المنتخب يتفضح فى كوماسى ويموت حلم كأس العالم، مش مهم الأهلى يتهزم بالخمسة فى كأس العالم للأندية بالمغرب.. مش مهم الرياضة المصرية تتجمد.. المهم كابتن طاهر ينتقم من الأهلى وحسن حمدى والخطيب وحسن مصطفى فى الاتحاد الدولى وخالد زين فى اللجنة الأولمبية وممدوح عباس فى الزمالك ويوزع فلوس الشعب والوطن على اتحادات غير مشهَرة وعلى صحفيين وإعلاميين عشان يساندوه فى قراراته. البداية الصحيحة تكمن فى تعيين الرجل المناسب فى المكان المناسب، ونحن نعين الوزراء بالمصادفة، فما هى مقومات «الكابتن» لقيادة رياضة وطن بحجم مصر، كفاية يا كباتن وارجعوا للملاعب، كفاية انتقام من مصر، وكفاية فضايح رياضية.. ولسه فيه فضايح تانى لأن وزير الرياضة مش جاى يشتغل ده جاى ينتقم من عقدة فى خياله. ارحموا رياضة مصر وارحمونا من الناس المعقّدة.. وكان نفسى اقول: سنة حلوة يا جميل، بس شكلها سنة وحشة يا جميل.