أعلن المبعوث الأمريكي دونالد بوث لدى جوبا، أمس، أن رئيس جنوب السودان سالفاكير ميارديت "مستعد" لإجراء مباحثات مع خصمه رياك مشار، لإنهاء النزاع الدائر في البلاد. وتعد القوات المسلحة الأمريكية في الوقت ذاته لعمليات إجلاء جديدة لأمريكيين في جنوب السودان، عبر إعادة نشر 150 من عناصر مشاة البحرية (مارينز) وآليات في جيبوتي، وذلك بوفق مسؤولين في وزارة الدفاع. وقال "بوث"، في اتصال هاتفي مع صحفيين ب"الخارجية" الأمريكية، إن: "الرئيس كير أخذ أمامي تعهدا مفاده أنه مستعد لبدء مباحثات، بلا شروط مسبقة مع رياك مشار لإنهاء هذه الأزمة". وقال المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان أيضا، إنه التقى 11 شخصية من الحزب الحاكم والمعتقلين في جوبا، وأكد أن هؤلاء الأشخاص في آمان ويعاملون بشكل جيد. وكان النظام السوداني الجنوبي أعلن الأسبوع االماضي اعتقال عشر شخصيات معظمهم وزراء سابقون أقيلوا في يوليو في إطار التحقيق حول (انقلاب فاشل) خطط له نائب الرئيس السابق مشار، بحسب وصفه. وأضاف المبعوث الذي وصل قبل ساعات إلى جوبا: "لقد عبروا لي عن رغبتهم في القيام بدور بناء من أجل وضع حدا للأزمة عبر حوار سياسي هادئ ومصالحة وطنية". وكان الجيش السوداني يستعد أمس لشن هجوم على القوات المتمردة بقيادة مشار، وبدا أن البلد ينزلق نحو حرب أهلية رغم الجهود الدبلوماسية الدولية المكثفة. وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة إلى مجلس الأمن أمس، بإرسال 5500 جندي و423 شرطيا إضافيا إلى جنوب السودان بهدف تعزيز قوة الأممالمتحدة في هذا البلد. وبعد إجلاء نحو 400 أمريكي من جنوب السودان في الأيام الأخيرة، أعلن "البنتاجون" إعادة نشر آليات في منطقة القرن الإفريقي بهدف إجلاء أفراد إضافيين. ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية مزيدا من طائرات النقل والمروحيات في قاعدتها في جيبوتي، إضافة إلى 150 عنصرا من المارينز، بحسب ما أوضح مسؤولان بالوزارة. وكانت الولاياتالمتحدة نشرت نحو 100 جندي كلفوا بتنسيق عمليات الإجلاء وضمان أمن نحو 30 أمريكيا لا يزالون في جنوب السودان، وخصوصا في السفارة في جوبا ومدينة بور. ونفى "البنتاجون" من جانبه، تنفيذ أية عملية عسكرية أخرى في جنوب السودان، الدولة الوليدة التي نالت استقلالها في يوليو 2011 بدعم من واشنطن.