عملية طحن الأقماح هى محطة مهمة لأنها إحدى المراحل التى تتجلى فيها جودة الحبوب التى تلتهمها أفواه ملايين المصريين فى صورة خبز. «الوطن» ترصد «العملية» من داخل أحد مطاحن القطاع الخاص بالجيزة المتعاقد مع الحكومة على طحن القمح وتوريده إلى أفران الخبز المدعم. تبدأ عملية الطحن دائما عند «النقرة»، كما يطلق عليها العاملون فى المطحن، وهو مكان يشبه المخزن الكبير المحفور تحت الأرض، حيث تدخل إليه سيارات محملة بالقمح تفرغ شحنتها داخل «النقرة» وتمضى، عندها تتكشف جودة القمح ويظهر ما به من شوائب. يقول صابر مدنى سعيد، مشرف إنتاج بالمطحن: «طول عمرنا نشكو من القمح المخزن فى الشون الترابية، لأن حالته تكون سيئة جداً لما يأتى إلينا كى نطحنه، لأنه يمتلئ بالأتربة وفضلات الحشرات والطيور، وبنلاقى فئران ميتة فى القمح، فهل يوجد أكتر من كده تلوث؟». دقائق تمر وتأتى سيارة نقل ثقيل محملة بالأقماح، تدخل على فوهة «النقرة»، ويهم العمال بفتح بابها الخلفى، مع بداية التفريغ تنتشر الأتربة بكثافة فى محيط الغرفة الكبيرة. يوضح «صابر» أن المطحن يخرج شوائب كثيرة جدا خلال عملية الطحن، يقول: «بنعمل من الفسيخ شربات، عشان يخرج القمح صالح للاستهلاك». ويضيف: «إحنا بنستقبل نوعين من القمح؛ الأول: من الشون الترابية، ودا بيكون القمح المحلى، والثانى: من الصوامع، ويكون قمحاً مستورداً. ويوم ما نعرف أن الشحنة القادمة من الشون نتأكد أن القمح مش هيكون سليم». يستكمل المهندس ضياء محمد، المشرف العام على المطحن، شارحاً مراحل إعداد القمح للطحن: «أغلب مراحل طحن القمح تكون آلية، حيث تسحب المعدات أتوماتيكياً القمح من (النقرة)، ويدخل فى أنابيب كبيرة لتبدأ المرحلة الأولى وهى النظافة، وفيها تقوم الأجهزة بغربلة الكميات واستبعاد الشوائب الصلبة والمخلفات، يلى هذه المرحلة عملية غسيل الحبوب فى غسالات أسطوانية كبيرة، ثم يتعرض القمح لمدة 24 ساعة للتهوية حتى يجف بعد غسله عن طريق استخدام مراوح وطرق لتقليبه حتى يتهوى جيداً، يلى ذلك مرحلة الفرش و(الهزاز)، وهى مرحلة يتم سحب التراب المتبقى بعد الغسيل، يلى ذلك مرحلة فصل الزلط المماثل لحجم حبة القمح، ثم يدخل إلى مرحلة الطحن، وتكون عبارة عن ثمانى مراحل يخرج بعدها المنتج النهائى دقيقاً». يشير المهندس المشرف على المطحن إلى أن الحكومة تجبر جميع المطاحن على إضافة نسبة من مادة «الحديدوز» لرفع القيمة الغذائية فى رغيف الخبز، وتمد المطاحن بكمية محددة بشكل دورى، ويوجد مكان فى الماكينات مخصص لوضع «الحديدوز» وضبطه على النسبة المطلوب إضافتها. فى نهاية عملية الطحن تخرج جميع الشوائب فى مجرى خاص لها، وتكون عبارة عن تراب وقطع من الطين وبعض الشوائب الصلبة. يعلق المهندس «ضياء» قائلاً: «كثرة الشوائب فى القمح تتلف أجزاء من الماكينات، وتحملنا عبئاً مالياً فى صيانتها وتغيير قطع غيارها بصورة متكررة». بعد طحن القمح يخرج من مواسير كبيرة ويقف العمال يملأون «الشكائر» ويزنونها بمعيار 50 كيلو و10 جرامات، ويقومون بإغلاق الشكائر عن طريق حياكتها بآلة مخصصة لذلك، يخرج الدقيق فى لون ليس ناصع البياض، تنتظر سيارات فى الخارج لتحمل حصتها من الدقيق المطحون. تختلف طرق الطحن الحديثة عن الوسائل القديمة التى كانت متبعة قبل أكثر من 15 عاماً فى المطاحن، يقول أشرف سمير، أحد العمال القدامى فى المطحن: «زمان كنا بنطحن ب(طنابير) زى الرحايا، وكان إنتاج المطحن بيكون أكبر وأسرع، لأنه لا يقوم بعمليات تنقية تأخذ وقتاً كبيراً زى دلوقتى. وكان فيه عمال شغلتهم (سن) حجارة الرحايا بالشواكيش والمعدات حتى ترفع من كفاءة الطحن». اخبار متعلقة القمح ثروة مصر المهدرة شونة «الأبعادية» فى دمنهور: «خلطة قمح.. بالتراب والحشرات» «السلامونى»: اتفقنا مع «التموين» على إنشاء 42 صومعة جديدة رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى: نعمل على بناء 15 صومعة معدنية «الصوامع المعدنية».. الطريقة الصحية لحفظ القمح دون فاقد خبراء: سوء التخزين يهدر 20% من الناتج المحلى