أصابت عدوى انقطاع التيار الكهربائى أمس محطات المترو والبورصة والبنوك، أكثر المناطق حيوية فى مصر، حيث شهد قطاع كهرباء القاهرة، عطلاً فى خط النقل الرئيسى فى محولات العاشر من رمضان ؛ أدى لخروج محطتى شبرا الخيمة وشمال القاهرة عن الخدمة، وفى المحافظات كانت الأزمة أكثر حدة، حيث تحولت أزمة انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال إلى كابوس يزور سكان الأقاليم كل ليلة، كما تعطلت المصالح الحكومية عن العمل وتكدس المواطنون داخل مديرية الأمن أمام أقسام الجوازات وتصاريح العمل والمحاكم، وأعرب المواطنون عن استيائهم من تفاقم الظاهرة، لدرجة دفعت البعض لدعوة الأهالى عبر مكبرات المساجد إلى الامتناع عن دفع الفواتير. وقال المهندس عوض منصور، رئيس شركة توزيع شمال القاهرة، فى تصريحات ل«الوطن» إن سقوط أحد الأشياء على خط جهد 220 كيلو فولت أدى لفصل الخط من الخدمة وفقدان ما يقرب من 3500 ميجاوات من 6 محطات كهربائية. فى حين أعلن ائتلاف مهندسى محطات الكهرباء أسباب عطل أمس فى خروج محولات نقل العاشر من رمضان بجهد 500 كيلو فى تمام التاسعة والنصف من صباح أمس؛ أدى لارتفاع التذبذب إلى 51٫6 هيرتز وفصل اضطرارى لمحطتى شبرا الخيمة وشمال القاهرة تجنباً لانهيارهما بعد فشل نقل الكهرباء إليهما. وأوضح الدكتور أشرف صبحى، رئيس شركة شمال القاهرة، أن محولات الشركة تفتقر إلى الصيانة منذ 9 سنوات، ورغم أن محطة شمال القاهرة حديثة التجديد منذ 4 سنوات إلا أن محولاتها ما زالت تعانى من العطل المتكرر. وقال الدكتور حافظ السلماوى، المدير التنفيذى لجهاز مرفق الكهرباء إن «مولدات التغذية الاحتياطية هى الحل البديل فى حال فصل التيار الكهربى عن القطاعات الحيوية»، نافياً مسئولية وزارة الكهرباء عن توفير المولدات أو متابعة تشغيلها. فى الوقت ذاته رفض قطاع البترول مضاعفة كميات المازوت لمحطات توليد الكهرباء خلال الأسبوع الجارى، وذلك بعد تعدد سرقة الكابلات فى المحافظات بمصر، مما تسبب فى قطع التيار الكهربائى بشكل مستمر. من جانبه، أكد المهندس سيف الإسلام عبدالفتاح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لتوزيع الغاز الطبيعى بالمدن «تاون جاس» على أن وزارة البترول قررت وقف ضخ محطات توليد الكهرباء بسبب تزايد عمليات سرقة الكابلات الكهربائية، مشيراً إلى أن استمرار تلك السرقات سيتسبب فى قطع الكهرباء لمدة أسابيع وليست ساعات كما كان يحدث وهو ما يعتبر كارثة بكل المقاييس على حد تعبيره. على جانب آخر، شهدت شوارع القاهرة الكبرى تكدساً منذ التاسعة من صباح أمس بسبب عطل فى مترو الأنفاق، ووقعت اشتباكات بالأيدى بين الركاب والعاملين بمحطات الخطين الأول والثانى إضافة إلى مطالبة الركاب باسترداد قيمة التذكرة مرة أخرى. ومن جانبه، قال المهندس على حسين رئيس جهاز تشغيل وصيانة مترو الأنفاق إن سبب تعطل حركة القطارات على الخطين الأول والثانى هو انقطاع التيار الكهربائى المغذى للقطارات بسبب فصل محولى الضغط العالى (2 - 4) اللذين يتم تغذيتهما من محطة كهرباء «السبتية» التابعة لشركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء، مشيرا إلى أنه عندما قام مسئولو شركة الكهرباء بنقل الأحمال على المحولين (1 - 3) اللذين يتم تغذيتهما أيضاًً من محطة الكهرباء بشبرا الخيمة التابعة لشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء فوجئوا بأن المحولين (1 - 3) لا يوجد بهما تيار كهربى مما أدى إلى طول فترة الإصلاح. وفى المحافظات كانت الأزمة أشد قسوة، حيث تعطلت المصالح الحكومية فى بنها عن العمل وتكدس المواطنون داخل مديرية الأمن أمام أقسام الجوازات وتصاريح العمل، وقال الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية إنه تم توقيع عقد محطة الكهرباء العملاقة ببنها باستثمارات مليار و200 مليون جنيه لخدمة القليوبية، وبعض محافظات الدلتا. وفى البحيرة ورغم تأكيدات المحافظ المهندس مختار الحملاوى، بانحسار مشكلة انقطاع التيار الكهربائى، فإن بعض مدن ومراكز وقرى غارقة فى الظلام بسبب الانقطاع المستمر للتيار لفترات طويلة الأمر الذى دفع أهالى كفر الدوار إلى رفض سداد قيمة الفواتير للمحصلين، خاصة فى مناطق بولس وإسماعيل شحاتة وعزيز المصرى والجمهورية وأرض العمدة، الذين دخلوا فى مشاحنات مع المحصلين وكادت تحدث اشتباكات بين الطرفين. وفى الأقصر، شكا مرضى الفشل الكلوى من الانقطاع المتكرر للكهرباء داخل وحدة الغسيل الكلوى فى مستشفى إسنا المركزى جنوبالأقصر. وقال المرضى إن انقطاع الكهرباء أثناء عملية الغسيل يصيبهم بالتشنج وتجلط الدم، وقد يؤدى إلى الموت إن لم تقم الممرضات بتشغيل جهاز الغسيل يدويا. وفى بورسعيد تسبب انقطاع الكهرباء فى توقف حركة البيع والشراء، وفاض الكيل بالتجار والبائعين المتجولين فى شوارع الحميدى والتجارى والثلاثينى وباقى الأسواق التجارية ببورسعيد بسبب عدم إقبال الزبائن على الشراء ليلا بسبب الظلام. وفى الإسكندرية رفع اتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة مذكرة إلى رئيس الوزراء، ووزير الكهرباء للمطالبة بوقف فصل التيار الكهربائى عن المصانع.