الإعلانات التى تعرض فى رمضان لا تقل أهمية عن المسلسلات والبرامج، حتى إن بعضها ينجح و«يعلق» مع الجمهور أكثر من المنتج المعلن عنه نفسه. وهذا العام تم عرض مجموعة كبيرة من الإعلانات، أكثرها كانت أفكاره مكررة ومملة وغير تقليدية، وأقلها كانت جديدة ومبتكرة. تقول الدكتورة ليلى عبدالمجيد، الأستاذة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن 90% من الإعلانات الآن أصبحت مملة فى أفكارها، وتفتقد الجانب الإبداعى الذى يجب أن تعتمد عليه فى المقام الأول لجذب المشاهد إلى المنتج المعلن عنه، فالإعلان الخاص بإحدى شركات الأقطان مازال مثيراً للجدل منذ العام الماضى، لما يحتويه من استفزاز للمشاهدين وسخرية من جانبهم، كما أن له أيضاً إيحاء جنسياً لهذا يرفضه المشاهدون، ونفس الوضع بالنسبة للإعلانات الخاصة بالتبرعات، التى تعتمد عليها المعاهد والمستشفيات الطبية والخاصة والجمعيات الخيرية من أجل جمع التبرعات من المشاهدين، حيث أصبحت زائدة جداً عن الحد، كما أصبحت غير مقبولة لدى المشاهدين، خاصة أنها لا تعرض بكثافة إلا فى شهر رمضان لاستغلال مشاعر المشاهدين فى هذا الشهر الكريم، أما الإعلان الخاص بإحدى شركات الأدوات الكهربائية فهو أيضاً زائد جداً عن الحد لما فيه من صخب ورقص وموسيقى، كما أنه أيضاً يفتقد إلى الفكر الجديد للإعلان عن هذه المنتجات، وهو مكرر ولا يوجد به أى إبداع، أما بالنسبة للإعلان الذى يمكن أن نقول عليه إنه جديد بعض الشىء فهو الخاص بإحدى شركات الاتصالات، ويتم عمله بطريقة الجرافيك، ونفس الوضع بالنسبة للحملة الجديدة الخاصة بأحد البنوك لتوفير قروض خاصة للشباب للعمل فى المهن التى يجيدونها، وأخيراً أنصح الجميع بإعادة النظر والاهتمام بالجانب الأخلاقى لأن الإعلان رسالة وهدف، قبل أن يكون إعلاناً ذا هدف تجارى. أما الإعلامى ياسر عبدالعزيز فيرى أن هناك هذا العام نوعاً من التطور والإبداع فى أفكار الإعلانات الآن، وهذه الحالة اتضحت من حالة خفة الظل فى بعض ممثلى الإعلانات، وفى الأفكار المعروضة باستخدام مستوى فنى وتكنولوجى عالٍ من حيث التصوير والإضاءة. أما الناقدة ماجدة موريس، فترى أن الإعلانات الآن أصبحت فيها تجاوزات بشكل زائد عن الحد من قبل القائمين عليها الذين يحاولون تجديد الأفكار بها، ولكن النتيجة جاءت عكسية بالنسبة للمشاهدين، مثل سلسلة إعلانات إحدى شركات الاتصالات التى تضم مجموعة كبيرة من الفنانين، فقد جاء بشكل زائد عن الحد من أجل إعلان عن عروض جديدة للشركة، وأيضاً إعلان شركة الأقطان الذى مازال مبتذلاً، ولم يراعِ القائمون عليه أنه تم رفضه وانتقاده بشدة من جانب المشاهدين منذ العام الماضى، أما إعلانات إحدى شركات المياه الغازية الذى يعتمد على تيمة الرجولة فإنه من أسوأ الإعلانات، حيث إنه لم يغير أسلوبه منذ أن بدأ عرضه، وكل أفكاره مستفزة للمشاهدين منذ إعلان الجلسات النفسية، وحتى إعلان الكوافير الرجالى المعروض حالياً.