شهد محيط أكاديمية الشرطة انتشارا أمنيا كثيفا من قِبل قوات الشرطة والجيش والعمليات الخاصة والأمن المركزى والشرطة العسكرية، ضمن خطة وزارة الداخلية لتأمين لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى و14 من قيادات «الإخوان» فى قضية قتل المتظاهرين بالاتحادية، ونشرت القوات عدة أكمنة وأغلقت مداخل ومخارج الأكاديمية واقتصر الدخول على الإعلاميين والمحامين المصرح لهم بحضور الجلسة بقرار من محكمة الاستئناف. ورصدت «الوطن» تفاصيل تأمين محاكمة القرن الثانية، التى تنظرها محكمة جنايات شمال القاهرة بأكاديمية الشرطة، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى العياط و14 من قيادات جماعة الإخوان المحظورة بالقتل العمد والتحريض على العنف فى أحداث الاتحادية الأولى، ودفعت وزارة الداخلية بقوات كبيرة تحت إشراف اللواءات محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وأحمد حلمى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن، وسيد شفيق، مدير الأمن العام، ومدحت المنشاوى، مدير إدارة العمليات الخاصة، وأسامة الصغير، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، وجمال عبدالعال مدير الإدارة العامة للمباحث القاهرة، والعميد هشام لطفى، رئيس قطاع بمديرية أمن القاهرة، فى إطار خطة تأمين المحاكمة والتصدى لأى أحداث عنف من قبل جماعة الإخوان، تضمنت قيام رجال المباحث بتمشيط وفحص العقارات وجميع الأبنية حول الأكاديمية والشركات وإصدار تعليمات لأصحاب الشركات وحارس العقارات بمنع دخول أى فرد وتم تعيين حراسات أعلى العقارات، والدفع ب50 تشكيلا من قوات الأمن المركزى والعمليات الخاصة و70 من المجموعات القتالية و20 من خدمات الأمن، إضافة إلى خبراء المفرقعات وقرابة 500 ضابط من مباحث القاهرة، كما تم التنسيق مع مرور القاهرة، وتم نقل المتهمين من سجون طرة عبر طريق الأتوستراد الدائرى إلى مقر المحكمة والدفع ب20 سيارة إسعاف و30 مدرعة تابعة لقوات العمليات الخاصة وفض الشغب. وانطلقت قوات الشرطة والعمليات الخاصة إلى سجن طرة لتأمين المتهمين المحبوسين على ذمة تلك القضية، ومن بينهم: عصام العريان ومحمد البلتاجى وأسعد شيخة، بعد عقد اجتماع مع القوة المكلفة بحراسة المتهمين أثناء نقلهم إلى مقر الأكاديمية من طرة إلى مقر المحاكمة. وفى تمام الرابعة والنصف صباحا، وصل المتهمون المحبوسون على ذمة القضية مرتدين ملابس السجن إلى مقر الأكاديمية، فى حراسة أمنية مشددة واتخذت القوة طريق أتوستراد المعادى، بعد وضع خطة مرورية لتأمين الطريق؛ إذ مشطت قوة من العمليات الخاصة ومباحث القاهرة الطريق وتم رصد التحركات بكاميرات مراقبة، واستغرق النقل حوالى نصف ساعة من السجن إلى مقر الأكاديمية. وفى الساعة السادسة صباحا، انتهت استعدادات العمليات الخاصة والأمن المركزى وضباط مباحث القاهرة؛ حيث تم عمل كمين أمنى على البوابة الرئيسية للأكاديمية لتفتيش الرواد، ومنعت الشرطة دخول أى شخص لا يحمل تصاريح خاصة بالحضور، عدا الإعلاميين والمحامين المصرح لهم. وفى تمام السابعة صباحا، وصل الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الأكاديمية فى طائرة حربية هبطت فى مقر الأكاديمية وتم اصطحابه إلى قاعة المحكمة تمهيدا لنظر أوراق القضية. وفى الثامنة توافد عدد من أنصار «المعزول» ومؤيدى الجيش أمام الباب الرئيسى وحدثت مناوشات بين الجانبين، جرى فضها، إلا أن أنصار «المعزول» لم يتوقفوا عن الهتافات المعادية للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، والشرطة، ومنها: «السيسى قاتل.. السيسى خائن.. الشرطة بلطجية.. الشرطة قتلت أولادنا فى رابعة.. انت فين يا سيسى؟ لو راجل تعالى هنا.. الإعلام خائن»، وتعدى أنصار «المعزول» على طاقم قناة «العربية» أثناء البث المباشر للأحداث، ووجهوا السباب والشتائم لمراسلة القناة راندا أبوالعزم. وقالت «راندا» ل«الوطن» إنها محاولة خسيسة لمنعها من أداء عملها وإنها ستستمر فى أداء عملها ولن يرهبها أنصار «المعزول». كما تعدى أنصار «مرسى» على مصور جريدة «الشروق»، وهم يرددون: «سلمية سلمية»، وحطموا سيارة تابعة لوكالة أنباء وأجبروا طاقمها على مغادرة المكان. واستقبلوا محمد سليم العوا، محامى «مرسى»، بهتافات «الشريف أهو.. الشريف أهو». واستمرت الهتافات فترة حتى نهاية الجلسة، وتضمنت اعتداءات على ضباط الشرطة بالسباب والشتائم واستفزاز الشرطة، إلا أن القوات تعاملت معهم بضبط النفس وتركهم. وفى تمام الثانية ظهرا أدى أنصار «المعزول» صلاة الظهر أمام الأسلاك الشائكة التى وضعتها الشرطة لمنع دخولهم إلى مقر المحاكمة. وشهدت البوابة 8، التى يتم من خلالها تفتيش المحامين والإعلاميين وتجريدهم من هواتفهم المحمولة قبل دخولهم الجلسة، عدة مناوشات؛ حيث جرى منع عدد من أنصار «المعزول» من دخول قاعة المحكمة، لعدم وجود تصاريح معهم من محكمة الاستئناف، من بينهم نقيبا المحامين بالمنصورة والقليوبية. وجرى تصوير الأحداث عن طريق طائرات تابعة للشرطة لرصد ما يحدث أمام مقر الأكاديمية. وعقب انتهاء الجلسة تم نقل هيئة المحكمة فى طائرة خاصة تابعة للشرطة، ونُقل «المعزول» إلى مقر احتجازه. وقال مصدر أمنى إن أعداد أنصار «المعزول» ليست كبيرة، ويمكن فضها فى أقل من 5 دقائق إذا اضطرت القوات لذلك.