شيّعت محافظة الدقهلية جثامين ثلاثة من شهداء الشرطة، الذين استهدفتهم رصاصات الإرهاب الغادر، وتحولت الجنازات من مواكب للحزن والبكاء إلى حشود تزف جثمان الشهيد إلى جنته الأبدية، وتظاهرات ثائرة بعنفوان الغضب من الأهالى ضد الإرهابيين وأنصارهم، مرددين هتافات تطالب بإعدام قيادات الجماعة المحظورة التى تقتل كل يوم شهيدا جديدا. ففى كفر إسكندر، التابع لقرية بدية مركز المنصورة، انتظر الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة جثمان الشهيد شريف سعد على، 28 سنة، أمين شرطة، وقاموا بحمل الجثمان وسط عويل النساء ودموع الرجال حتى وصلوا به إلى مسجد القرية وأصروا على صلاة الجنازة عليه مرة أخرى قبل تشييعه لمثواه الأخير، لكن والده لم تحمله قدماه وسقطت زوجته فاقدة الوعى من الصدمة. وما إن انتهت صلاة الجنازة حتى خرج الجميع فى مسيرة تحولت إلى مظاهرة ضد الإرهاب ورددوا الهتافات: «الشعب يريد إعدام الإخوان» و«لا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله» و«يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح» و«يا شهيد اتهنى اتهنى.. واستنانا على باب الجنة» و«يا تجار الدين.. مش هنسيبكم ليوم الدين» و«شهدا الشرطة أهم.. الداخلية مش بلطجية». وقالت زوجة الشهيد: «قتلوه الإرهابيين، ربنا ينتقم منهم الكفرة، يتموا أطفالى وهم لا يزالون صغارا؛ فعندى طفل لا يزال فى الحضانة وطفلة فى الصف الأول الابتدائى وهو اتصل بى قبل الحادث بساعة واطمأن علينا وشعرت أن شيئا غريبا فى مكالمته، وبعد ساعتين من نومى فوجئت باتصال من تليفون غريب يقول لى إن زوجى أصيب فى حادث، فذهبت مع العائلة إلى مستشفى طلخا المركزى ففوجئنا بهم يرددون كلمة الشهداء فلم أتحمل الصدمة وأشعر أنه إلى الآن لا يزال حيا». وفى قرية كفر بطرة، التابعة لقرية ميت أبوخالد مركز ميت غمر، كان المشهد مهيبا؛ فأبناء القرية بالكامل كانوا ينتظرون جثمان الشهيد أحمد عبدالمحسن محمد، مساعد شرطة، 50 سنة، الذى ترك أربعة من الأبناء فى مراحل العمر المختلفة. وتجمع الآلاف حول المسجد وحاولوا إخراج الجثمان من سيارة الإسعاف ولم يتمكنوا، من شدة زحام الأهالى، من حمل الجثمان، إلا بعد أن ابتعدت السيارة عن المسجد، وما إن تمكنوا من حمل الجثمان حتى رفع الأهالى جثمان الشهيد فى السماء وانطلقت زغاريد نساء القرية مختلطة ببكاء شديد، وتوعد أهالى القرية الإخوان والإرهابيين، ورددوا الهتافات ضد الإرهاب.